منظور عالمي قصص إنسانية

اتفاق تاريخي بختام قمة مجموعة السبع يعلن عن تعهدات بتقديم 870 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19

الجلسة العامة لقادة مجموعة السبع: إعادة البناء بشكل أفضل في أعقاب كوفيد-19. كورنوال، المملكة المتحدة.
©Karwai Tang/G7 Cornwall 2021
الجلسة العامة لقادة مجموعة السبع: إعادة البناء بشكل أفضل في أعقاب كوفيد-19. كورنوال، المملكة المتحدة.

اتفاق تاريخي بختام قمة مجموعة السبع يعلن عن تعهدات بتقديم 870 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19

الصحة

في اتفاق تاريخي بقمة مجموعة الدول السبع التي انعقدت في كورنوال بالمملكة المتحدة، تعهد قادة العالم بالإسهام بجرعات لقاح كوفيد-19 دوليا، لدعم الوصول العالمي المنصف للقاحات والمساعدة في إنهاء مرحلة الجائحة الحادة.

بناءً على زخم قمة الصحة العالمية لمجموعة العشرين التي استضافها رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأيضا زخم قمة غافي كوفاكس للالتزام بالسوق المتقدم أو Gavi COVAX AMC التي استضافها رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا، "التزمت دول مجموعة السبع بمشاركة 870 مليون جرعة على الأقل من لقاحات كوفيد-19 بشكل مباشر، بهدف تقديم ما لا يقل عن نصفها بحلول نهاية عام 2021"، وفق بيان صادر اليوم عن منظمة الصحة العالمية.

حاجة إلى المزيد وبشكل أسرع

وقال البيان إن قادة مجموعة الدول السبع "أكدوا مجددا دعمهم لمرفق كوفاكس باعتباره الطريق الأساسي لتوفير اللقاحات لأفقر البلدان".

وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على أن "دولا كثيرة تواجه الآن زيادة في الحالات - وهي تواجهها بدون لقاحات.

وقال "نحن في سباق حياتنا، لكنه ليس سباقا عادلا، فمعظم الدول بالكاد تركت خط الانطلاق".

ورحب بالإعلانات السخية عن التبرعات باللقاحات وشكر قادة مجموعة السبع. غير أنه أضاف:

"لكننا بحاجة إلى المزيد ونحتاجه بشكل أسرع."

اليونيسف: التبرع بالجرعات الآن سياسية ذكية تحمي مصالحنا الجماعية

من جهتها قالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، إننا وصلنا إلى مرحلة قاتمة في هذه الجائحة. فعدد الوفيات الناجم عن كوفيد-19 في عام 2021 أكثر من عدد الوفيات في العام الماضي بأكمله.

وفي بيان صادر اليوم عن منظمة اليونيسف، شددت هنرييتا فور على أنه "بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيستمر هذا الدمار."

قد ورحبت في بيانها بالتزام قادة دول مجموعة السبع بتسريع توزيع لقاحات آمنة وفعالة ويمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة لأشد البلدان فقراً، بهدف إنهاء الجائحة في عام 2022.

وشددت على أن الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 يعد أوضح السبل للخروج من هذه الجائحة لنا جميعا - بما في ذلك الأطفال، مشيرة إلى أن الالتزامات التي أعلنها أعضاء مجموعة السبع هي خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

وفيما شكرت الدول الأعضاء في مجموعة السبع على تعهداتها الكبيرة ودعمها المستمر، أوضحت فور أنه "مع تفشي الجائحة، يتحور الفيروس وينتج متغيرات جديدة يمكن أن تهدد المحصنين وغير المحصنين على حد سواء. نحن في سباق شرس. إن التبرع بالجرعات الآن هو سياسة ذكية تحمي مصالحنا الجماعية الفضلى."

وقالت: "هذه الأزمة لن تنتهي حتى تنتهي بالنسبة للجميع".

غوتيريش: من مصلحة الجميع أن يتم تطعيم الجميع

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وزوجته كاري جونسون يستقبلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى وصوله إلى قمة مجموعة السبع في كورنوال بالمملكة المتحدة.
Number 10 Downing Street
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وزوجته كاري جونسون يستقبلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى وصوله إلى قمة مجموعة السبع في كورنوال بالمملكة المتحدة.

وفي تغريدة على حسابه على تويتر رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بالتزام مجموعة السبع بتقاسم اللقاحات، قائلا "ستتطلب الاستجابة اللازمة لإنهاء هذه الجائحة أكبر جهد عالمي في مجال الصحة العامة في التاريخ".

وأوضح أن العالم بحاجة إلى خطة لقاح عالمية، مؤكدا أن "قيادة مجموعة السبع أمر بالغ الأهمية".

وكان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد ذكر خلال حديثه مع الصحفيين في القمة أنه على الرغم من الوصول "غير المتكافئ وغير العادل للغاية" إلى اللقاحات، "فمن مصلحة الجميع أن يتم تطعيم الجميع عاجلاً وليس آجلاً".

وتابع قائلا إن طريقة التطعيم الآن للأسف غير متكافئة وغير عادلة للغاية في العالم. ولكنه أعرب عن تفاؤله بالإعلانات التي صدرت عن مجموعة السبع.

وقد أكد قادة مجموعة الدول السبع على دعمهم لمبادرة التوزيع العادل للقاحات التي تقودها الأمم المتحدة، واصفين إياها بأنها "الطريق الأساسي لتوفير اللقاحات لأشد البلدان فقرا".

كوفاكس سيركز على تأمين أكبر عدد من الجرعات فورا

ورحب الشركاء في مرفق كوفاكس بهذا الالتزام، إلى جانب الدعم المستمر للتصدير بنسب كبيرة، وتعزيز الترخيص الطوعي والإنتاج العالمي غير الهادف للربح. ويتطلع مرفق كوفاكس إلى رؤية الجرعات تتدفق إلى البلدان في أقرب وقت ممكن.

في مواجهة فجوة إمداد ملحة، يركز مرفق كوفاكس على تأمين أكبر عدد ممكن من الجرعات المشتركة على الفور، إذ إن الربع الثالث من هذا العام هو الوقت الذي ستكون فيه الفجوة بين عمليات التسليم وقدرة البلدان على استيعاب الجرعات، أكبر.

وسيعمل كوفاكس مع مجموعة الدول السبع والدول الأخرى التي كثفت جهودها لتقاسم الجرعات بأسرع الطرق الممكنة وأكثرها إنصافا. سيساعد هذا في معالجة قيود التوريد قصيرة الأجل التي تؤثر حاليا على الاستجابة العالمية لكوفيد-19 وتقليل احتمالية المتغيرات القاتلة في المستقبل.

دعوة لبنوك التنمية من أجل إطلاق التمويل

تحسبا للكميات الكبيرة التي ستتاح من خلال كوفاكس في وقت لاحق من العام، حث المرفق أيضا بنوك التنمية متعددة الأطراف على إطلاق سريع للتمويل من أجل مساعدة البلدان على إعداد أنظمتها الصحية لطرح اللقاحات على نطاق واسع في الأشهر المقبلة.

قال الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لتحالف اللقاحات غافي: "هذه لحظة مهمة للتضامن العالمي وعلامة فارقة في الدفع لضمان حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في كل مكان".

وأكد أنه "بينما نسعى جاهدين لتحقيق هدفنا المتمثل في إنهاء مرحلة الجائحة الحادة، نتطلع إلى العمل مع البلدان لضمان تحويل هذه الجرعات التي تم التعهد بها بسرعة إلى جرعات يتم تسليمها."

بعض التوضيحات

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع تتكون من كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وقد تم إنشاء مرفق كوفاكس من قبل منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للجائحة (CEPI). ويُعدّ مرفق كوفاكس ركيزة اللقاحات في مبادرة تـسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد-19، التي تقودها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، لتطوير مجموعة من الأدوات لمحاربة فيروس كورونا. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن البرنامج يدعم أسرع الجهود العالمية وأكثرها تنسيقا ونجاحا في التاريخ من أجل توفير تشخيصات وعلاجات ولقاحات كوفيد-19 بشكل منصف لجميع الناس على مستوى العالم، بغض النظر عن ثرواتهم.