منظور عالمي قصص إنسانية

السنغال يواصل إعادة بناء غابات المنغروف ويشارك في الجهود الرامية إلى الحد من توسع الصحراء في أفريقيا

السنغال يواصل إعادة بناء غابات المنغروف ويشارك في الجهود الرامية إلى الحد من توسع الصحراء في أفريقيا

تنزيل

يتحرك السنغال بسرعة لإنقاذ غابات المنغروف بمساعدة المتطوعين. وبتنظيم من منظمة "أوسيانوم" Oceanium المائية وبدعم مالي من شركة دانون الفرنسية للمواد الغذائية، بدأ مشروع إعادة بناء غابات المنغروف عام 2006 مع زرع اختباري لخمسة وستين ألف شجرة. وقد شهد عام 2009 أكبر مشروع تشجيري حيث تم زرع 30 مليون شجرة، ولكن بحلول نهاية عام 2013، يتطلع السنغاليون إلى زراعة المزيد!

 

وعن كيفية البدء في هذا المشروع قال ندجاوار ديانغ، الخبير الحرجي ورئيس الوفد السنغالي المشارك في منتدى الأمم المتحدة العاشر المعني بالغابات:

"يجب أن أقول إن هذا المشروع بدأ بشكل ضعيف جدا. بدأ عندما ضرب الجفاف منطقة الساحل لسنوات عديدة، في السبعينيات، ونتج عنه ذبول الكثير من أشجار المنغروف. وكان منسوب المياه المالحة قد ارتفع أكثر من المعتاد في أنهار السنغال. فهذه الأشجار تعيش في المياه المالحة ولكن إذا تعدت كثافة الملح نسبة معينة، تموت. إلى جانب ذلك، وبعد أن قضى الجفاف على المحاصيل أيضا، ارتأى الناس أنه من الضروري قطع المنغروف لحصاد المحار وبيعه. كل ذلك أدى إلى تراجع المنغروف."

 

وغابات المنغروف، مثل الغابات الأخرى، تساهم في عزل الكربون.  في الواقع يمكن أن تخزن 50 مرة ضعف كمية الكربون التي تخزنها الغابات المطيرة. لا يمكن فقط لأشجار المنغروف أن تستوعب كمية كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون، ولكن يمكن زرعها أيضا في المسطحات المائية ذات التركيز الملحي العالي. وتتراوح كمية المياه المالحة التي يمكن أن تتحملها الشجرة حسب أنواعها، بين مياه قليلة الملوحة إلى مياه تحوي ضعف كمية الملح الموجودة في المحيط. وتنمو أشجار المنغروف عموما على طول الأنهار أو السواحل ولها العديد من المزايا.

 

وعن كيفية تحقيق توازن بين المصالح الاقتصادية والمصالح المناخية، أوضح ندجاوار ديانغ في حوار إذاعي على هامش منتدى الغابات:

 

"عندما تتم إدارة الغابة بشكل جيد، تتم المحافظة على نفس حجم الأشجار، لذلك فإن هذا سيساعدك على المحافظة على رأس مالك، وعلى خزان ثاني أكسيد الكربون، وهكذا لا تعيد تدوير سوى جزء من الغابات فقط الذي يتحول إلى منفعة اقتصادية. ولكن أهمية هذا الأمر تكمن أيضا أنه عند تتم إدارة الغابات فإن السكان على مستوى القرية وعلى المستوى المحلي، سيحصلون على موارد اقتصادية من شأنها أن تمكنهم من محاربة الفقر، وتوفير الملبس والمأكل والعناية الصحية."

 

الخبير السنغالي قال إن بلاده تقوم أيضا بمشاريع أخرى لمحاربة التصحر بما فيها الجهود الرامية إلى الحد من الصحراء من خلال إنشاء غطاء نباتي، أو ما يعرف باسم مشروع "الجدار الأخضر العظيم". ندجاوار ديانغ:

 

 

"هذا المشروع ليس للسنغال فقط. وقد وضع من أجل حل مشكلة الفقر والتنمية الاقتصادية المحلية لسكان الريف من خلال إعادة بناء النظم الإيكولوجية وتوفير المياه. وتشمل بعض البرامج أحد عشر بلدا تمتد من دكار إلى جيبوتي. وقد بدأ المشروع عام 2008. وتحتاج السنغال والبلدان الأخرى للدعم. ولكن هنا تجدر الإشارة إلى أن السنغال لم ينتظر أحدا ليبدأ بالمشروع لأننا نعرف أنه أمر مهم بالنسبة لنا."

 

و"الجدار الأخضر العظيم"، ليس "كبيرا"، أو "أخضر" في الوقت الحاضر. إذ ستستغرق الشتلات التي تم زرعها وقتا طويلا لتنمو إلى أقصى ارتفاعها، كما أن هناك حاجة إلى التزام سياسي لتحقيق هذه الرؤية المتعلقة ببناء حزام أخضر تبلغ مساحته 7،500 كم عبر وسط أفريقيا. ولكن المجتمعات التي تعيش في هذه المناطق بدأت بالفعل تشعر بالفرق.

 

 

من إسطنبول، كانت معكم مي يعقوب.