منظور عالمي قصص إنسانية

مخاوف جسيمة بشأن تدهور الوضع الأمني في منطقة تيغراي الإثيوبية

يعبر عشرات الآلاف من اللاجئين الحدود من إثيوبيا إلى السودان هربا من الصراع في منطقة تيغراي.
OCHA/Gabriela Vivacqua
يعبر عشرات الآلاف من اللاجئين الحدود من إثيوبيا إلى السودان هربا من الصراع في منطقة تيغراي.

مخاوف جسيمة بشأن تدهور الوضع الأمني في منطقة تيغراي الإثيوبية

السلم والأمن

أعرب العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة عن قلقهم العميق يوم الجمعة بشأن الانتهاكات الجسيمة والمستمرة التي تُرتكب ضد المدنيين النازحين الذين يواجهون أيضا انعداما شديدا للأمن الغذائي في منطقة تيغراي الإثيوبية، بعد شهور من الصراع.

وقد صرح المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في جنيف، بابار بالوش، اليوم بأن المفوضية تلقت تقارير مثيرة للقلق من مصادر مجتمعية مختلفة تفيد بأن جنودا دخلوا عددا من مواقع النازحين في بلدة شاير ليلة الاثنين وأخذوا عددا من الشباب في سيارات.

وأوضح السيد بالولش أنه "تم أخذ ما لا يقل عن عدة مئات."

وأعرب المتحدث عن قلق المفوضية البالغ إزاء الحوادث المبلغ عنه: "الوضع مؤلم ومزعج - ليس فقط لأقارب المفقودين ولكن لجميع مجتمعات النازحين المقيمين في شاير".

دعوة للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين

Tweet URL

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في إثيوبيا، كاثرين سوزي، قد أدانت يوم أمس الخميس، "الاعتقال التعسفي والضرب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لأكثر من 200 شخص خلال الغارات العسكرية من قبل جنود على أماكن النزوح الداخلي في منطقة تيغراي، خلال ليلة 24 أيار/مايو الجاري."

وطالبت المسؤولة الأممية "بالإفراج الفوري عن جميع الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي".

ودعت أيضا إلى "التحقيق على وجه السرعة في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتقديم الجناة إلى العدالة."

وفي نفس السياق، كررت مفوضية اللاجئين، على لسان المتحدث باسمها، دعوتها إلى جميع الأطراف من أجل "ضمان حماية المدنيين، بمن فيهم النازحون قسرا."

وقال السيد بالوش "من الأهمية بمكان أن تعترف جميع أطراف النزاع بالطابع المدني والإنساني للمواقع التي تستضيف النازحين داخليا، في شاير وأماكن أخرى، وأن تظل مكانا آمنا لآلاف الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب النزاع."

المفوضية تتابع الوضع عن كثب

وبصفتها الوكالة المفوضة لقيادة حماية الأشخاص المشردين داخليا (IDPs)، أجرت المفوضية اتصالات على الفور بالسلطات الإثيوبية، وتستمر في إثارة مخاوف عاجلة بشأن سلامة أولئك الذين تم إبعادهم من المخيم مع السلطات.

وأشارت الأنباء أمس إلى أنه بينما تم الإفراج عن العديد ممن تم أسرهم، إلا أنه لا يزال يتم التحقق من ذلك، وهناك من لا يزالون رهن الاعتقال، بحسب المتحدث باسم المفوضية.

ونقل المتحدث عن السلطات أنه قد يتم الإفراج عن المزيد في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن المفوضية ستواصل متابعة الوضع عن كثب.

وقد تجمع عدة مئات من أقارب المفقودين القلقين في مكتب المفوضية في شاير في 25 أيار/مايو، للتعبير عن مخاوفهم وطلب المساعدة في تحديد مكان أحبائهم.

هجمات شريرة

وفي تحذير أطلقه صندوق الأمم المتحدة للسكان، أشارت مديرته التنفيذية ناتاليا كانيم إلى تقارير عن "انتهاكات جسيمة"، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي في الشمال الذي مزقته الحرب.

نازحات يتلقين مجموعات الكرامة في تيغراي بإثيوبيا.
UNFPA
نازحات يتلقين مجموعات الكرامة في تيغراي بإثيوبيا.

 

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان "إن وضع النساء والمراهقات في تيغراي والمناطق الحدودية في أمهرة وعفر لا يزال مترديا. نرى مستويات مقلقة من العنف الجنسي، وآلاف النساء يفتقرن إلى الوصول إلى خدمات الصحة والحماية".

الحالة الإنسانية في مخيمات اللاجئين الإريتريين بتيغراي

وأفاد المتحدث باسم مفوضية اللاجئين بأنه قبل بدء الأزمة واعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر 2020، كان حوالي 20000 لاجئ إريتري يتلقون حصصا غذائية في مخيمي هيتساتس وشيميلبا في شمال تيغراي - وبعد البعثة في آذار/مارس إلى كلا المخيمين الشماليين، تمكنت المفوضية من تأكيد أن جميع اللاجئين أجبروا للفرار من المخيمات.

وقال السيد بالوش إن فرق المفوضية لا تزال في منطقة تيغراي، بالتعاون مع إدارة شؤون اللاجئين والعائدين الإثيوبية، تتابع اللاجئين لتتمكن من إيصالهم إلى بر الأمان وتقديم الدعم الذي تمس الحاجة إليه. "نحن نقدر أن حوالي 7000-10000 من اللاجئين الإريتريين ما زالوا مشتتين في المنطقة في المناطق التي لا يمكننا الوصول إليها."

أما المخيمان الإريتريان الآخران في جنوب تيغراي -ماي عيني وأدي هاروش - فلا يزالان يعملان ومازال اللاجئون يعيشون هناك، وفقا للمفوضية.