منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: تسجيل 30 ألف إصابة بالكورونا في غزة، تزداد بمقدار 600 كل يوم

مستشفى غزة في القطاع خلال ذروة جائحة كوفيد-19.
WHO
مستشفى غزة في القطاع خلال ذروة جائحة كوفيد-19.

منظمة الصحة العالمية: تسجيل 30 ألف إصابة بالكورونا في غزة، تزداد بمقدار 600 كل يوم

الصحة

كان عاما صعبا على العالم بأسره بسبب جائحة كوفيد-19، لكنّ الصعوبة لها طابع خاص في قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذي يعاني من إغلاقات وقيودعلى الحركة تفرضها إسرائيل منذ عقود، وارتفاع معدلات البطالة ومستويات الفقر، مع هشاشة النظم الصحية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد الحالات الموثقة المصابة بمرض كـوفيد-19 حتى الآن 30,146 حالة، نحو 10,000 لا تزال إيجابية و220 حالة وفاة.

وقبل أسبوع تسبب نقص المعدات في توقف المختبر المركزي بشكل تام عن العمل حيث لم تُجر اختبارات فيه على الإطلاق. وقامت منظمة الصحة العالمية بشراء 195 حزمة اختبار أي ما يكفي لنحو 10,000 فحص، وتوريدهم بشكل سريع للتقصي.

أخبار الأمم المتحدة أجرت الحوار التالي مع الدكتور خالد أبو سمعان، مسؤول الأنظمة الصحية في مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة.

Soundcloud

أخبار الأمم المتحدة: كيف مر عام 2020 بالنسبة للأوضاع الصحية في قطاع غزة؟

د. خالد أبو سمعان: قطاع غزة أصلا يعاني من نظام صحي يفتقر للكثير من الموارد الضرورية، نعاني من مشاكل صحية، ونقص الأدوية ومشاكل في الخبرات والطواقم الطبية. مع وجود جائحة مثل كوفيد-19 في القطاع، ازداد الطين بلة، وازدادت المشاكل، سواء بزيادة الطلب على النظام الصحي الحكومي بالذات بسبب ارتفاع الفقر والبطالة كنتيجة للجائحة والعوامل الاقتصادية مما أدى إلى إرهاق النظام الصحي والتأثير على المؤشرات الصحية وعلى حجم العمل المطلوب من القطاع الصحي الحكومي.

أخبار الأمم المتحدة: ما عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 الآن في قطاع غزة؟

د. خالد أبو سمعان: يُقدّر عدد من أصيبوا بالفيروس حتى الآن بأكثر من 30,000 شخص، منهم نحو 10,000 حالة نشطة (أي أنهم مصابون في الوقت الحالي)، 364 حالة يلزمها الدخول للمستشفى لتلقي العلاج، منها 229 حالة تحت علاج الأكسجين المستمر أو أنها خطيرة وحرجة. 47 حالة على أجهزة التنفس الصناعي، ونسبة الوفيات كانت 0.7%، ومعدل الحالات الإيجابية بلغ 14% من إجمالي الفحوصات التي تُجرى في قطاع غزة.

أخبار الأمم المتحدة: كان عدد الحالات في غزة قليلا، كيف ارتفع العدد إلى أكثر من 30,000؟

د. خالد أبو سمعان: إذا نظرنا للمنحنى الوبائي في قطاع غزة، حتى 23 آب/أغسطس لم تُسجل أي حالة داخل المجتمع، وكان هناك 120 حالة قادمة من إسرائيل أو دخلت عبر مصر. كان يتم فرض حجر صارم على تلك الحالات وإيجاد فنادق وأماكن عزل لجميع القادمين من الخارج، وبعد ذلك الإفراج عنهم بعد أسبوعين وبعد إجراء الاختبار، مما أجّل دخول كوفيد-19 إلى غزة كل تلك الفترة.

بعد 23 آب/أغسطس، تم تسجيل أول حالة داخل المجتمع، وبدأ تسجيل ارتفاع الحالات بمعدل 100 حالة باليوم حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ففي بداية تشرين الأول/أكتوبر كان هناك ارتفاع في عدد الحالات التي تُسجل بشكل يومي لغاية 15 تشرين الأول/أكتوبر، كانت الحالات المسجلة بمعدل 300 حالة في اليوم. وبعد ذلك بدأ بالارتفاع من 15 تشرين الثاني/نوفمبر إلى يومنا هذا بمعدل 600 حالة في اليوم. الأمر يعود لعدة عوامل: عدم الالتزام، يوجد وعي لدى المواطنين، ولكن قد تجبر الظروف المعيشية والاقتصادية السكان على عدم الالتزام. معظم أهالي القطاع يعتمدون على القوت اليومي، وبالتالي فهم مجبرون على الخروج للعمل، وقد يخفي البعض إصابته من أجل الحفاظ على لقمة العيش.

كان يجب أن تكون هناك موازنة بين الحالة الاقتصادية للمواطنين وقدرة النظام الصحي. نتحدث اليوم عن رفع القدرة الصحية إلى 200 سرير، للأسف بالأمس كان معدل إشغال الأسرّة في الأقسام الحرجة والخطيرة 100%، مما استلزم تخصيص أقسام في مستشفيات أخرى غير مخصصة لكوفيد-19، والآن بدأ فتح أقسام طارئة في مستشفيات أخرى، ويلزم عناية خاصة بعد نقل المرضى لمستشفى جديد ويلزم موظفين، وأجهزة تنفس صناعي.

حتى الآن، هناك سيطرة، أو شبه سيطرة على الجائحة، ولكن قد يتأثر النظام الصحي وقد يتأثر المجتمع إذا فاق عدد الحالات قدرة النظام الصحي، فقد يلجأ إلى بعض الإجراءات لمواجهة أي طارئ.

كوفيد-19: 600 حالة يوميا في قطاع غزة لكن هناك شبه سيطرة على الوضع

أخبار الأمم المتحدة: وهل الفحوصات والاختبارات متوفرة لمن يحتاج إليها؟

د. خالد أبو سمعان: هناك مشاكل في الحقيقة. في بداية الجائحة كانت الفحوصات متوفرة، حيث لم يكن هناك عدد كبير من الإصابات، بالتالي كان يتم توزيع الفحوصات بحسب الحالات المشتبه بها والمخالطين، فلم يكن هناك تسجيل لحالات كثيرة، وعدد المخالطين لم يكن كبيرا. طبعا مع زيادة تسجيل الحالات حدث نقص في عدد الفحوصات التي يجب أن تُجرى، فأصبح يُقتصر الاختبار على الحالات المشتبه بها والمخالطين فقط، وتوقف إجراء المسوحات العشوائية لمعرفة مدى انتشار الفيروس بين أفراد المجتمع.

كل ذلك قد يؤثر بصورة سلبية على نظام التقصي لأنه ضروري جدا لإعطاء صورة حقيقية عن مدى انتشار الفيروس، وتوقع الحالات التي قد تدخل المستشفيات والعناية المركزة أو الحالات التي قد تلزم الاستطباب أو الرعاية الصحية.

واجه قطاع غزة فترات قل خلالها وجود الفحوصات. وزارة الصحة في قطاع غزة تعتمد على السلطة الفلسطينية ووزارة الصحة في رام الله على توفير المسوحات والمواد اللازمة للفحص، ولكن في بعض الأيام كان هناك نقص في بعض المواد، مما استدعى تدخل منظمة الصحة العالمية.

أخبار الأمم المتحدة: ما أوجه التعاون الأخرى بين منظمة الصحة العالمية وقطاع الصحة في غزة؟

د. خالد أبو سمعان: منظمة الصحة العالمية على تواصل دائم ومتواصل مع مكتبها في غزة للوقوف على جميع الأوضاع الصحية في القطاع بشكل عام. زاد هذا التواصل في ظل جائحة كوفيد-19، على جميع الأصعدة. حتى اليوم، قدمت منظمة الصحة العالمية 6.5 مليون دولار لدعم النظام الصحي في غزة، منها 34 جهاز تنفس صناعي، وستة أجهزة صدمة كهربائية، و43 شاشة (مونيتور)، وأكثر من 100,000 اختبار وأكثر من 150,000 مسحة لتقصي كوفيد-19، والعديد مما يلزم للتصدي للجائحة من الكمامات والقفازات وغيرها.

كما تقدم المنظمة التدريب للكوادر الطبية على التعامل مع حالات كوفيد-19، تم تدريب حوالي 1,200 مقدم خدمة صحية على سبل الوقاية والتعامل مع حالات كوفيد-19. وطبعا تتواصل منظمة الصحة مع جميع الشركاء كلما أمكن من أجل توفير الدعم اللازم من أجل بقاء النظام الصحي في ثبات في ظل هذه الأزمة.

منظمة الصحة العالمية وغيرها من الدول المانحة تقدم المساعدات خلال جائحة كوفيد-19 في غزة.
WHO
منظمة الصحة العالمية وغيرها من الدول المانحة تقدم المساعدات خلال جائحة كوفيد-19 في غزة.

أخبار الأمم المتحدة: بالنسبة للقاحات، كيف تبدو حصة غزة من قدوم اللقاحات إليها؟

د. خالد أبو سمعان: وزارة الصحة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لها أنظمتها وقوانينها ولجانها المختصة وهي معنية بدخول اللقاحات للمواطنين الفلسطينيين في أسرع وقت. ولكن هناك تزاحم بين الدول على اللقاح، بحسب قدرة المصنعين على الإنتاج. أعتقد أن السلطات تقوم بدورها في توفير ما يلزم، والاتفاق يقضي بتوفير 40% من اللقاحات كما أعلنت وزيرة الصحة للمواطنين الفلسطينيين. بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية بحسب "غافي-كوفاكس" (المعني بإتاحة لقاحات كوفيد-19) سيتم توفير البند المالي لتوفير 20% من اللقاحات اللازمة للفلسطينيين، حسب بروتوكولات وأنظمة المنظمة، وهو يعتمد فقط اللقاحات التي تعتمدها المنظمة وحتى الآن جميع المستندات والوثائق قيد الدراسة. إذا حتى الآن يوجد 60% من اللقاحات مجتمعة، وهي تغطي الفئة العمرية من 18 فما فوق، الأشخاص الأكثر خطورة وعرضة لمشكلات كوفيد-19.

أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم أي نصائح أو توصيات توجهونها إلى أهالي القطاع؟

د. خالد أبو سمعان: تبقى النصيحة التي نوجهها دائما سواء من منظمة الصحة العالمية أو وزارة الصحة الفلسطينية هي: الرهان، من أجل التصدي لهذه الجائحة، يبقى على المواطن الفلسطيني ووعيه نحو إجراءات الوقاية والسلام لمنع وكسر سلسلة تفشي اللقاح. يجب على المواطنين الالتزام قدر الإمكان بجميع قواعد السلامة، والبقاء في المنزل وإذا ما اضطروا للخروج لأي سبب من الأسباب فعليهم الالتزام بالكمامة والتباعد البدني والنظافة الشخصية، وكل ما يلزم للتصدي لهذه الجائحة.