منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: وكالات الإغاثة تستمر في إيصال المساعدات الإنسانية وتحذر من أن الوضع الإنساني يزداد سوءا

وصول الإمدادات الطبية إلى مستشفى الأطفال الإقليمي في زابوريزهزيا بأوكرانيا.
© UNICEF/Kate Klochko
وصول الإمدادات الطبية إلى مستشفى الأطفال الإقليمي في زابوريزهزيا بأوكرانيا.

أوكرانيا: وكالات الإغاثة تستمر في إيصال المساعدات الإنسانية وتحذر من أن الوضع الإنساني يزداد سوءا

المساعدات الإنسانية

قالت وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة وشركاؤها يوم الثلاثاء إنهم يواصلون التعبئة داخل أوكرانيا في محاولة لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد، وسط استمرار القصف الروسي المدمر والهجمات على مرافق وموظفي الرعاية الصحية.

يأتي هذا عقب دعوة متجددة لوقف إطلاق النار من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي قال المتحدث باسمه إنه "يشعر بقلق عميق إزاء الهجمات المستمرة على المدن الأوكرانية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الآونة الأخيرة على لفيف ودنيبرو وخاركيف وميكولايف، والتي أدت إلى العديد من الضحايا المدنيين والدمار في المناطق السكنية، فضلا عن البنية التحتية المدنية."

إحدى أكبر أزمات اللاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية 

مع استمرار النزوح الجماعي للنساء والأطفال والمعوقين في جميع أنحاء أوكرانيا بعد سبعة أسابيع من الغزو الروسي، شددت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على أهمية إبقاء الحدود مفتوحة لمن يبحثون عن مأوى. وقالت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو للصحفيين في جنيف إن حوالي 4.9 مليون لاجئ فروا من أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير، وأضافت أن أزمة اللاجئين الأوكرانية هي "الأسرع نمواً وهي واحدة من أكبر أزمات اللاجئين التي نشهدها في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية." 

عائلة تم إجلاؤها من إيربين في محيط كييف بأوكرانيا.
© UNICEF/Julia Kochetova
عائلة تم إجلاؤها من إيربين في محيط كييف بأوكرانيا.

 

تأمين المساعدات الطبية والهجمات على الرعاية الصحية

ومع استمرار الجهود لتأمين اتفاقيات وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء أوكرانيا، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنها تبذل قصارى جهدها للتخزين المسبق للمساعدات ونقل الإمدادات والمعدات المنقذة للحياة إلى المناطق الاستراتيجية. 

ومن لفيف في غرب أوكرانيا، قال المتحدث باسم المنظمة بهانو بهاتناغار إن منظمة الصحة قد سلمت 218 طناً مترياً من الإمدادات الطبية والطوارئ إلى أوكرانيا حتى الآن، من بينهم 132 طناً مترياً إلى شرق وشمال البلاد. 

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أنه كان من المقرر إرسال مولدات الديزل يوم الثلاثاء من مستودع في لفيف إلى مستشفيات في خاركيف ولوهانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا حيث أدى القتال العنيف إلى تعطيل إمدادات الطاقة. وكان من المقرر أيضاً أن تستقبل مرافق ماريوبول الصحية مولدين، ومولد آخر إلى سيفيرودونيتسك، حيث إمدادات الطاقة محدودة أو غير موجودة. 

وأوضح السيد بهاتناغار أن المولدات ستسهل الجراحة والرعاية الطارئة والطب الباطني والتوليد والطب النسائي وطبابة الأطفال وعلاج الأمراض المعدية، مشدداً على أن انقطاع التيار الكهربائي، حتى المؤقت، يمكن أن تكون له "عواقب وخيمة على المرضى." 

وتابع مسؤول منظمة الصحة العالمية قائلاً: "سننقل المولدات إلى وجهاتها النهائية فقط عندما نتمكن من ضمان سلامة موظفينا والبضائع الثمينة التي ينقلونها،" مشيراً إلى أنه لا يوجد الآن سوى 10 محطات أكسجين في جميع أنحاء البلاد تزود المستشفيات وخدمات صحية.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الهجمات على الرعاية الصحية في أوكرانيا استمرت أيضاً في تهديد حياة المرضى والعاملين، ووصلت إلى 137 هجمة مؤكدة منذ 24 شباط / فبراير. 

وضع أنساني مروع في ماريوبول 

وفي مدينة ماريوبول المحاصرة، حيث عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء استمرار "الوضع الإنساني المروع" وسط قصف روسي مستمر، أكد برنامج الأغذية العالمي على أهمية تأمين الوصول الآمن من وإلى المدينة. 

قال جاكوب كيرن، منسق برنامج الأغذية العالمي لأوكرانيا، إنه ومنذ حوالي شهر، كان يُعتقد أن ما يقدر بنحو 260 ألف مدني قد تُركوا داخل ماريوبول، ولكن التقديرات الآن تتراوح بين 100 و150 ألف شخص. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى حوالي ثلاث شاحنات من الأغذية فقط يومياً وأكد أن وصول عشر شاحنات من المواد الإغاثية مرة واحدة في الشهر لن يكفي. وقال كيرن، "هذه العمليات مهمة وكما قلت، فهي بحاجة إلى اتفاق من جميع الأطراف، ولكن حتى الآن لم ننجح في الحصول على ذلك." 

حصاد القمح بالقرب من قرية كراسن في أوكرانيا.
© FAO/Anatolii Stepanov
حصاد القمح بالقرب من قرية كراسن في أوكرانيا.

 

الفاو تجدد نداءها لتعزيز الزراعة ودعم العائلات الريفية  

من جهتها أكدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) على ضرورة تأمين 115.4 مليون دولار لمنع المزيد من التدهور في حالة انعدام الأمن الغذائي وتفاقم تعطل سلاسل الإمدادات الغذائية في أوكرانيا. وناشدت الفاو المانحين دعم المزارعين الأوكرانيين في زراعة الخضار والبطاطا خلال موسم الربيع من أجل إنقاذ محصول القمح الشتوي. وقالت الفاو إنها وتماشياً مع النداء العاجل المعدل المشترك بين الوكالات، ضاعفت المنظمة طلبها الأولي البالغ 50 مليون دولار لدعم أكثر من 376 أسرة مزارعة صغيرة ومتوسطة الحجم أو ما يقرب من مليون شخص حتى كانون الأول/ديسمبر 2022. 

تعتبر الزراعة عنصراً أساسياً في الاقتصاد الأوكراني، حيث تلعب دوراً رئيسياً في حماية الأمن الغذائي وسبل العيش في جميع أنحاء البلاد، وكذلك المنطقة. وقالت الفاو إن الدمار الهائل للمحاصيل والبنية التحتية بسبب الحرب يعرض إنتاج الغذاء والأمن الغذائي للخطر. 

وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن ثلث المحاصيل والأراضي الزراعية قد لا يتم حصادها أو زراعتها في عام 2022. إذ يؤدي التهجير القسري للسكان المدنيين الفارين من الحرب وتجنيد الرجال إلى نقص العمالة وزيادة العبء على النساء. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب انخفاض الوصول إلى المدخلات الزراعية الأساسية وتوافرها.