منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه – "تركة مشؤومة" ومعاناة مستمرة

أصفاد كانت تُستخدم في تقييد أيدي الرقيق الذين يتم الاتجار بهم عبر الطلسي، خلال معرض في المقر الدائم في نيويورك. (صورة من الأرشيف).
UN Photo/Mark Garten
أصفاد كانت تُستخدم في تقييد أيدي الرقيق الذين يتم الاتجار بهم عبر الطلسي، خلال معرض في المقر الدائم في نيويورك. (صورة من الأرشيف).

الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه – "تركة مشؤومة" ومعاناة مستمرة

الثقافة والتعليم

يُحتفل باليوم الدولي لإحياء ذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه في 23 آب/أغسطس من كل عام، وذلك بهدف توثيق مأساة الاتجار بالرقيق في ذاكرة الشعوب كافة.

ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في سياق ما شهدته ليلة 23 آب/أغسطس من عام 1791، وتحديدا في سانتو دومينغو (التي تدعى اليوم هايتي والجمهورية الدومينيكية)، من اندلاع الانتفاضة التي أدت دورا حاسما في إلغاء الاتجار بالرقيق الأسود عبر المحيط الأطلسي.

وفي تغريدة على حسابه على تويتر، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن الاتجار بالرقيق عبر المحيط الأطلسي انتهى منذ 200 سنة. لكنه أضاف "للأسف، لا نزال نعيش في ظلال الظلم العنصري."

وشدد الأمين العام على الحاجة الماسة إلى محاربة العنصرية وتفكيك الهياكل العنصرية وإصلاح المؤسسات العنصرية.

"جريمة ضد الإنسانية"

Tweet URL

وفي رسالتها بهذا اليوم، قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، "إننا ننحني إجلالا وتكريما لذكرى جميع ضحايا الاستعباد والاتجار بالرقيق إذ نحيي اليوم ذكرى أولئك الثوار."

وبحسب المسؤولة الأرفع في منظمة اليونسكو، تُعد مكافحة الاتجار بالرقيق ومحاربة الاستعباد معركة متواصلة لا تحدها حدود المكان ولا الزمان. وأشارت إلى أن الاتجار بالرقيق الأسود نجم عن تصور عنصري للعالم.

وتابعت تقول: "أفضى هذا التصور بعدما تفاقم أمره وبات منظومة فكرية قائمة على أفكار عنصرية، إلى ممارسة سياسية واقتصادية واجتماعية ظالمة ومجحفة للغاية، يُعترف الآن بأنها جريمة ضد الإنسانية."

وفقا للأهداف المرجوّة من مشروع اليونسكو المشترك بين الثقافات بعنوان "طريق الرقيق: المقاومة والحرية والتراث"، فمن المفترض أن يوفر هذا اليوم الفرصة للنظر معاً في الأسباب التاريخية لهذه المأساة وأساليبها وعواقبها، وكذلك تحليل التفاعلات التي أثارتها بين أفريقيا وأوروبا والأميركيتين ومنطقة البحر الكاريبي.

لا يزال المنحدرون من أصل أفريقي يعانون في جميع أرجاء العالم معاناة يومية من العواقب الوخيمة لهذه التركة المشؤومة -- أودري أزولاي

وقالت أزولاي إن المشروع يساعد "الحكومات والجامعات ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني على قراءة تلك الصفحات المأساوية من تاريخنا والتفكر فيها واستخلاص العبر منها، ومكافحة النزوع إلى نسيان أو إنكار الماضي، على الرغم من توثيقه توثيقا جيدا، والتعريف بهذه التركة التاريخية بكل أبعادها وتعقيداتها."

يُذكر أن هذا المشروع يندرج ضمن المشاريع المهمة للعقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، الذي استهلته الأمم المتحدة في عام 2015، وبحسب السيدة أزولاي، يرمي المشروع إلى دحض كل الحجج البلاغية أو العلمية التي استُخدمت لتسويغ نظام الرق والعبودية.

معاناة مستمرة

وتابعت مديرة اليونسكو تقول: "لا يزال المنحدرون من أصل أفريقي.. يعانون في جميع أرجاء العالم معاناة يومية من العواقب الوخيمة لهذه التركة المشؤومة، وتصل هذه المعاناة أحيانا إلى حد إزهاق أرواحهم."

وشددت اليونسكو على أن الأوان قد آن للقضاء على استغلال البشر بالكامل، والعمل من أجل الاعتراف في كل مكان بوجوب تمكين كل فرد من التمتع بحقه في الكرامة تمتعا غير مشروط، على قدم المساواة مع سائر الأفراد.

وقالت أزولاي في ختام رسالتها بهذا اليوم: "لنتذكر اليوم ضحايا ومناضلي الماضي ليتسنى لأجيال المستقبل جعل ذكرى أولئك الضحايا والمناضلين مصدر إلهام لاكتساب الشجاعة اللازمة لبناء مجتمعات عادلة."