منظور عالمي قصص إنسانية

اليوم العالمي للمحيطات: الأمين العام يقول إن ضمان محيطات سليمة ومنتِجة هو مسؤوليتنا الجماعية

مجموعة من الأسماك تسبح في البحر في أستراليا.
© Ocean Image Bank/Jordan Robin
مجموعة من الأسماك تسبح في البحر في أستراليا.

اليوم العالمي للمحيطات: الأمين العام يقول إن ضمان محيطات سليمة ومنتِجة هو مسؤوليتنا الجماعية

المناخ والبيئة

احتفاء بعجائب المحيط كمصدر للحياة يدعم البشرية وجميع الكائنات الحية الأخرى على الأرض، أحيت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، اليوم العالمي للمحيطات، لتذكير الجميع بالدور الرئيسي للمحيطات في الحياة اليومية، حيث تعتبر مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء وجزءا مهما من المحيط الحيوي.

تؤكد الأمم المتحدة أن الغرض من الاحتفال بهذا اليوم العالمي هو إعلام الجمهور بتأثير الأعمال البشرية على المحيطات، وتطوير حركة عالمية للمواطنين من أجل المحيط، وتعبئة وتوحيد سكان العالم في مشروع للإدارة المستدامة لمحيطات العالم.

وشهد مقر الأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى، عُقدت بشكل شخصي وعبر الإنترنت، بعنوان: "تنشيط العمل الجماعي للمحيطات".

الفعالية جاءت بتنظيم من شعبة شؤون المحيطات وقانون البحار التابعة لمكتب الشؤون القانونية للأمم المتحدة، بالشراكة مع المنظمة غير الربحية ’أوشيانيك غلوبال‘.

واشتملت الفعالية على كلمات من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة، إضافة إلى حلقات النقاش وعروض تقديمية وموسيقية، إضافة إلى كلمات من شخصيات بارزة مثل المدافعة عن الاستدامة أمبر فاليتا، والاقتصادي في صندوق النقد الدولي رالف شامي، وعالمة المحيطات سيلفيا إيرل، وبطلة العالم في الإبحار ليزا بلير.

وتم الإعلان عن أسماء الفائزين في منافسة التصوير لعام 2022 المعنية بإبراز جمال المحيطات.

Tweet URL

الأزمات الثلاثية تهدد صحة محيطاتنا

في رسالة بهذه المناسبة، بثت في الفعالية، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش إن ضمان محيطات سليمة ومنتِجة هو مسؤوليتنا الجماعية، التي لا يمكننا الوفاء بها إلا من خلال العمل معا. وحث جميع من لديهم مصلحة في صحة المحيطات على أن يضموا صفوفهم لإنعاش بحارنا ومحيطاتنا.

"في الشهر الماضي، كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أربعة مؤشرات مناخية رئيسية قد تجاوزت أرقاما قياسية جديدة في عام 2021، وهي: ارتفاع مستوى سطح البحر؛ وحرارة المحيطات؛ وتحمُّض المحيطات؛ وتركيزات غازات الدفيئة. ومن الواضح أن الأزمات الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث تهدد صحة محيطاتنا، التي نعتمد عليها جميعا في نهاية المطاف".

عمل جماعي لإنعاش المحيطات

وقال الأمين العام إن المحيطات تنتج أكثر من 50 في المائة من أكسجين الكوكب وهي المصدر الرئيسي للرزق لأكثر من مليار شخص. وتوظف الصناعات القائمة على المحيطات نحو 40 مليون شخص.

ومع ذلك، يحذر الأمين العام من أن الأنشطة البشرية تقوض موارد المحيطات والتنوع البيولوجي. "ويجري صيد ما يزيد على ثلث الأرصدة السمكية في العالم بمستويات غير مستدامة بيولوجيا. وقد دُمِّرت نسبة كبيرة من الشعاب المرجانية. ووصل التلوث بالمواد البلاستيكية إلى أبعد الجزر وأعمق خنادق المحيطات. والمناطق الساحلية الميتة بسبب التلوث البري آخذة في الازدياد".

وشدد السيد غوتيريش على أن الوقت قد حان لندرك أنه من أجل تحقيق أهـداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، فإننا نحتاج بشكل عاجل إلى عمل جماعي لإنعاش المحيطات.

"وهذا يعني إيجاد توازن جديد في علاقتنا مع البيئة البحرية. ويعني ذلك العمل جنبا إلى جنب مع الطبيعة، وليس ضدها، وبناء شراكات شاملة ومتنوعة عبر المناطق والقطاعات والمجتمعات للتعاون على نحو خلاق بشأن إيجاد حلول للمحيطات".

وقوة الدفع آخذة في الازدياد، حسبما يقول الأمين، "ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أقر مؤتمر غلاسكو بشأن تغير المناخ بدور النظم الإيكولوجية البحرية في تحقيق الأهداف المناخية العالمية. وفي آذار/مارس، اتفقت البلدان على العمل معا لإبرام معاهدة جديدة بشأن إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، الذي يهدد البيئة البحرية. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيركز مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيطات في لشبونة على توسيع نطاق العمل القائم على العلم والابتكار من أجل تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة. وستتواصل المناقشات بشأن اتفاق جديد يُعنى بحفظ التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية".

كينيا والبرتغال تستضيفان مؤتمر المحيط

في نهاية الشهر الحالي، سيجتمع قادة العالم والشباب ورجال الأعمال والمجتمع المدني في مدينة لشبونة البرتغالية لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الثاني للمحيط، بهدف حشد الزخم وإطلاق حلول مبتكرة قائمة على العلم تهدف إلى بدء فصل جديد من العمل العالمي بشأن المحيط.

سيشكل المؤتمر، الذي تتشارك في استضافته كل من كينيا والبرتغال، فرصة مهمة لإصلاح الضرر الذي ظلت البشرية تُلحقه بالحياة البحرية وسبل العيش. وتشترك كينيا مع البرتغال في تنظيم هذا الحدث المهم.

 

أسماك تسبح بين الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
© Ocean Image Bank/Brook Peters
أسماك تسبح بين الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.