منظور عالمي قصص إنسانية

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، معرض صور يهدف إلى التصدي لسياسات الضم الإسرائيلية والجدار الفاصل

معرض "الكتابة على الجدار: الضم في الماضي والحاضر"، يُعرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
Photo/Graceenee
معرض "الكتابة على الجدار: الضم في الماضي والحاضر"، يُعرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، معرض صور يهدف إلى التصدي لسياسات الضم الإسرائيلية والجدار الفاصل

السلم والأمن

بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي تحييه الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه من المؤلم أن قضية فلسطين لا تزال دون حل حتى وقتنا هذا، الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الـ 75 لإنشائها.

ويتم سنويا الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عملا بقرار الجمعية العامة 32/40 الذي أصدر عام 1977، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر أو في حدود هذا التاريخ، وهو حدث يُقام رسميا للاحتفال باتخاذ الجمعية العامة قرار 181، الذي ينصّ على تقسيم فلسطين إلى دولتين.

غوتيريش: آفاق الدولتين تغدو أبعد منالا

وفي بيان، أكد الأمين العام، السيّد غوتيريش، أن آفاق التوصل إلى حل قابل للتطبيق يقوم على وجود دولتين تغدو أبعد منالا: "لا تزال مجموعة من العوامل تسبب بؤسا كبيرا، منها: توسيع المستوطنات غير القانونية، والتصاعد الكبير في هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، والعنف واستمرار نشاط المقاتلين".

فلنعمل معا على تجديد التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني في سعيه إلى الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف -- الأمين العام للأمم المتحدة

وأكد أن مسؤولية استكشاف كل فرصة لاستعادة الأمل وتحقيق حل يقوم على وجود دولتين تقع على عاتق القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا على التزامه بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد حل للنزاع وإنهاء الاحتلال وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية في سبيل تحقيق الرؤية القائمة على وجود دولتين – إسرائيل وفلسطين المستقلة الديمقراطية المتواصلة جغرافيا وذات السيادة – تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود آمنة ومعترف بها، على أساس حدود ما قبل عام 1967 وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين.

وأضاف يقول: "فلنعمل معا على تجديد التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني في سعيه إلى الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل يسود فيه السلام والكرامة والعدالة والأمن".

وأعرب عن أمله في أن "تشجع التطورات الأخيرة القادة الفلسطينيين والإسرائيليين على الدخول من جديد في مفاوضات مجدية" بدعم من المجتمع الدولي وأن "تشجع أيضا على تهيئة فرص للتعاون الإقليمي".

تقديم الدعم للأونروا

وأشار الأمين العام إلى تأثير جائحة كـوفيد-19 على الاقتصاد الفلسطيني، حيث قوّضت الوضع الإنساني والاقتصادي والسياسي الهشّ أصلا في غزة والذي ازداد تدهورا بسبب القيود التي تشلّ الحركة والوصول.

ودعا إلى بذل الجهود لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. "وإني قلِق للغاية إزاء الحالة المالية التي تواجهها الأونروا".

وأوضح أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) تقوم بدور أساسي بوصفها الجهة الرئيسية التي تقدم المساعدة المباشرة التي كثيرا ما تكون منقذة للحياة إلى العديد من اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 5.7 ملايين لاجئ.

وأضاف: "إني أناشد جميع الدول الأعضاء أن تساهم على وجه السرعة في تمكين الأونروا من تلبية الاحتياجات الإنسانية والإنمائية الحرجة للاجئين الفلسطينيين خلال هذه الجائحة".

يوم التضامن تأكيد على الحقوق

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، د. رياض منصور، أن الشعب الفلسطيني يشعر بالامتنان للمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني وكافة حركات التضامن التي عبّرت، ولا تزال، عبر السنوات العديدة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.

وقال: "الشعب الفلسطيني يناضل من أجل تحقيق كافة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والاستقلال في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها قرار 194".

وتطرق السفير منصور إلى مخططات السلطة القائمة بالاحتلال لضم 30% من أراضي الضفة الغربية. وقال: "نحن في حاجة إضافية للتضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني للتصدي لكل هذه السياسات العدوانية الجديدة، والتي تحاول أن تلغي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".

اللاجئون على رأس الأولويات

وأعرب السفير الفلسطيني عن تقديره لدعوة الأمين العام للدول الأعضاء بتقديم الدعم لوكالة الأونروا، مع تفاقم أزمتها المالية هذا العام بسبب كوفيد-19 أكثر من أي وقت مضى.

وبحسب د. منصور، لا يزال هناك عجز بحوالي 70 مليون دولار تحتاجها الأونروا في الشهر الحالي والقادم لدفع مخصصات 28 ألف موظف لديها من اللاجئين في الأرض المحتلة وفي الدول المجاورة، إلى جانب تغطية النفقات الأخرى.

معرض "الكتابة على الجدار: الضم في الماضي والحاضر"، يُعرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
Photo/Matej Hudovernik
معرض "الكتابة على الجدار: الضم في الماضي والحاضر"، يُعرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني., by Photo/Matej Hudovernik

الكتابة على الجدار

وعلى غير ما جرت عليه العادة، سيتم الاحتفال هذا العام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في حدث افتراضي رفيع، يوم الثلاثاء (1 كانون الأول/ديسمبر)، وذلك بسبب جائحة كوفيد-19.

ويُفتتح رسميا اليوم معرض افتراضي بعنوان "الكتابة على الجدار: الضم بين الماضي والحاضر" يركز على الجدار المبني في الأرض الفلسطينية المحتلة والذي حكمت محكمة العدل الدولية بأنه غير قانوني في قرارها الصادر في 9 تموز/يوليو 2004.

وقال د. رياض منصور: "يعبّر المعرض عن جانب من جوانب حياة الشعب الفلسطيني".

وعادة ما يُقام المعرض في الساحات الرئيسية في مدخل الزوار بمقر الأمم المتحدة، ويبقى لأكثر من شهر هناك، لتتسنى رؤيته من قبل عشرات الزوّار الذين يزورون المقرّ الدائم. لكن هذا العام، سيُقام على شبكات التواصل الاجتماعي التي تنظمها شعبة فلسطين التابعة للأمم المتحدة.

معرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
Photo/Ryan Rodrick Beiler
معرض في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني., by Photo/Ryan Rodrick Beiler

وأضاف سفير دولة فلسطين: "الفكرة والهدف الرئيسي من هذا المعرض، إبراز صور للتصدي لسياسات الضم، لأن الجدار بالأساس بُني بطريقة غير قانونية للاستيلاء على وسرقة الأرض الفلسطينية وضمها"، مشيرا إلى أن الجدار موجود في جوهر المعرض، لكن بُعده الأعمق هو التصدي لسياسات الضمّ غير القانونية لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

وسيتم عرض لقطات من المعرض خلال إلقاء الكلمات في الاحتفال الرسمي يوم الثلاثاء، وبعض المقطوعات الموسيقية للتعبير عن تراث الشعب الفلسطيني.

للمزيد من المعلومات عن المعرض والحدث الافتراضي الذي يُقام في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم الثلاثاء، اضغط/ي هنا.

Soundcloud