منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إزالة الغموض المحيط بالمهق ووضع حد للتمييز ضد المصابين به

غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من ضعف البصر ويحتاجون إلى حماية خاصة من الشمس. وغالبا ما يصابون بسرطان الجلد ويعانون من الوصم وفقا لليونيسف.
Corbis Images/Patricia Willocq
غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالمهق من ضعف البصر ويحتاجون إلى حماية خاصة من الشمس. وغالبا ما يصابون بسرطان الجلد ويعانون من الوصم وفقا لليونيسف.

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إزالة الغموض المحيط بالمهق ووضع حد للتمييز ضد المصابين به

حقوق الإنسان

في اليوم العالمي للتوعية بالمهق، الذي تحييه الأمم المتحدة في 13 من حزيران/يونيو، جدد الأمين العام للأمم المتحدة "تضامنه مع الأشخاص المصابين بالمهق".

والمهق، وهو حالة نادرة غير معدية وراثية تظهر على الرجال والنساء، وهي ناتجة عن نقص في صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين، مما يتسبب في ضعف لدى الشخص المصاب بالمهق عند تعرضه لأشعة الشمس والضوء الساطع.

ونتيجة لذلك، فإن جميع المصابين بالمهق تقريبا يعانون من ضعف البصر وهم عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن موضوع هذا العام، وهو ’إبداء العزيمة في مواجهة كل الصعاب‘، يعكس "مرونة ومثابرة وإنجازات" الأشخاص المصابين بالمهق في مواجهة "المفاهيم الخاطئة المتفشية والتمييز والعنف".

تسليط الضوء على المرض

في حين أن الأرقام تختلف، تقدر الأمم المتحدة أنه في أمريكا الشمالية وأوروبا يعاني واحد من كل 17،000 إلى 20،000 شخص من شكل من أشكال المهق، ولكن في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الرقم أعلى.

إذ يعاني واحد من كل 1400 تنزاني من هذه الحالة. في زيمبابوي، وفي مجموعات عرقية محددة أخرى في جنوب أفريقيا، يرتفع معدل الانتشار إلى واحد من كل 1000 شخص.

يواجه الأشخاص المصابون بالمهق، الذين يساء فهمهم بشكل عميق اجتماعياً وطبياً، أشكالاً متعددة من التمييز في جميع أنحاء العالم.

سيدة ترعى  طفلا صغيرا يعاني من المهق هجرته أسرته في غوما في إقليم كيفو الشمالي، جمهورية الكونغو الديمقراطية. 7 سبتمبر 2007.
UN Photo/Marie Frechon
سيدة ترعى طفلا صغيرا يعاني من المهق هجرته أسرته في غوما في إقليم كيفو الشمالي، جمهورية الكونغو الديمقراطية. 7 سبتمبر 2007.

غالبا ما يكونون هدفا لمعتقدات وأساطير خرافية. الأمر الذي لا يعزز فقط من تهميشهم واستبعادهم الاجتماعي، بل يؤدي أيضا إلى أشكال مختلفة من التمييز والوصم والعنف.

ولا تزال بعض الأساطير الخاطئة التي تعود إلى قرون خلت ظاهرة في المواقف والممارسات الثقافية على مستوى العالم، مما يعرض أمن وحياة الأشخاص المصابين بالمهق لخطر دائم.

قال السيد غوتيريش: "على الرغم من هذه العقبات التي تحول دون الرفاه والأمن، يواصل قادة المنظمات التي تمثل الأشخاص المصابين بالمهق العمل الجاد لدعم الأشخاص الأكثر ضعفا".

حماية الأشخاص المصابين بالمهق

الالتزامات الهادفة، مثل خطة العمل بشأن المهق في أفريقيا وعمل الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بالمهق في تعزيز حقوق الأشخاص المصابين بالمهق، جعلت الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالتفاؤل لأن أولئك المصابين بهذا المرض "يأخذون بشكل متزايد مكانهم الصحيح في منصات صنع القرار حول العالم".

ومع ذلك، أقر "بالحاجة الماسة لإزالة الغموض المحيط بالحالة وإنهاء التمييز"، قائلا "لا يزال يتعين القيام بالكثير".

وحث الأمين العام جميع الدول والمجتمعات على "حماية وإعمال حقوق الإنسان لجميع الأشخاص المصابين بالمهق وتقديم ما يلزمهم من الدعم والرعاية".

إشراكهم في صنع القرار

في بيانها بمناسبة إحياء هذا اليوم، كررت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، دعوة أمين عام الأمم المتحدة لحماية الأشخاص المصابين بالمرض.

وفيما تفاقم الجائحة التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالمهق، أشارت باشيليت إلى أنه في بعض البلدان، يتعرضون للأذى من خلال تسميتهم بأسماء مثل "كورونا" "و"كوفيد-19"، بل ويتم "استبعاد بعضهم من مجتمعاتهم".

وقالت المفوضة السامية: "أدعو الدول والمجتمع الدولي إلى مواصلة بناء وتعزيز الشراكات مع الأشخاص المصابين بالمهق والمنظمات التي تمثلهم، لضمان إشراكهم في صنع القرار الذي يهمهم وتعزيز تمتعهم بجميع حقوق الإنسان".