منظور عالمي قصص إنسانية

تزايد احتياجات النساء الحوامل في ملاوي بعد الدمار الذي خلفته العاصفة الاستوائية "آنا"

المساعدات التي تدعى مجموعات الكرامة تساعد النساء والفتيات المتأثرات بالعاصفة الاستوائية آنا على الحفاظ على نظافتهن وتقليل مخاطر تعرضهن للعنف.
© UNFPA
المساعدات التي تدعى مجموعات الكرامة تساعد النساء والفتيات المتأثرات بالعاصفة الاستوائية آنا على الحفاظ على نظافتهن وتقليل مخاطر تعرضهن للعنف.

تزايد احتياجات النساء الحوامل في ملاوي بعد الدمار الذي خلفته العاصفة الاستوائية "آنا"

المرأة

قالت مونيكا التي تعيش في مدينة مبينجي الواقعة في مقاطعة نسانجي في ملاوي: "كان احتمال حدوث إعصار آخر مخيفا. لقد عشنا نفس التجربة مع إعصار إيداي ثم إعصار كينيث. كان علينا إعادة البناء من الصفر".
 

قبل العاصفة.. انتشر خبر في جميع أنحاء القرية، خلال النهار، مفاده بأن إعصارا قويا قد ضرب موزامبيق المجاورة، وفي مساء يوم الأحد، قبل أسبوعين، تغير الطقس فجأة. 

ضربت الأمطار الغزيرة والرياح القوية مدينة مبينجي، واستمرت لمدة ست ساعات تقريبا، معلنة وصول العاصفة الاستوائية "آنا" إلى اليابسة في ملاوي.

قالت مونيكا، وهي حامل في شهرها السادس: "نظرت إلى الخارج ورأيت أن منسوب المياه آخذ في الارتفاع. من التجارب السابقة، كنت أعلم أنه كان يتعين علينا الانتقال إلى بر الأمان. نبهت زوجي الذي جمع الأطفال بسرعة."

سارت مونيكا وعائلتها عبر المطر والوحل طوال الليل إلى مخيم نيامبيز، وهو واحد من بين 27 موقعا مؤقتا مخصصا لإيواء الأشخاص المتأثرين من الكوارث في نسانجي.

في اليوم التالي، قامت مونيكا وزوجها برحلة طولها خمسة كيلومترات للعودة إلى القرية لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إنقاذ أي شيء من منزلهم. وعند وصولهم تحققت مخاوفهم الأسوأ. 

تحوّل منزلهم إلى بركة مياه عميقة مليئة بالأنقاض، واختفت حبوب الطعام وجُرفت حيواناتهم. وقالت مونيكا: "بعد رؤية الدمار، علمت أن مخيم نيامبيز سيكون منزلنا حتى تنحسر مياه الفيضان".

خسائر في الأرواح وتدمير للمنازل

منظر جوي لمناطق متأثرة بالفيضانات بسبب الأمطار المستمرة من 5 مارس إلى 9 مارس في ملاوي وموزمبيق.
UNICEF/Juskauskas
منظر جوي لمناطق متأثرة بالفيضانات بسبب الأمطار المستمرة من 5 مارس إلى 9 مارس في ملاوي وموزمبيق.

لقد أحدثت العاصفة الاستوائية آنا دمارا في ملاوي، لا سيما في المناطق الجنوبية الأكثر تضررا في نسانجي وفالومبي ومولاني وتشيكواوا. 

وأدت الفيضانات إلى قطع الطرق، وعرقلت جهود الإغاثة، بينما تسبب الضرر الذي لحق بالبنية التحتية للكهرباء في انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر.

يعيش في منطقة نسانجي، حاليا، أكثر من 55 ألف شخص في مخيمات مؤقتة. ومن بين هؤلاء، مونيكا، التي تتوقع أن تضع مولودها الثالث في أيار/مايو، وحوالي 1,500 امرأة حامل. 

تضطر النساء والفتيات إلى مشاركة المراحيض، وهن معرضات بشكل متزايد للعنف الجسدي والجنسي، في بلد تتعرض فيه واحدة من كل ثلاث نساء للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتؤثر القيود المفروضة على التنقل بسبب مياه الفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي على تقديم الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، وتعاني غالبية المرافق الصحية في منطقة نسانجي من أجل تقديم الخدمات. 

توفي ثلاثة أطفال حديثي الولادة في المنطقة بسبب توقف الحاضنات نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وقد بدأ وقود المولدات في مستشفى المنطقة، فضلا عن الإمدادات، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة للأمهات، ينفد.

استعادة خدمات الصحة الجنسية والإنجابية

من الأرشيف: شابات ونساء في ملاوي يحصدن الفول السوداني.
©FAO/Amos Gumulira
من الأرشيف: شابات ونساء في ملاوي يحصدن الفول السوداني.

وصل صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه إلى المناطق المتأثرة في غضون أيام من وقوع الكارثة. 

حتى الآن، تم توزيع 6,600 مجموعة من اللوازم الصحية النسائية تحتوي على مواد النظافة الأساسية مثل الفوط الصحية، والصابون والملابس الداخلية على النساء والفتيات في نسانجي وتشيكواوا. 

كما جرى إصلاح المولدات في مستشفى منطقة نسانجي، مما أعاد الطاقة إلى المرفق. 

ويجري العمل على تنفيذ خطط لتوصيل مجموعات الصحة الإنجابية التي تحتوي على الإمدادات الطبية وغير الطبية وأدوية صحة الأم ووسائل منع الحمل للمجتمعات المتضررة في المقاطعتين.

وقال يونغ هونغ، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في ملاوي: 

"أولويتنا العاجلة هي استعادة خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة والحماية في أعقاب الكارثة. مع تزايد تواتر الظواهر الجوية المتطرفة في المنطقة، يجب أن يركز دعم الصندوق للتعافي على تعزيز النظم وبناء قدرة المجتمعات المتضررة على الصمود، لا سيما النساء والفتيات."

بالنسبة لمونيكا، سيكون الطريق أمامها مليئا بالتحديات، حيث ترى احتمال إعادة بناء منزلها وحياتها مرة أخرى. لكن شاغلها الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن هو طفلها الذي لم يولد بعد. وعن ذلك تقول:

"فقدت كل شيء، حتى تأميني الصحي. كان من المفترض أن أذهب إلى عيادة ما قبل الولادة هذا الأسبوع، لكن السفر إلى المركز الصحي غير ممكن. الطرق سيئة وما زالت مغمورة بالمياه".

هذه القصة نُشرت على موقع صندوق الأمم المتحدة للسكان هنا.