منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحث على إنهاء الحرب في أوكرانيا والتخفيف من تأثيرها على العالم النامي

مبنى سكني مجمّر في دنيبرو في أوكرانيا.
© WFP/Viktor Pesenti
مبنى سكني مجمّر في دنيبرو في أوكرانيا.

الأمم المتحدة تحث على إنهاء الحرب في أوكرانيا والتخفيف من تأثيرها على العالم النامي

السلم والأمن

حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن على بذل كل ما في وسعه لإنهاء الحرب والتخفيف من تأثيرها، سواء على معاناة شعب أوكرانيا، أو على الأشخاص الضعفاء والبلدان النامية في جميع أنحاء العالم.

وفي إحاطة قدّمها السيد غوتيريش خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، قال الأمين العام إن الحرب في أوكرانيا هي واحدة من أكبر التحديات التي واجهها النظام الدولي وهيكل السلام العالمي على الإطلاق، بسبب طبيعتها وشدتها وعواقبها.

وتابع يقول: "نحن نتعامل مع الغزو الشامل، على عدة جبهات، لدولة عضو في الأمم المتحدة، أوكرانيا، من قبل دولة أخرى، الاتحاد الروسي – عضو دائم في مجلس الأمن – في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، ومع عدة أهداف، بما في ذلك إعادة رسم الحدود المعترف بها دوليا بين البلدين."

خسائر لا معنى لها

تطرق السيد غوتيريش إلى "خسائر لا معنى لها" في الأرواح تسببت بها الحرب، والدمار الهائل في المراكز الحضرية، وتدمير البنية التحتية المدنية.

وتأتي كلمته على وقع ما حدث في بوتشا، وقال السيد غوتيريش: "لن أنسى أبدا الصور المروعة للمدنيين الذين قُتلوا في بوتشا. دعوت على الفور إلى إجراء تحقيق مستقل لضمان المساءلة الفعّالة."

كما أعرب عن صدمة شديدة من الشهادات الشخصية لعمليات الاغتصاب والعنف الجنسي التي تظهر الآن.

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، قد تحدثت عن جرائم حرب محتملة، وخروقات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما أدى الهجوم الروسي إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين شخص في شهر واحد فقط – أسرع تنقل سكاني قسري منذ الحرب العالمية الثانية.

مريض في أحد مستشفيات لفيف خلال عملية إجلاء في أوكرانيا.
© UNICEF/Viktor Moskaliuk
مريض في أحد مستشفيات لفيف خلال عملية إجلاء في أوكرانيا.

حاجة ملحة لإسكات البنادق

بعيدا عن حدود أوكرانيا، قال غوتيريش إن الحرب أدت إلى زيادات هائلة في أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة، "لأن روسيا وأوكرانيا هما محور هذه الأسواق."

وقد عطلت الحرب سلاسل التوريد وزادت من تكلفة النقل، مما زاد الضغط على العالم النامي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "كانت العديد من البلدان النامية على وشك الانهيار بالفعل بسبب تأثير جائحة كـوفيد-19 ونقص السيولة الكافية وتخفيف عبء الديون الناجم في نهاية المطاف عن الطبيعة غير العادلة لنظامنا الاقتصادي والمالي العالمي. لكل هذه الأسباب، أصبح من الملح يوما بعد يوم إسكات البنادق."

وتشير التحليلات إلى أن 74 دولة نامية، يبلغ مجموع سكانها 1.2 مليار نسمة، معرّضة بشكل خاص لارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والأسمدة.

وتشكل التزامات الديون نحو 16 في المائة من عائدات صادرات البلدان النامية. في البلدان الجزرية الصغيرة النامية، النسبة هي 34 في المائة وهو آخذ في الارتفاع بسبب زيادة أسعار الفائدة والحاجة إلى دفع ثمن الواردات باهظة الثمن.

في الشهر الماضي وحده، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 22 في المائة، والذرة بنسبة 21 في المائة والشعير بنسبة 31 في المائة.

 نشهد بالفعل انتقال بعض البلدان من حالة الضعف إلى أوضاع متأزمة، مع مؤشرات على اضطرابات اجتماعية خطيرة

وارتفعت أسعار نفط برنت في الأول من نيسان/أبريل بأكثر من 60 في المائة عما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي. زادت أسعار الغاز الطبيعي والأسمدة بأكثر من الضعف خلال نفس الفترة.

وقال غوتيريش: "إننا نشهد بالفعل انتقال بعض البلدان من حالة الضعف إلى أوضاع متأزمة، مع مؤشرات على اضطرابات اجتماعية خطيرة. ويؤجج لهيب الصراع عدم المساواة والحرمان ونقص التمويل."

ومع وميض جميع إشارات التحذير باللون الأحمر، "من واجبنا التصرف."

قامت مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل التي أنشأها السيد غوتيريش الشهر الماضي بصياغة بعض التوصيات الأولية للنظر فيها من قبل الدول الأعضاء والمؤسسات المالية الدولية وغيرها.

فيما يتعلق بالغذاء؛ تحث الأمم المتحدة جميع البلدان على إبقاء الأسواق مفتوحة، ومقاومة قيود التصدير غير المبررة وغير الضرورية، وإتاحة الاحتياطات للبلدان المعرّضة لخطر الجوع والمجاعة.

وتابع يقول: "الناس العالقون في أزمة حول العالم لا يستطيعون دفع ثمن هذه الحرب."

فيما يتعلق بالطاقة؛ يمكن أن يساعد استخدام المخزونات الاستراتيجية والاحتياطيات الإضافية في تخفيف أزمة الطاقة هذه على المدى القصير.

"ولكن الحل الوحيد على المدى المتوسط والطويل هو تسريع نشر الطاقة المتجددة والتي لا تتأثر بتقلبات السوق."

وأضاف أن ذلك سيسمح بالتخلص التدريجي من الفحم وجميع أنواع الوقود الأحفوري الأخرى. الطاقة المتجددة أرخص بالفعل في معظم الحالات.

فيما يتعلق بالتمويل؛ يجب أن تدخل المؤسسات المالية الدولية في حالة طوارئ.

وقال السيد غوتيريش: "نحتاج إلى إجراءات عاجلة من قبل مجموعة العشرين والمؤسسات المالية الدولية لزيادة السيولة والحيّز المالي حتى تتمكن الحكومات من توفير شبكات الأمان للفئات الأشد فقرا وضعفا."

حاجة للمفاوضات

دعا الأمين العام إلى وقف الحرب في أوكرانيا الآن. "نحن بحاجة إلى مفاوضات جادة من أجل السلام على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. هذا المجلس مكلّف بصون السلام، والقيام بذلك تضامنا."

وأعرب عن أسفه بشدة إزاء الانقسامات التي منعت مجلس الأمن من التصرف ليس فقط بشأن أوكرانيا، ولكن بشأن التهديدات الأخرى للسلام والأمن في جميع أنحاء العالم.

 

ديكارلو: قصف بلا رحمة


 

وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن.
UN Photo/Manuel Elias
وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن.

"تدهور الوضع الأمني في أوكرانيا بشكل خطير"، منذ جلسة مجلس الأمن الأخيرة في 17 آذار/مارس الماضي، بحسب السيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، التي أشارت في كلمتها اليوم أمام مجلس الأمن أن عدد القتلى المدنيين تضاعف في أوكرانيا، لافتة الانتباه إلى أن "المدن الأوكرانية لا تزال تتعرض للقصف بلا رحمة، وبشكل عشوائي في كثير من الأحيان، بالمدفعية الثقيلة والقصف الجوي."

وقالت المسؤولة الأممية إن الرعب قد ازداد في نهاية الأسبوع الماضي، إذ "ظهرت صور مروعة لمدنيين قتلى، بعضهم مقيّد اليدين، جثثهم ملقاة في شوارع بوتشا، البلدة القريبة من كييف التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية سابقا. كما عثر على العديد من الجثث في مقبرة جماعية في نفس المكان."


الأرقام تتحدث


وقالت السيدة ديكارلو إن "الأرقام تحكي قصة مأساوية، وإن كانت غير كاملة". 
فوفقا لمكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 1480 مدنيا وجُرح ما لا يقل عن 2195 شخصا بين 24 شباط/فبراير و 4 نيسان/ أبريل 2022. وتعتقد المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير.


وأعربت عن قلق بالغ إزاء الاستخدام المستمر للأسلحة المتفجرة ذات التأثير الواسع في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها.
وقالت إن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تلقت مزاعم موثوقة بأن "القوات الروسية استخدمت الذخائر العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان 24 مرة على الأقل. كما يتم التحقيق في مزاعم استخدام القوات الأوكرانية لهذه الأسلحة."


وأكدت ديكارلو ما جاء على لسان المفوضة السامية ميشيل باشيليت، أن "الهجمات العشوائية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي وقد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب"، قائلة إن "التدمير الهائل للأعيان المدنية والعدد الكبير من الضحايا المدنيين يدل بقوة على أن المبادئ الأساسية للتمييز والتناسب والاحتياطات لم يتم التقيد بها بشكل كافٍ."

في 24 شباط/فبراير 2022 لجأ الناس إلى محطة مترو أنفاق أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف، أوكرانيا.
© UNICEF/Vyacheslav Ratynskiy/UNIAN
في 24 شباط/فبراير 2022 لجأ الناس إلى محطة مترو أنفاق أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف، أوكرانيا.


اعتداءات على الصحفيين واغتصاب جماعي


وحتى 30 مارس / آذار، وثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري المحتمل لـ 22 صحفياً وعضوا في المجتمع المدني في مناطق كييف وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا. كما تم اعتقال 24 مسؤولاً محلياً في مناطق خاضعة للسيطرة الروسية، وأفرج عن 13 منهم فيما بعد.
وحتى 30 مارس / آذار، سجلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مقتل 7 صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام منذ بدء الأعمال العدائية. وتعرض 15 آخرون لهجوم مسلح أصيب تسعة منهم.
كما ظهرت مزاعم بارتكاب القوات الروسية عنفا جنسيا مرتبطا بالنزاع. "وتشمل تلك المزاعم الاغتصاب الجماعي والاغتصاب أمام الأطفال"، بحسب ما جاء على لسان ديكارلو.


وهناك مزاعم بارتكاب القوات الأوكرانية وميليشيات الدفاع المدني عنفا جنسيا. وقالت ديكارلو إن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا تواصل سعيها للتحقق من جميع هذه الادعاءات.
وفيما نوهت المسؤولة الأممية بكرم البلدان المجاورة التي قبلت ملايين اللاجئين وتضامن الشعب الأوكراني الذي يستضيف مواطنيه النازحين، غير أنها أعربت عن القلق إزاء "تزايد مخاطر الاتجار بالبشر"، مع نزوح ما يقرب من 11 مليون شخص إما داخل أوكرانيا أو في الخارج كلاجئين - أو ما يقرب من ربع السكان.

المساعي الدبلوماسية مستمرة


وبعيدا عن القتال، استمرت الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب، بما في ذلك المحادثات المباشرة بين ممثلي أوكرانيا وروسيا. ونثني على حكومة تركيا لاستضافتها هذه المناقشات، فضلاً عن جهود الكثيرين الآخرين المنخرطين مع روسيا وأوكرانيا للمساعدة في إحلال السلام.
ورحبت السيدة ديكارلو باستعداد الجانبين لمواصلة الانخراط للتوصل إلى تفاهم متبادل. "هذا يتطلب حسن النية وجهودا جادة. أي تقدم في المفاوضات يجب أن يترجم بسرعة إلى عمل على الأرض."

المفاعل 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا.
© Unsplash/Mick de Paola
المفاعل 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا.


فيما نوهت بانخفاض في عدد القوات الروسية وهجمات حول كييف وتشرنيهيف، قالت "لا ينبغي أن تكون هذه التحركات مجرد تكتيكية، لإعادة تمركز القوات لتتجدد الهجمات على المدن والبلدات الأوكرانية."

•    اقرأ أيضا: رافاييل غروسي سيقود بعثة إلى محطة تشيرنوبل "قريبا جدا"

وكانت الجمعية العامة قد دعت مرتين القوات الروسية إلى الانسحاب الكامل من الأراضي الأوكرانية ووقف جميع العمليات العسكرية.
وكلمتها أشارت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية إلى انسحاب القوات الروسية من محيط محطة تشيرنوبل النووية.


الأمم المتحدة تبذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب


وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفادت بأن هذا التطور سيسمح لها بإرسال بعثة مساعدة ودعم لتقديم المشورة الفنية وتسليم المعدات، عند الضرورة، في أقرب وقت ممكن.
وشددت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية وبناء السلام على وجوب حماية وتأمين جميع المواقع النووية في أوكرانيا بشكل كامل، قائلة "يجب تجنب العمليات العسكرية في هذه المواقع أو حولها."
وذكّرت المجتمعين في قاعة مجلس الأمن اليوم بأن هذا الحرب بدأت بمحض الاختيار، قائلة إنه "لا حتمية لها أو للمعاناة التي تسببها"، ومؤكدة استعداد الأمم المتحدة لبذل كل ما في وسعها للمساعدة في وضع حد لها.

مارتن غريفيثس: محادثات صريحة في موسكو


 

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، يتحدث أمام مجلس الأمن حول الوضع في أوكرانيا.
UN Photo/Loey Felipe
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، يتحدث أمام مجلس الأمن حول الوضع في أوكرانيا.

في إحاطته الافتراضية من جنيف، تحدث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، عن الأوضاع الإنسانية في البلاد.
كما تطرق إلى محادثاته مع المسؤولين الروس في موسكو يوم أمس، وأضاف أنه سيتوجه إلى أوكرانيا لإجراء محادثات مع المسؤولين هناك هذا الأسبوع. 


وقال: "بالأمس، في موسكو، أجريت محادثات مطولة وصريحة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه سيرغي فيرشينين، وبشكل منفصل مع نائب وزير الدفاع."
وخلال المحادثات، تطرق إلى مسألة القوافل الإنسانية، وتحدث عن إمكانية البناء على التعاون وتقاسَم مقترحات محددة بشأن التجميد العسكري المتفق عليه بشكل متبادل للسماح بإجلاء المدنيين والمرور الآمن للمساعدات المنقذة للحياة.


وقال: "تلقى نظرائي هذه الاقتراحات وأكدوا لي عزمهم على دراسة هذه الأفكار بعناية. اتفقنا على البقاء على اتصال وثيق."
وأشار إلى أنه خرج من هذه اللقاءات "مؤمنا أن الطريق أمامنا طويل، لكن يجب أن نقطعه، وسنقطعه."


قتلى وجرحى ودمار


مع دخول الحرب أسبوعها السادس، أشار غريفيثس إلى مقتل 1,430 شخصا على الأقل، من بينهم أكثر من 121 طفلا، وقد تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير. 
وقال غريفيثس: "تعرّضت المنازل والبنية التحتية المدنية – الجسور والمستشفيات والمدارس – للضرر والدمار."

طفل أصيب بعد أن اصطدمت السيارة التي كان يستقلها بلغم أرضي، ويعالج في مستشفى في لفيف، بأوكرانيا.
© UNICEF/Viktor Moskaliuk
طفل أصيب بعد أن اصطدمت السيارة التي كان يستقلها بلغم أرضي، ويعالج في مستشفى في لفيف، بأوكرانيا.


وأجبِر أكثر من 11.3 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، من بينهم أكثر من 4.2 مليون شخص أصبحوا الآن لاجئين في الدول المجاورة وغيرها. 
وقال غريفيثس: "في المجمل، فرّ أكثر من ربع سكان أوكرانيا. وللأسف، تستمر هذه الأعداد في الازدياد حتى نجد وقفا (لإطلاق النار) - وبعض السلام."
وأضاف أن الهجمات البرية والجوية والهجمات المضادة جعلت الحياة شبه مستحيلة بالنسبة للعديد من المدنيين في أوكرانيا.

 
وقال: "العائلات وكبار السن والنساء والأطفال حوصروا بسبب القتال لفترة طويلة." ولأكثر من خمسة أسابيع، علق سكان ماريوبول في القتال. وانقطعت الخدمات والسلع الأساسية عن مدن أخرى من بينها سومي وخاركيف وتشيرنيهيف.


وتعيق الظروف الصعبة جهود العاملين في مجال الإغاثة في الوصول إلى المدنيين أو وصول المدنيين إليهم.
ودعا غريفيثس إلى السماح للمدنيين بالانتقال إلى مناطق أكثر أمانا دون الخوف من التعرّض للهجمات، مشددا على ضرورة أن تحترم جميع أطراف النزاع التزاماتها بموجب القوانين الإنسانية الدولية لحماية المدنيين والسماح للمنظمات الإنسانية المحايدة بالوصول الآمن والسريع ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين أينما كانوا في أوكرانيا.


وأعرب عن قلقه إزاء ارتفاع عدد البلاغات المتعلقة بالاتجار بالبشر، العنف الجنسي، والاستغلال والانتهاك في أوكرانيا والمنطقة.
"كما هو الحال دائما، فإن مثل هذه الحوادث المروعة تؤثر بشكل كبير على النساء والأطفال النازحين."


القوافل الإنسانية في طريقها لأوكرانيا


أعلن غريفيثس عن إرسال قافلة مساعدات أخرى. وقال: "اليوم، تم تفريغ المواد الغذائية والملابس الشتوية والمواد غير الغذائية والأدوية ومستلزمات النظافة إلى الصليب الأحمر الأوكراني وستصل إلى أيدي من هم في أمس الحاجة إليها."


وأكد غريفيثس أنه بعد إخطار الطرفين، قدمت أربع قوافل في المجموع دعما حاسما للناس في بعض المدن مع استمرار القتال. ومن المقرر إرسال المزيد.
وتابع يقول: "في حين أن هذه خطوات أولية، فإنها توفر لنا أساسا للتوسع الآن، مع توسيع نطاق جهودنا."
وأكد غريفيثس أنه بفضل سخاء المانحين، تمكن العاملون في المجال الإنساني من توسيع نطاق الاستجابة وتلبية احتياجات 1.4 مليون شخص منذ شباط/فبراير. لكنه أكد على الحاجة إلى دعم مالي مستدام. 

 

توزيع الخبز داخل محطة مترو أنفاق في خاركيف، أوكرانيا.
© WFP
توزيع الخبز داخل محطة مترو أنفاق في خاركيف، أوكرانيا.

وتواصل الأمم المتحدة جهودها لزيادة الدعم للمدنيين المتضررين. وقد وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من 1.3 مليون شخص بالمساعدات النقدية والغذائية، ويعتزم الوصول إلى حوالي 2.5 مليون شخص هذا الشهر. 
وأبلغ الشركاء الصحيون عن دخول أكثر من 180 طنا من المستلزمات الطبية إلى أوكرانيا، و470 طنا في طريقها إلى هناك. وستعالج هذه المستلزمات الاحتياجات الصحية لحوالي ستة ملايين شخص في الأشهر المقبلة.


الملايين يُدفعون نحو براثن الجوع


شدد المسؤول الأممي على أهمية ألا يتم تحويل التمويل عن أزمات أخرى. وحذر من دفع 47 مليون شخص إضافي باتجاه انعدام الأمن الغذائي الحاد. والعدد الإجمالي للأشخاص الذين لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم المقبلة يمكن أن يصل إلى 325 مليون شخص – وهو الأعلى حتى الآن في التاريخ الحديث، وأكثر من ضعف ما كان عليه قبل أقل من ثلاث سنوات.


وقال في ختام كلمته، مخاطبا مجلس الأمن: "لا يمكن للعالم أن يتحمل تكلفة هذه الحرب." ودعا أعضاء المجلس والأعضاء الذين لديهم نفوذ، إلى "دعم جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية."