منظور عالمي قصص إنسانية

بيروت: مسؤولة في اليونسكو تدعو إلى إعطاء الأولوية للتعليم والاستثمار فيه لأنه "القلب النابض لمستقبل لبنان"

مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، ستيفانيا جيانيني خلال زيارتها لبيروت (3-5 أغسطس 2021).
@UNESCO
مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، ستيفانيا جيانيني خلال زيارتها لبيروت (3-5 أغسطس 2021).

بيروت: مسؤولة في اليونسكو تدعو إلى إعطاء الأولوية للتعليم والاستثمار فيه لأنه "القلب النابض لمستقبل لبنان"

الثقافة والتعليم

دعت مساعدة المديرة العامة المعنية بقسم التربية في منظمة اليونسكو، ستيفانيا جيانيني، إلى التركيز على تعليم الشباب في لبنان والاستثمار فيه، لأنه كان وسيبقى "رأس مال" البلد.

جاء ذلك خلال زيارة استمرت من 3 إلى 5 من آب/أغسطس، بمناسبة مرور عام على انفجار المرفأ القاتل الذي هز بيروت، هدفت إلى تقييم برامج إعادة التأهيل التي تقوم بها اليونسكو في العاصمة بيروت في أعقاب الدمار الذي حلّ بالمدينة العريقة.
وقد عبرت المسؤولة الأممية عن تضامن اليونسكو مع شعب بيروت، وعاينت النتائج الملموسة التي حققتها مبادرة "لبيروت" في الميدان.


وكانت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، قد أطلقت هذه المبادرة ("لبيروت") في 27 آب/أغسطس 2020 خلال زيارتها والسيدة جيانيني إلى لبنان العام الماضي عقب انفجار المرفأ. وتسعى هذه المبادرة إلى دعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية والمتاحف وصالات عرض الفنون، وكذلك إلى دعم إحياء الحياة الثقافية والاقتصاد الإبداعي في بيروت.

دمار طال أكثر من 270 مرفقا تعليميا وثقافيا

وفي 4 من آب/أغسطس 2020، عانى 85،000 طالب على الأقل من انقطاع في التعليم بسبب الانفجار وتضررت 226 مدرسة و20 مركزا للتدريب و32 حرما جامعيا. 


بالإضافة إلى 40 مدرسة، فقد تولت اليونسكو إعادة تأهيل 55 مدرسة حكومية و20 مركزا للتعليم والتدريب التقني والمهني وثلاث جامعات في بيروت، بدعم من صندوق قطر للتنمية والتعليم فوق الجميع.

مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، السيدة ستيفانيا جيانيني خلال زيارة ميدانية في العاصمة اللبنانية بيروت في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ.
@UNESCO
مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، السيدة ستيفانيا جيانيني خلال زيارة ميدانية في العاصمة اللبنانية بيروت في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ.

 


وخلال زيارتها التي استمرت من 3 وإلى 5 من آب/أغسطس 2021، التقت مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، السيدة جيانيني مع أصحاب المصلحة والشركاء التربويين الوطنيين والدوليين لتعزيز الجهود الجارية لمساعدة النظام التعليمي في بيروت على التعافي.


كما شاركت صباح الرابع من آب/ أغسطس في تكريم الضحايا الذين سقطوا في الانفجار ووقفت دقيقة صمت أمام نصب الضحايا في مرفأ بيروت إلى جانب أسرة الأمم المتحدة في لبنان وأعضاء السلك الدبلوماسي.

لحظة أمل وتضامن مع المجتمع التعليمي

وقد سلمت وزير التربية والتعليم العالي طارق مجذوب مفاتيح 20 مدرسة حكومية و20 مدرسة خاصة أعادت اليونسكو تأهيلها بدعم من الصندوق الدولي لمنظمة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" خلال حفل أقيم في مدرسة جابر الأحمد الصباح الرسمية في بيروت، وبحضور رئيس الشراكات الاستراتيجية في منظمة "التعليم لا يمكن أن ينتظر" ناصر فقيه والمدير العام في وزارة التربية والتعليم فادي يرق، ومديرة مكتب اليونسكو في بيروت كوستانزا فارينا.


وأعربت السيدة ستيفانيا جيانيني عن سرورها لمشاركة هذه "اللحظة من الأمل والتضامن مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع التعليمي ككل."


كما قامت السيدة ستيفانيا جيانيني خلال زيارتها بتسليم مفاتيح 16 مبنى في الجامعة اللبنانية، أعادت اليونسكو تأهيلها، لرئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب، بحضور الوزير مجذوب، وفادي يرق مدير برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين طلال الحذال، السكرتير الأول في سفارة قطر في بيروت ناصر القحطاني، ومديرة مكتب اليونسكو في بيروت السيدة كوستانزا فارينا.

Tweet URL

 


جامعة مرموقة أخرى أعادت اليونسكو تأهيلها هي الجامعة الأمريكية في بيروت حيث تضررت بها 8 مبانٍ ذات قيمة تراثية نتيجة الانفجار.


ندوب عميقة لا يمكن نسيانها


وكانت السيدة جيانيني قد زارت العام الماضي بيروت برفقة المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، بعد أسبوعين من انفجار المرفأ وعاينت بنفسها تدمير المدارس. وعن هذه الحقبة قالت جيانيني: "هذه صور تترك ندوبا عميقة، لا يمكن نسيانها أبدا."


وعلى مدى الأشهر الـ 12 الماضية، حشدت اليونسكو فرقها لتنسيق الدعم المحلي والدولي لضمان إعادة تأهيل المدارس المتضررة. "هذا (الجهد هو تجسيد) لقوة الشراكة حول مهمة واحدة"، وفق المسؤولة رفيعة المستوى باليونسكو.
وأكدت مساعدة المديرة العامة في اليونسكو على إن "إعادة إعمار بيروت تبدأ بإحياء قطاعها التربوي وثراء نسيجها الثقافي."


وشددت على أن الاستجابة قصيرة المدى في حالات الأزمات، لا تكفي: "نحن بحاجة إلى رؤية طويلة الأمد لمنح الأطفال والشباب طموحا، وشعورا بالأمل في المستقبل وكفاءات لإعادة بناء حياتهم."


دعوة إلى زيادة الاستثمار في التعليم


ودعت إلى إعطاء الأولوية للتعليم والاستثمار فيه أكثر، لأنه، بحسب المسؤولة الأممية "القلب النابض لمستقبل لبنان."


وأوضحت أن هذا هو المكان الذي كان فيه رأس المال الحقيقي للبنان دائما وسيبقى إذا عملنا معا لتمكين أثمن مورد لهذا البلد – ألا وهي أطفاله وشبابه - والبقاء مخلصين لالتزاماتنا وطموحاتنا". 


من جانبه أكد الوزير مجذوب أن "بوادر العودة للحياة بعد الانفجار تتكشف من خلال إعادة المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعية، وتأتي مبادرة "لبيروت" في هذا السياق".
 

خطة خمسية للنهوض بقطاع التعليم


وكانت مساعدة المديرة العامة قد شاركت خلال زيارتها إلى لبنان في إطلاق خطة لبنان الخمسية لقطاع التعليم. 


وأعربت عن فخرها بأن اليونسكو ومعهدها الدولي المتخصص للتخطيط التربوي قد تعاونا بشكل وثيق في تطوير الخطة، مشيدة "برؤيتها الطموحة ونهجها التحويلي".


 وأعلنت أن اليونسكو ستساهم بموارد مالية أساسية جديدة للحفاظ على مشاركتها في السياسات. 


من جانبه أشار الوزير مجذوب إلى أن الخطة "توفر فرصا متكافئة لجميع الأطفال المقيمين على الأراضي اللبنانية للوصول إلى تعليم جيد في القطاعين العام والخاص". كما تأخذ بعين الاعتبار الفئات المهمشة والفقيرة وتخصص مساحة مهمة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة "وهي خطة توحد جهود جميع الشركاء والملاحظات التي تلقيناها على المسودة الأولى للخطة من الجهات الدولية".


وتتألف الخطة من ثلاث ركائز: العدالة في توفير فرص التعلم ومنع أو الحد من التسرب لجميع الأطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين؛ توفير تعليم جيد ومرن؛ والحكم الرشيد وتعزيز النظام الإداري التربوي.


صون التراث والفنون

 

مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، ستيفانيا جيانيني، تلتقي بفنانين محليين في ساحة متحف سرسق الوطني خلال زيارة ميدانية إلى بيروت في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ.
@UNESCO
مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، ستيفانيا جيانيني، تلتقي بفنانين محليين في ساحة متحف سرسق الوطني خلال زيارة ميدانية إلى بيروت في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ.

وقد ركزت مهمة السيدة ستيفانيا جيانيني أيضا على الجانب الثقافي في العاصمة، وهي ركيزة أخرى لمبادرة "لبيرزت". فزارت في هذا السياق المباني التراثية التي أعادت تأهيلها منظمة اليونسكو، إذ قامت بتثبيت 14 مبنى تراثيا في مناطق الرميل والصيفي والمدور، بدعم من ألمانيا وصندوق الطوارئ للتراث التابع لليونسكو. 


كما قامت بجولة في متحف سرسق الوطني الذي تعيد اليونسكو تأهيله بتبرع من الحكومة الإيطالية برعاية مبادرة "لبيروت". 


أمام ساحة المتحف التاريخي، التقت السيدة جيانيني بفنانين محليين شاركوا في مهرجان لبيروت تيرداد (Li Beirut TERDAD festival) الذي نظمته اليونسكو في تموز/يوليو 2021، لإحياء الحياة الثقافية للمدينة. 


وقد أثار الفنانون الذين ينتمون إلى أشكال متعددة من الفنون بما فيها الموسيقى والرقص والمسرح والسينما مخاوفهم بشأن الحياة الثقافية في بيروت بعد الانفجار. كما تحدثوا عن الأثر الإيجابي لمبادرة "لبيروت" على حياتهم وأعربوا عن حماسهم للمشاركة في النسخة الثانية من المهرجان.


اختتمت ستيفانيا جيانيني مهمتها بزيارة المتحف الوطني في بيروت مع نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة نجاة رشدي والمدير العام للآثار سركيس خوري.