منظور عالمي قصص إنسانية

الفيتو الروسي يحول دون تمرير مشروع قرار حول الوضع في أوكرانيا

(من الأرشيف) إحدى القرى المتضررة بشدة من القتال وتقع بالقرب من سلوفانسك في دونيتسك.
© ICRC/M. Dondyuk
(من الأرشيف) إحدى القرى المتضررة بشدة من القتال وتقع بالقرب من سلوفانسك في دونيتسك.

الفيتو الروسي يحول دون تمرير مشروع قرار حول الوضع في أوكرانيا

السلم والأمن

صوت مجلس الأمن بعد ظهر اليوم (25 شباط / فبراير) على مشروع قرار كان "سيدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا".

وكما هو متوقع، استخدمت روسيا حق النقض فيما امتنعت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت.

وبالتالي لم يعتمد مشروع القرار. 

ويأتي تصويت اليوم في أعقاب تصعيد حاد في أعمال العنف منذ 24 شباط/فبراير، عندما شنت روسيا هجوما واسع النطاق استهدف العديد من المدن في أوكرانيا.

وقد أسفرت الهجمات، التي شملت عمليات جوية وبرية، حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 25 مدنياً وإصابة ما يقرب من 100 شخص، بحسب مكتب المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وكانت الولايات المتحدة وألبانيا، الدولتان حاملتا القلم بشأن أوكرانيا، قد وزعتا مشروع قرار يتناول التطورات الأخيرة على أعضاء المجلس صباح أمس (24 شباط/فبراير). وبعد مفاوضات ثنائية مع بعض الأعضاء، وضعت الدولتان حاملتا القلم مسودة منقحة باللون الأزرق مساء أمس (24 شباط/فبراير).

مسودة القرار كانت مفتوحة للرعاية المشتركة من قبل الدول أعضاء الأمم المتحدة بشكل واسع. وقد شارك أكثر من 50 دولة عضو في رعايتها.

مندوبوا بعض الدول الأعضاء الذين حضروا اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في أوكرانيا
UN Photo/Evan Schneider
مندوبوا بعض الدول الأعضاء الذين حضروا اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في أوكرانيا

 

الولايات المتحدة: الفيتو الروسي لن يكمّ أصواتنا ولن يغير مبادئنا


السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، لم تستغرب أن تمارس روسيا حق النقض (الفيتو) اليوم في "محاولة لحماية الحرب الروسية المتعمدة ودون سابق استفزاز وغير المبررة وغير المعقولة على أوكرانيا."


لكنها شددت على أنه إذ كان بإمكان روسيا استخدام حق النقض ضد هذا القرار، فلا يمكنها كمّ أصواتنا وتغيير مبادئنا.
وقالت مخاطبة روسيا:


"روسيا، يمكنكِ استخدام حق النقض ضد هذا القرار، لكن لا يمكنك استخدام حق النقض ضد أصواتنا. لا يمكنك نقض الحقيقة. لا يمكنك نقض مبادئنا. لا يمكنك نقض الشعب الأوكراني. لا يمكنك نقض ميثاق الأمم المتحدة. ولن تنقضي المساءلة."

وأثنت السفيرة الأميركية على الأعضاء المسؤولين في مجلس الأمن هذا الذين وقفوا سوية اليوم في "مواجهة العدوان الروسي"، على حد تعبيرها، مؤكدة أنهم سيواصلون الوقوف مع أوكرانيا، ودعمها بكل وسيلة ممكنة. 


"نحن متحدون خلف أوكرانيا وشعبها، على الرغم من أن عضوا دائما متهورا وغير مسؤول في مجلس الأمن يسيء استخدام سلطته لمهاجمة جارته وتخريب الأمم المتحدة ونظامنا الدولي."


وبحسب الدبلوماسية الأمريكية، التي يصادف اليوم الذكرى الأولى لتوليها منصب المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، فإن "هذا التصويت اليوم أظهر الدول التي تؤمن حقا بدعم المبادئ الأساسية للأمم المتحدة - وأيها تنشرها كشعارات مناسبة. أظهر هذا التصويت أعضاء مجلس الأمن الذين يدعمون ميثاق الأمم المتحدة - وأيهم لا يدعمون."


ووعدت بتناول هذه المسألة في الجمعية العامة، "حيث لا ينطبق الفيتو الروسي، حيث يمكن لدول العالم، بل يجب عليها، أن تحاسب روسيا وأن تقف متضامنة مع أوكرانيا."
 

(من الأرشيف) منزل مدمر بالقرب من دونيتسك ، أوكرانيا.
© ICRC /C. Granier-Deferre
(من الأرشيف) منزل مدمر بالقرب من دونيتسك ، أوكرانيا.

ألبانيا: مجلس الأمن أصبح "رهينة" وهذه ليست نهاية جهودنا


ممثل ألبانيا أعرب عن أسفه البالغ إزاء استخدام روسيا لحق النقض، قائلا إن مجلس الأمن حاول أن يبرز للعالم اتحاده وفائدته، "ولكن تمت عرقلة ذلك وأصبح المجلس رهينة".

وأضاف قائلا: "هذه ليست نهاية جهودنا وسنواصل العمل مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومع جميع من يحترمون القواعد عوضا عن الفوضى، جميع من يؤسسون علاقات تقوم على الاحترام وليس الازدراء. سنواصل إدانة هذا العدوان وسنواصل الدعوة لإنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها".


وقال المندوب الألباني إن روسيا "تقتل أناسا وتحاول أن تنهي حكومة منتخبة ديمقراطيا. روسيا ستتحمل مسؤولية هذه الأفعال وهي تواجه إدانة عالمية واسعة النطاق كما ستتعرض لجزاءات بما في ذلك تعليق حقوقها في مجلس أوروبا لكنها لن تدمر الأمن الأوروبي ولن يتسنى لها أن تأخذ العالم إلى الوراء". 


وأعرب عن تضامن بلاده مع أوكرانيا، مضيفا: "مستعدون لتوفير ملاذ للأوكرانيين الذين يفرون من الحرب. نحن نحترم سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها في حدودها المعترف بها دوليا".

فرنسا: نتيجة تصويت اليوم واضحة ألا وهي عُزلة روسيا


أدانت فرنسا على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دوريفيير، حق النقض الروسي "لجهود استعادة السلام والنظام الدولي".
وقال السفير الفرنسي عقب التصويت على مشروع القرار الذي رعته أكثر من أربعين دولة عضو في الأمم المتحدة، إنه في لحظة التصويت على هذا القرار، تقتل الصواريخ الروسية المدنيين وتقصف المدن وتدمر البنية التحتية الأساسية بهدف وحيد هو إخضاع أوكرانيا.


وأضاف أن "أحلام إعادة الإمبراطورية الروسية هي المحرك هنا". إن أوكرانيا ضحية اعتداء متعمد من جانب رئيس الاتحاد الروسي. لا شيء يمكن أن يبرر ذلك. لا يوجد عضو في هذا المجلس يدعمه."
وقال:  


"نتيجة تصويت اليوم واضحة: روسيا باتت معزولة."


وفيما رحبت فرنسا بتعبئة جميع أعضاء هذا المجلس الذين أعربوا، من خلال التصويت لصالح هذا القرار، عن تمسكهم بالقانون الدولي ودعمهم لأوكرانيا، أشارت إلى أن "روسيا تدوس على مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن. وتستغل ميثاق الأمم المتحدة لانتهاك مبادئه الأساسية."


 هذا وأكد أن بلاده ستواصل، مع شركائها، دعم أوكرانيا والشعب الأوكراني، داخل الأمم المتحدة وفي جميع المنتديات.
 

الإمارات العربية: خفض التصعيد والدبلوماسية


وبعد امتناعها عن التصويت على مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة وألبانيا، قالت سفيرة دولة الإمارات العربية، لانا نسيبة، إن بلدها دعا باستمرار إلى خفض التصعيد واللجوء إلى الحوار. وقالت: "كان يحدونا أمل كبير في المبادرات الدبلوماسية العديدة والقنوات التي كانت تهدف إلى حل الأزمة."


وأشارت إلى أن تلك الدعوات عكست مدى القلق بشأن تداعيات هذه الأزمة على المدنيين في أوكرانيا، وكذلك على المنطقة والمجتمع الدولي.


وتابعت تقول: "نشدد على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاج إليها، وندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي ووضع حماية المدنيين كأولوية والسماح بالوصول بدون إعاقة للمساعدة الإنسانية."


وأشارت إلى أن الإمارات العربية تعتقد أن كل دولة عضو في الأمم المتحدة تتمتع بالحق في الأمن والسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية. 


وأضافت: "لأننا من الشرق الأوسط، فإننا نعي بشكل وثيق الأهمية القصوى لبيئة أمنية إقليمية مستقرة، وأن الأسس لتحقيق ذلك الأمن موجودة في تخفيض التصعيد والدبلوماسية والحوار."

روسيا تصوّت ضد المشروع


صوت الاتحاد الروسي ضد مشروع قرار مجلس الأمن المناهض لروسيا وأوكرانيا المقدم، مستخدما حق النقض (الفيتو).
وأعرب السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، عن شكره لمن لم يدعم المشروع. وقال إنه يتعارض مع المصالح الأساسية للشعب الأوكراني، "حيث إنه يحاول إنقاذ وترسيخ نظام السلطة في أوكرانيا الذي قاد هذا البلد إلى مأساة استمرت ثماني سنوات على الأقل حتى الآن."

فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لشهر شباط/فبراير، يترأس اجتماع مجلس الأمن بشأن الحالة في أوكرانيا
UN Photo/Evan Schneider
فاسيلي نيبينزيا، الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لشهر شباط/فبراير، يترأس اجتماع مجلس الأمن بشأن الحالة في أوكرانيا

وأوضح أن السبب الرئيسي للتصويت ضد القرار ليس بسبب ما هو مذكور في المشروع، ولكن بسبب ما هو غير موجود. "إذا كان معدّوه قد حاولوا إعطاء نظرة تشبه إلى حد بعيد وثيقة متوازنة، فلن يتركوا أسئلة خارج الأقواس لا ينبغي نسيانها في سياق المشكلة الأوكرانية."


وأشار إلى أنه بقي خارج الأقواس كيف أن السلطات الأوكرانية "بتواطؤ من رعاتها الغربيين" تتجنب باستمرار وبسخرية تنفيذ اتفاقيات مينسك، التي كان العنصر الأساسي فيها الحوار المباشر مع سكان شرق البلاد.
وتابع يقول: "في الوقت نفسه، تمركز الأوكرانيون على خط التماس، بشكل رئيسي من الراديكاليين والنازيين الجدد، بشكل منهجي، يوما بعد يوم، قصفت المناطق في لوهانسك ودونيتسك، مما أسفر عن مقتل النساء والأطفال وكبار السن."
وتساءل قائلا: "كيف لا يمكن للمرء أن يذكر الجرائم المروعة التي ارتكبها الأوكرو-نازي خلال هذه السنوات الثماني؟".


تقييم غير صادق 


وقال السفير الروسي، إنه سيكون من الجيد تضمين المشروع "تقييما صادقا لدور زملائنا الغربيين في تضخيم الأزمة الأوكرانية، والذين لم يقفوا وراء انقلاب الميدان فحسب، لكنهم في الحقيقة أعطوا كييف تفويضا مطلقا لأية إجراءات وخطوات لا يمكن تصوّرها من قبل أي دولة متحضرة."


وقال إن مسؤولية ما يحدث الآن لا تقع على عاتق القيادة الأوكرانية الحالية فحسب، "بل تقع على عاتقكم أيضا أيها السادة،" مشيرا إلى أن مشروع قرار اليوم ليس سوى تحرك آخر في لعبة الشطرنج القاسية واللاإنسانية. 


وأشار فاسيلي نيبينزيا إلى ما صرّح به الرئيس فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع الروسية بوضوح وهو أنه لن تكون هناك ضربات ضد أهداف مدنية، "لكن القوميين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية،" مشيرا إلى استغلال الغرب والدعاية الإعلامية من قبل الغرب. 


ونفى أن يكون هناك أي قصف على المدنيين الأوكرانيين.


وأكد قائلا: "نحن لسنا في حالة حرب مع أوكرانيا ونقوم بعملية عسكرية خاصة ضد القوميين لحماية سكان دونباس ونزع السلاح. وسيتم الانتهاء قريبا بما فيه الكفاية وسيتمكن الشعب الأوكراني مرة أخرى من تقرير مصيره بشكل مستقل بينما يعيش في سلام وتعاون مع الجيران."
 

سيرجي كيسليتسيا، الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، يجلس على طاولة اجتماع مجلس الأمن أثناء اجتماعه بشأن الحالة في أوكرانيا
UN Photo/Evan Schneider
سيرجي كيسليتسيا، الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، يجلس على طاولة اجتماع مجلس الأمن أثناء اجتماعه بشأن الحالة في أوكرانيا

أوكرانيا تصف ما يحدث بجرائم حرب


طلب مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، من أعضاء مجلس الأمن تخصيص دقيقة صمت للصلاة على أرواح أولئك الذين قُتلوا في أوكرانيا.
وقال: "كما أدعو السفير الروسي للصلاة من أجل الخلاص." 


وقبل الشروع في دقيقة الصمت، قال السفير الروسي، نيبينزيا، إنه يرغب أيضا في إضافة "كل من قضى خلال السنوات الماضية في دونباس وهم أيضا يستحقون أن يتم ذكرهم، جميع الأرواح قيّمة، دعونا لا ننساهم."


وفي أعقاب دقيقة الصمت، قال المندوب الأوكراني إنه لن تكون هناك أي استضافة للقوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وأضاف: "لا يمكن استغلال أي سياق تاريخي معقد لتبرير ما يحدث."


وتساءل قائلا: "هل هذا هو الوقت لبحث الانعكاسات التاريخية على خلفية الوضع المثير للقلق في محطة تشيرنيبول النووية التي سيطرت عليها الجماعات الروسية المسلحة؟"


وأشار إلى أنه كان ينبغي أن تكون روسيا أول من يصوّت لوقف الحرب وإنقاذ رعاياها في أوكرانيا. وأضاف: "لا شيء يبرر قصف الحضانة ودار الأيتام والمستشفيات، الذي حدث اليوم."
وأبلغ مجلس الأمن أنه حتى منتصف الليلة الماضية، قُتل تقريبا 140 شخصا من الجانب الأوكراني وأصيب 316 شخصا بجراح خلال أول يوم للاجتياح الروسي، وتضررت عدة مرافق للبنية التحتية.
ووصف تلك الهجمات بأنها انتهاكات وجرائم حرب، لكنّه أكد أيضا أن أوكرانيا منفتحة على المفاوضات، نافيا ما تردد بأن أوكرانيا لا ترغب بالحوار.
 

ردود فعل دولية

في 23 شباط/فبراير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "عملية عسكرية خاصة" في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا. هذا الإعلان تزامن مع انعقاد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة حول أوكرانيا. مما أثار حفيظة الدول الأعضاء التي شجبت هذا التصرف عبر طلب الكلام مرة ثانية في المجلس الذي تترأسه روسيا لهذا الشهر.

بعد وقت قصير من الإعلان، سُمع دوي انفجارات في عدة مدن في وسط وشرق أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وقوبلت هجمات روسيا على أوكرانيا باستياء دولي واسع. ففي بيان صدر يوم 24 شباط/فبراير، وصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش الهجوم العسكري الروسي بأنه "غير مقبول" وأكد أنه ينتهك ميثاق الأمم المتحدة.

وناشد الرئيس بوتين وقف العملية العسكرية وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وفي اليوم نفسه، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا أدان بشدة "الغزو غير المبرر لأوكرانيا من قبل القوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي"، واصفا ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي.

وأعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه البالغ بشأن "الوضع الخطير الذي نشأ في أوكرانيا" في بيان صدر في 24 شباط/فبراير. ودعا روسيا وجميع الجهات الدولية الأخرى إلى احترام القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

وأعلن العديد من الجهات الفاعلة الدولية - بما في ذلك أستراليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي - عن عقوبات جديدة على روسيا. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ألمانيا تعليق مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.

نتائج الاجتماعات السابقة حول أوكرانيا

وقد عقد مجلس الأمن أربع جلسات بشأن الوضع في أوكرانيا. فقد اجتمع المجلس في 31 كانون الثاني/يناير بناء على طلب الولايات المتحدة.

في 17 شباط/فبراير، نظمت روسيا جلسة إحاطة بمناسبة الذكرى السابعة لاتفاق مينسك الثاني الذي أبرم في 12 شباط/فبراير 2015، والذي حدد خطوات لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا من خلال تسوية سياسية.

في 21 شباط/فبراير، عقد المجلس اجتماعا طارئا مفتوحا بناء على طلب أوكرانيا، بدعم من العديد من أعضاء المجلس، بما في ذلك ألبانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. جاء ذلك الاجتماع عقب قرار روسيا الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا وتصعيد القتال في تلك المناطق وحولها.

في مساء يوم 23 شباط/فبراير، عقد المجلس مرة أخرى اجتماعا طارئا بناء على طلب أوكرانيا، بعد أن طلبت سلطات ما يسمى بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين مساعدة عسكرية من روسيا. في ذلك الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم مشروع قرار بشأن أوكرانيا. وأثناء انعقاد المجلس، أعلن الرئيس بوتين بدء "العملية العسكرية الخاصة" في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

في وقت سابق يوم 23 شباط/فبراير، عقدت الجمعية العامة جلسة عادية بشأن بند جدول الأعمال، "الحالة في الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا".

في ذلك الاجتماع، كرر الأمين العام غوتيريش أن تصرفات روسيا تشكل انتهاكا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأعربت روسيا عن أسفها إزاء آراء الأمين العام وقالت إن تصريحاته "لا تفي بوضعه وسلطاته على النحو المحدد في ميثاق الأمم المتحدة".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الرئيس بوتين يحاول "إثبات أن الأمم المتحدة ضعيفة وغير حاسمة وغير قادرة على الدفاع عن مبادئها الأساسية". وحذر من أنه إذا فشلت الدول الأعضاء في محاسبة روسيا، فإن أعمال العدوان الروسية ستلهم الآخرين لتحذو حذوها.

ماذا بعد الفيتو الروسي؟

وقد حال الفيتو الروسي اليوم دون تبني القرار. ويتوقع الأعضاء تصويتا محتملا على قرار مماثل في الجمعية العامة.

وقد طلبت أوكرانيا عقد "دورة استثنائية طارئة" للجمعية العامة عملا بقرار الجمعية العامة 377 (د -5) المؤرخ 3 تشرين الثاني / نوفمبر 1950، والمعروف أيضا باسم "متحدون من أجل السلام".

وينص هذا القرار على أنه "يجوز للجمعية العامة، عملا بقرارها المعنون” متحدون من أجل السلام“ المؤرخ 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1950 (القرار 377 (د - 5))، أن تعقد ’’دورة استثنائية طارئة‘‘ في خلال 24 ساعة، إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان، ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين".

ويمكن تحريك هذا الإجراء إما بقرار من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة.