منظور عالمي قصص إنسانية

أنطونيو غوتيريش تعليقا على بوركينا فاسو: من واجب الجيوش حماية بلدانها، لا الهجوم على حكوماتها

جندي يتمركز في منطقة صحراوية شمالي بوركينا فاسو
© Michele Cattani
جندي يتمركز في منطقة صحراوية شمالي بوركينا فاسو

أنطونيو غوتيريش تعليقا على بوركينا فاسو: من واجب الجيوش حماية بلدانها، لا الهجوم على حكوماتها

السلم والأمن

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق من الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو. وقال في حديث مقتضب مع الصحفيين إن دور العسكريين يجب أن يكون الدفاعَ عن بلدانهم وشعوبهم، لا الهجوم على حكوماتهم والقتال من أجل السلطة.
 

وكانت أقسام من القوات المسلحة في 23 يناير / كانون الثاني قد قامت بالانقلاب في بوركينا فاسو، وعزلت الرئيس روش كابوري وعلقت العمل بالدستور وأقالت الحكومة وحلت البرلمان وأغلقت الحدود.

Tweet URL

وقال السيد غوتيريش للصحفيين صباح يوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك: "لدينا للأسف في المنطقة، مجموعات إرهابية، لدينا تهديدات على السلام والأمن الدوليين. أناشد جيوش هذه الدول أن تقوم بدورها المهني كجيوش لحماية بلدانها وإعادة تأسيس المؤسسات الديمقراطية."

وردّا على سؤال بأن هناك بعض المدنيين الذين احتفلوا بهذا الانقلاب، قال الأمين العام "هناك دائما احتفالات في مثل هذه المواقف. من السهل تنظيمها، لكن قيم الديمقراطية لا تعتمد على الرأي العام في لحظة أو أخرى. المجتمعات الديمقراطية هي قيمة يجب الحفاظ عليها. الانقلابات العسكرية غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين."

مفوضية حقوق الإنسان "تأسف" لهذا الانقلاب

من جهة أخرى، نقلت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أسف المفوضة السامية، ميشيل باشيليت، الشديد على "استيلاء العسكريين على السلطة في بوركينا فاسو."

وقد أجرت السيدة باشيليت زيارة إلى بوركينا فاسو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، شددت خلالها على أهمية الحفاظ على المكاسب الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تحققت بشق الأنفس في البلاد، مشيرة على وجه الخصوص إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية السلمية التي أجريت في عام 2020.

وقالت شامداساني في المؤتمر الاعتيادي من جنيف: "ندعو العسكريين إلى الإفراج الفوري عن الرئيس روش مارك كريستيان كابوري وغيره من المسؤولين رفيعي المستوى الذين تم اعتقالهم. ونحث على العودة السريعة إلى النظام الدستوري."

 

إحباط من تدهور الوضع الأمني

وقالت المتحدثة، خلال زيارة المفوضة السامية لبوركينا فاسو، لوحظت زيادة الإحباط ونفاد الصبر من جرّاء تدهور الوضع الأمني في بوركينا فاسو – مع تزايد الهجمات الوحشية التي تشنها الجماعات المسلحة غير الحكومية وغيرها من الجهات الفاعلة العنيفة في جميع أنحاء منطقة الساحل، وردّ السلطات عليها. 

وأضافت تقول: "في مواجهة التهديدات الأمنية والتحديات الإنسانية الهائلة التي تواجه البلاد، من المهم أكثر من أي وقت مضى احترام النظام الدستوري والتزامات الدولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان احتراما كاملا."

كما شددت على أهمية حماية الفضاء الديمقراطي بشكل فعّال، لضمان قدرة الناس على التعبير عن مظالمهم وتطلعاتهم، والمشاركة في حوار هادف للعمل على معالجة العديد من الأزمات في البلاد. 

وأكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مواصلة رصد أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.

الوضع الإنساني

وقدّم المتحدث الرسمي خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقرر الدائم بنيويورك بعض المستجدات المتعلقة بالوضع الإنساني في بوركينا فاسو.
وقال ستيفان دوجاريك للصحفيين: "في الوقت الحالي، يحتاج خُمس السكان إلى مساعدات إنسانية، لكنّ انعدام الأمن يعوق الوصول إليها."


وقد ارتفع عدد الحوادث الأمنية المبلغ عنها من 211 حادثا في عام 2019 إلى حوالي 1,000 في عام 2021.


وأضاف دوجاريك: "كشف الصراع عن الضعف المزمن للعديد من الأشخاص الضعفاء إزاء الجفاف والفيضانات، والتي أدّت، إلى جانب آثار كـوفيد-19، إلى جعل 2.9 مليون شخص يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي خلال موسم العجاف الأخير في آب/أغسطس من العام الماضي."
وترجّح التوقعات لعام 2022 أن يزداد الوضع سوءا.


وقال دوجاريك: "النزوح الداخلي هو تحدٍ آخر. ستة من بين كل 10 نازحين في منطقة وسط الساحل هم في بوركينا فاسو. ومعظم الأشخاص النازحين – 83 في المائة منهم – فرّوا من هجمات أو تهديدات من قبل مجموعات مسلحة غير حكومية."


في العام الماضي، وجهت الأمم المتحدة نداء بقيمة 607 ملايين دولار لخطة الاستجابة الإنسانية، وقد تم تمويلها بنسبة 42 في المائة فقط.


وأشار دوجاريك إلى أنه يوم الخميس، ستنظم الدنمارك وألمانيا والاتحاد الأوروبي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اجتماعا لكبار المسؤولين حول مالي والنيجر وبوركينا فاسو لتجديد الالتزام بحشد السياسات والدعم المالي من أجل الاستجابة الإنسانية والقدرة على الصمود في المنطقة.