منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير أممي يسلط الضوء على التكلفة الاقتصادية التي يتحملها شعب ميانمار بسبب كوفيد-19 والأزمة السياسية

مشهد من أحد الشوارع في ميانمار.
Unsplash/Justin Min
مشهد من أحد الشوارع في ميانمار.

تقرير أممي يسلط الضوء على التكلفة الاقتصادية التي يتحملها شعب ميانمار بسبب كوفيد-19 والأزمة السياسية

السلم والأمن

حذر تقرير جديد للأمم المتحدة من أن التأثير المشترك لجائحة كوفيد-19 والأزمة السياسية في ميانمار قد يدفع بما يصل إلى 25 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان ميانمار – للعيش تحت خط الفقر الوطني بحلول بدايات عام 2022.

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعنوان "كوفيد-19، الانقلاب والفقر: تفاقم الصدمات السلبية وتأثيرها على التنمية البشرية في ميانمار" إلى أنه بعد أكثر من عقد على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ضد الفقر، فإن عدد الفقراء في ميانمار قد يتضاعف كنتيجة لتأثير جائحة كـوفيد-19 والأزمة السياسية المستمرة.

وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "في غضون 12 عاما، من 2005 إلى 2017، تمكنت ميانمار من تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر إلى النصف تقريبا. ومع ذلك، فإن تحديات الأشهر 12 الماضية عرّضت كل هذه المكاسب الإنمائية التي تحققت بشق الأنفس للخطر".

بحسب التقرير، مع نهاية 2020 فإن 83 في المائة من الأسر في ميانمار أبلغت عن انخفاض دخلها، في المتوسط، إلى النصف تقريبا بسبب الجائحة. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر قد ازداد بنسبة 11 في المائة.

وقبل الأزمات الأخيرة، كان ما يقرب من مليون شخص في ميانمار (تم تحديدهم في بداية 2021) بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

مخاوف من انعدام الأمن الغذائي

ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، فإنه على مدى الأشهر الستة المقبلة يمكن أن يسقط أكثر من 3.4 مليون شخص في مراحل مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، وربما يحتاجون إلى المساعدة من برنامج الأغذية أو من الجهات الفاعلة الأخرى.

وبحسب الوكالة الأممية، حتى قبل جائحة كـوفيد-19، كان الكثير من الناس في ميانمار غير قادرين بشكل عام على الحصول على ما يكفي من الغذاء، ومع الأزمة السياسية التي أضيفت على ذلك، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلق أكبر، خاصة في المناطق الحضرية حيث يعاني الناس فيها من نقص شديد في الوصول إلى أنواع الطعام التي يحتاجون إليها يوميا.

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في ميانمار، ماركو بريور: "كنا قلقين للغاية منذ فترة طويلة ونراقب تدهورا مضطردا للوضع في أجزاء كثيرة في البلاد".

وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي هو المسؤول عن ضمان عدم خروج حالة الأمن الغذائي عن السيطرة، وأضاف يقول: "أولا وقبل كل شيء، هناك فقر موجود من قبل في ميانمار، ويصل إلى مستويات خطيرة للغاية، على الرغم من تحسن الأمور في السنوات الأخيرة. ثم في العام الماضي أضيف تأثير كوفيد-19 (إلى المعادلة)، حيث فقد الكثير من الناس وظائفهم وفقدوا مصادر رزقهم، وفقد العديد من الأشخاص إمكانية الوصول إلى الحوالات المالية مع عودة العمّال المهاجرين من تايلند ودول أخرى".

الأشهر الماضية "صعبة"

وقال المسؤول الأممي إن الأشهر القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة لكثير من الناس. وأضاف: "بالفعل كانت هناك هجرة كبيرة من يانغون على وجه الخصوص. لكن أيضا، العديد من المصانع مغلقة حاليا أو تعمل عند مستوى منخفض جدا. كما يعمل الميناء عند مستوى منخفض للغاية، والنظام المصرفي شبه مشلول، وليس من غير المألوف رؤية الناس في طوابير طويلة، لمجرد الحصول على النقود".

نازحات في ميانمار يحصلن على مساعدات غذائية شهرية من برنامج الأغذية العالمي.
CERF/OCHA
نازحات في ميانمار يحصلن على مساعدات غذائية شهرية من برنامج الأغذية العالمي.

مساعدات غذائية لمليون شخص

وردّا على سؤال بشأن الطرق التي ينتهجها برنامج الأغذية العالمي لضمان الأمن الغذائي والمساعدات للمتضررين، قال بريور: "حتى قبل كوفيد-19، كان لدينا مشروع موسع للغاية في ميانمار، لتقديم المساعدة الغذائية لحوالي مليون شخص من خلال أنشطة مختلفة. حوالي 360 ألفا من هؤلاء هم أشخاص إما نزحوا أو تأثروا بالنزاع".

وشدد نائب مدير برنامج الأغذية العالمي على أن الأشخاص الذين يعيشون في ظروف ضعيفة للغاية لا يزالون بحاجة إلى المساعدة، "لذا سيظلون أولويتنا"، معربا عن مخاوف إضافية بشأن الأشخاص النازحين حديثا، إما في الأسابيع الأخيرة أو في الأشهر القادمة بسبب الأنشطة العسكرية المتزايدة.

بذل قصارى الجهود لمساعدة الفقراء

قال المسؤول الأممي: "يعيش ملايين الأشخاص في ظروف محفوفة بالمخاطر للغاية ويتفاقم هذا بشكل كبير بسبب القيود المفروضة على الحركة بسبب كوفيد-19، وجميعنا نتفهم ضرورتها، ولكن في نفس الوقت فهي تحمل تأثيرا حقيقيا على قدرة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الغذائية والتغذوية الفورية".

وأكد على أن البرنامج يبذل قصارى الجهد لتقديم الدعم إلى أقصى حد، وأشار في ختام حديثه إلى أن الدرس هو "أننا نعيش في أوقات غير مستقرة، نحن بحاجة لأن نفكر كيف يمكن لأفقر الفقراء توفير الطعام على أساس يومي".

في الأشهر الثلاثة الماضية، قُتل في ميانمار 750 شخصا – بينهم أطفال – على يد قوات الأمن في حملة قمع وحشية ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وأصيب عدد لا يُحصى من الأشخاص واعتقل الآلاف.

وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه يُخشى أن تتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر، حيث يُتوقع أن يعيش أكثر من نصف أطفال ميانمار في حالة فقر في غضون عام.

مخاوف من انعدام الأمن الغذائي في ميانمار