منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تنتخب رئيسها القادم -وجدول أعماله "التضامن والاستدامة والعلوم"

 كسابا كوروشي، الرئيس المنتخب للدورة السابعة والسبعين يلقي كلمة أمام الجمعية العامة
UN Photo/Eskinder Debebe
كسابا كوروشي، الرئيس المنتخب للدورة السابعة والسبعين يلقي كلمة أمام الجمعية العامة

الجمعية العامة تنتخب رئيسها القادم -وجدول أعماله "التضامن والاستدامة والعلوم"

شؤون الأمم المتحدة

انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الهنغاري كسابا كوروشي، بالتزكية، لرئاسة دورتها السابعة والسبعين خلال حفل رسمي في نيويورك اليوم الثلاثاء.

عمل السيد كوروشي كدبلوماسي لبلاده على مدى حوالي 40 عاماً، وخدم خلالها في ليبيا والإمارات وإسرائيل واليونان ونيويورك كممثل دائم لهنغاريا. ويشغل حالياً منصب مدير الاستدامة البيئية في مكتب الرئيس الهنغاري، وسيترأس الهيئة الأممية بدءا من أيلول /سبتمبر.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة، قال الرئيس المنتخب إن العالم يواجه أزمات متعددة ومترابطة من غذاء وطاقة وديون، بينما يبدو أن أزمات المياه ستصبح هي بدورها التهديدات الوشيكة القادمة. كما سلط الضوء على "التحديات المشؤومة" التي تواجه البلدان، بما في ذلك، حالة الطوارئ المناخية وفقدان التنوع البيولوجي والاحتياجات الإنسانية والحماية العاجلة.

تضم الجمعية العامة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة. وقد تعهد السيد كوروشي بجعل "الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم" شعاراً لدورة الجمعية العامة السابعة والسبعين.

البحث عن حلول متكاملة

وحذر كوروشي من أن هذه الأزمات والتحديات، إلى جانب الحرب في أوكرانيا والنزاعات المسلحة الأخرى، تخلق "عاصفة متكاملة" وعدم استقرار غير مسبوق في السنوات القادمة.

وقال أمام الجمعية العامة، "من خلال انتخابكم لي، أعدتم التأكيد أن المخاطر الجيوسياسية وتلك الناجمة عن الأسلوب غير المستدام لتنميتنا، قد بدأت في الاندماج وتعزيز بعضها البعض."

وأضاف: "لذلك يجب أن نبحث عن حلول متكاملة للتحديات النظامية. ليس هناك طريق للعودة إلى الوضع الطبيعي القديم. السبيل الوحيد للخروج من مأزقنا الحالي هو من خلال استمرار الإصلاحات وتحول هذه المنظمة وتعزيز تعاوننا. يجب أن نفعل ما هو أفضل بكثير في الوفاء بالأهداف والالتزامات والتعهدات المتفق عليها بشكل مشترك".

وشدد كوروشي على أن الجمعية العامة يجب أن تعمل بطريقة موجهة ومؤثرة مضيفًا أن المجتمعات في جميع أنحاء العالم يجب أن تشعر بأهمية إجراءات الجمعية، كما أن "المساهمين في الأمم المتحدة البالغ عددهم ثمانية مليارات (أي سكان العالم) في جميع أنحاء العالم بحاجة أيضاً إلى فهم نتائج قراراتنا." وأضاف: "العالم الخارجي يعتمد علينا وهو محق في ذلك".

من الأرشيف: الجمعية العامة للأمم المتحدة
UN Photo/Manuel Elias

الوقوف بحزم على مبادئ الأمم المتحدة

حدد السيد كوروشي الأولويات لمواجهة التحديات العالمية المعقدة مع دعم الركائز الأساسية للأمم المتحدة المتمثلة في السلم والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

وتشمل الوقوف بحزم على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، وإحراز تقدم كبير وقابل للقياس فيما يخص "التحول المستدام"، وتعزيز دور العلوم في صنع القرار، وتعزيز التضامن بشكل أكبر.

وقال الرئيس المنتخب للجمعية العامة، "نحن نعيش في أوقات تهز الأسس التي بنيت عليها هذه المنظمة. وبينما تلوح أزمات متعددة في الأفق، لا شيء أقل من مصداقية الأمم المتحدة على المحك".

وفي معرض حديثه عن تأسيس الأمم المتحدة، أشار كوروشي إلى أنه وقبل 77 عاماً، أظهرت الدول الأعضاء أنه يمكن بناء السلام الدائم على رماد الحرب.

وقال: "نحن بحاجة إلى نفس العزم اليوم لمواجهة التحديات التي تهدد السلم والأمن الدوليين وكذلك مستقبلنا المستدام على هذا الكوكب".


النهوض بعمل الأمم المتحدة

من جهته، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس المنتخب وسلط الضوء على الدور الحاسم للجمعية العامة في عالم معرض للخطر.

وقال إن السيد كوروشي يأتي بمنظور واسع للمنصب، وهو الإلمام بالأمم المتحدة، والخبرة في الاستدامة البيئية، والالتزام الثابت بالعمل متعدد الأطراف.

قال الأمين العام: "أرحب بتركيز رئاسته على الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم، وأنا أعول عليه لمساعدتنا في التقدم عبر جميع نطق عملنا".

"نتطلع إلى العمل معه في البحث عن حلول مستدامة، والسعي لتحقيق أهدافنا المشتركة، والدفاع عن قيمنا المشتركة."

تولي العهد

وأعرب الرئيس الحالي للجمعية العامة، عبد الله شاهد، عن استعداده لتقديم الدعم الكامل لخلفه، مضيفاً أن الانخراط في الانتقال السلس قد بدأ بالفعل.

كما تحدث السيد شاهد عن العمل الذي لا يزال ينتظر الجمعية العامة قبل مغادرته منصبه، بما في ذلك العمل على عملية متابعة "جدول أعمالنا المشترك،"-التقرير الأممي المعني بمستقبل التعاون الدولي.

ستجتمع الدول مرة أخرى في تموز /يوليو لحضور فعالية تحت عنوان "لحظة من أجل الطبيعة" التي ستركز على معالجة الحواجز الهيكلية التي تؤثر على جدول الأعمال البيئي والتنمية المستدامة والتعافي من جائحة كوفيد-19.