منظور عالمي قصص إنسانية

أنطونيو غوتيريش: المحادثات الأفغانية التاريخية تمثل "فرصة كبرى" للسلام

احتفالات بالذكرى المئوية لاستقلال أفغانستان عمّت في قندهار وفي جميع أنحاء البلاد في آب/أغسطس 2019 حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع رافعين الأعلام الأفغانية.
UNAMA/Mujeeb Rahman
احتفالات بالذكرى المئوية لاستقلال أفغانستان عمّت في قندهار وفي جميع أنحاء البلاد في آب/أغسطس 2019 حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع رافعين الأعلام الأفغانية.

أنطونيو غوتيريش: المحادثات الأفغانية التاريخية تمثل "فرصة كبرى" للسلام

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،  إن أول محادثات مباشرة على الإطلاق بين ممثلي الحكومة الأفغانية وطالبان والتي بدأت يوم السبت، تمثل "فرصة كبيرة" لتحقق أخيرا "التطلعات الراسخة للشعب" من أجل مستقبل سلمي.

في رسالة فيديو خاصة أطلقت مع بدء المفاوضات التاريخية في العاصكة القطرية الدوحة، شكر أنطونيو غوتيريش المضيفين القطريين على تسهيل المفاوضات، وقال إن "الدعوات المستمرة لإنهاء العنف" من قبل الأفغان أنفسهم، وفرصة تطوير البلاد بعد إسكات البنادق، "تعزز الاجتماع الافتتاحي اليوم".

عملية شاملة

وأضاف أن "الأفغان أنفسهم يجب أن يحددوا مضمون وطبيعة المفاوضات. عملية سلام شاملة يتم فيها تمثيل النساء والشباب وضحايا النزاع بشكل هادف، توفر أفضل أمل لحل مستدام."

شهدت البلاد أربعة عقود من الصراع، مع مقتل الآلاف، ولكن حتى الآن، لم تجرِ محادثات وجهاً لوجه بين الجماعة المتشددة التي كانت تسيطر على البلاد قبل الإطاحة بها من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في عام 2001، والحكومة الأفغانية المنتخبة ديمقراطيا.

يأتي اجتماع السبت الأول في أعقاب اتفاق أمني تم توقيعه بين ممثلي الولايات المتحدة وطالبان في شباط/فبراير، مما مهد الطريق له. وأدى استمرار العنف شبه القياسي وتلبية الشروط المسبقة المعقدة، بما في ذلك تبادل الأسرى، إلى تعريض المحادثات للخطر خلال الأسابيع الأخيرة.

مشددا على أهمية مشاركة المرأة، قال السيد غوتيريش إن جميع الأطراف "يجب أن تقوم بدورها لضمان مشاركة المرأة في مجموعة متنوعة من الأدوار، وأن تعكس عملية السلام تجارب وخبرات النساء الأفغانيات بكل تنوعهن".

حماية أرواح المدنيين

وقال الأمين العام إن وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم تنفيذه مرتين في وقت سابق من العام يمثل علامة مشجعة، ولكن مع استمرار المفاوضات الآن، "أحث على مضاعفة الجهود لحماية المدنيين وتخفيف حدة الصراع، من أجل إنقاذ الأرواح وخلق بيئة مواتية للمحادثات."

"آمل أن يؤدي التقدم نحو السلام إلى عودة ملايين الأفغان النازحين داخليا وعبر الحدود، إلى ديارهم بطريقة آمنة وكريمة ومنظمة."

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه من الأهمية بمكان أن يقوم جميع القادة الأفغان مع المجتمع الدولي "بكل ما في وسعهم لجعل السلام حقيقة. الرجاء تأكدوا من أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم عملية مفاوضات السلام بين الأفغان وتنمية البلاد المستدامة".

يكفي معاناة: "اغتنموا هذه الفرصة التاريخية"

وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، ديبورا ليونز، في بيان صدر يوم الجمعة، إن الناس عانوا "لفترة طويلة جدا".

"تنضم الأمم المتحدة إلى شعب البلاد الشجاع والقادر على التكيف في حث جميع القادة والمفاوضين الأفغان على اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإنهاء القتال والدخول في حقبة جديدة من السلام والازدهار".

وقالت إن المفاوضين لديهم الآن "فرصة فريدة لإنقاذ حياة العديد من مواطنيهم وانتشال البلاد من الفقر والبؤس".

"نتمنى لهم كل النجاح وستكون الأمم المتحدة موجودة لدعمهم، كما هو مطلوب.

وشددت السيدة ليونز على أن "خفض العنف الفوري وغير المشروط من شأنه أن يخلق بيئة مواتية أكثر لإجراء محادثات بناءة"، مشيرة إلى أنه "مع استمرار التحديات الصحية والاقتصادية التي يشكلها فيروس كورونا، والفقر والكوارث الطبيعية، توقف إنساني للقتال سيمكن الدعم الإنساني الأساسي من الوصول إلى الملايين الذين يحتاجون إلى المساعدة في جميع مناطق البلاد، فضلاً عن توفير فرصة للأفغان للبدء في إعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم ومنح أطفالهم الأمل".