منظور عالمي قصص إنسانية

ديبورا ليونز في بيان بمناسبة إنتهاء ولايتها كرئيسة يوناما: لم أكن لأتخيل- عندما قبلت هذه الوظيفة- أفغانستان التي سأغادرها الآن

نساء وأطفال ينتظرون الصدقات أمام مسجد في مدينة هيرات بأفغانستان.
UNAMA/Abdul Hamed Wahidi
نساء وأطفال ينتظرون الصدقات أمام مسجد في مدينة هيرات بأفغانستان.

ديبورا ليونز في بيان بمناسبة إنتهاء ولايتها كرئيسة يوناما: لم أكن لأتخيل- عندما قبلت هذه الوظيفة- أفغانستان التي سأغادرها الآن

شؤون الأمم المتحدة

كان يوم أمس (الأربعاء 15 حزيران/يونيو) آخر يوم للسيدة ديبورا ليونز في منصبها كممثلة خاصة للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة لبعثة الأمم المتحدة في البلاد (يوناما). وفي بيان وداعي، قالت السيدة ليونز إنها لم تكن لتتصور - عندما قبلت الوظيفة - أفغانستان التي تغادرها الآن.
 

وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، نقل الناطق الرسمي، ستيفان دوجاريك، عن بيان السيدة ليونز الوداعي قائلا إن قلبها ينفطر، ولاسيّما تجاه ملايين الفتيات الأفغانيات اللواتي حُرمن من حقهن في التعليم، والعديد من النساء الأفغانيات الموهوبات اللواتي طُلب منهن البقاء في المنزل بدلا من تسخير هذه المواهب في إعادة بناء مجتمع يعاني الآن من صراع أقل بكثير- ولكن الخوف يظل سائدا.

وقالت السيدة ليونز أنها "تشرفت كامرأة باختيارها الممثلة الخاصة للأمين العام في آذار/مارس 2020، والأمر الأكثر إيلاما كامرأة هو أن تترك أخواتها الأفغانيات في تلك الحالة."

كان شرفا لها بصفتها امرأة أن يتم اختيارها لتكون الممثلة الخاصة للأمين العام في آذار/مارس 2020

وأشار دوجاريك إلى أن السيدة ليونز تغادر المنصب مقتنعة بأن أفضل ما في الأمر أن تكون هناك استراتيجية مشاركة تُظهر لسلطات الأمر الواقع أن النظام الذي يستبعد النساء والأقليات والموهوبين لن يدوم، وأنه في نفس الوقت، من الممكن بناء سياسة شاملة وإسلامية.

وعن البديل المحتمل لديبورا ليونز، قال دوجاريك: "الموظف المسؤول عن البعثة في الوقت الحالي هو نائب الممثلة الخاصة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية، رامز الأكبروف، وسنعلن قريبا عن البديل للسيدة ليونز."

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن تجربة السيدة ليونز مع طالبان، قال دوجاريك: "لقد التقت بمستويات عالية من طالبان، إن لم تكن أعلى المستويات."

وحول ما إذا كانت قد عوملت بطريقة كريمة من قبل طالبان، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة:

"لا أعتقد أن مسألة أنها لم تحصل على معاملة بطريقة عادية من قبل المتحاورين من طالبان كانت مشكلة أبدا. لقد مثّلت الأمم المتحدة وهم فهموا ذلك. وأعتقد أنها ارتدت وشاحا على رأسها لكنها لم تضطر إلى تغطية وجهها على الإطلاق."

وأوضح أن القضية لا تتعلق بطريقة معاملتها هي، "القضية تتعلق بملايين الفتيات والنساء والأفغانيات اللواتي ليس لديهن قدرة على الوصول إلى مراكز القيادة، وليس من وسيلة لإسماع أصواتهن، وحقوقهن تتراجع."

من الأرشيف: السيدة ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما.
UNAMA/Fardin Waezi
من الأرشيف: السيدة ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما.

تحديات كبيرة واجهت السيدة ليونز

بعد تسلّمها منصبها، لم تقدر ليونز على السفر إلى أفغانستان سوى في نهاية أيار/مايو 2020 بسبب جائحة كورونا.

كانت أفغانستان في ذلك الوقت تتعامل مع تنفيذ اتفاق الدوحة في شباط/فبراير 2020 ثم قرار إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نيسان/أبريل 2021، بسحب جميع القوات الأجنبية بحلول نهاية آب/أغسطس من ذلك العام وفقا للاتفاق.

في بيانها، قالت ليونز إن الأمم المتحدة اتبعت استراتيجية في ذلك الوقت وهي بذل قصارى الجهود لإنجاح عملية السلام في الدوحة، وهذا يعني دعم الدولة الأفغانية للحفاظ على مساحة للتفاوض.

وجرى اجتماع في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث تعهد المانحون بتقديم حوالي 13 مليار دولار على مدى أربع سنوات. وقالت: "أمضينا الكثير من الوقت في التركيز على تنشيط المفاوضات بين الأفغان وبناء الثقة والتوافق الإقليمي."

وأشارت إلى أنه كان من الممكن النجاح في صياغة اتفاق بين الجمهورية وطالبان على تشكيل حكومة مؤقتة تضم طالبان، وتحافظ على إدماج أوسع للجمهورية، وعلى المكاسب المتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق المدنية والسياسية وحقوق المرأة.

"ثبت أن هذا الأمر مستحيل، وسقطت الجمهورية حتى قبل مغادرة آخر قوات دولية."

أهمية دور يوناما

وأضافت أن سيطرة طالبان خلقت مجموعة جديدة من المشكلات: "كان الشتاء قادما وضعف ملايين الأفغان الذين كانوا يعانون بالفعل من درجات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي، خطير. ويرجع ذلك جزئيا إلى سنوات الجفاف العديدة."

وشددت على أهمية وجود بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) لثلاثة أسباب، أبرزها أن الأمم المتحدة موجودة في أفغانستان منذ ثمانينيات القرن الماضي، وثمة مسؤولية أخلاقية للبقاء هناك.

والسبب الثاني هو أهمية تلبية احتياجات الأشخاص الأكثر ضعفا وتقديم الدعم لهم. كما أشارت إلى أن أفغانستان بلد مهم بالنسبة للمجتمع الدولي.

وقالت: "ستظل يوناما مراقِبا ومراسلا ذا مصداقية للأحداث على الأرض، وحلقة وصل موثوقة بين الشعب الأفغاني وسلطات الأمر الواقع والمجتمع الدولي."