منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان: بعد تفجير مرفأ بيروت صيف هذا العام.. الحاجة لا تزال ماسة لاستمرار تقديم المساعدات المنقذة للحياة

مشهد من مرفأ بيروت بعد الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية في 4 آب/أغسطس.
© UNOCHA
مشهد من مرفأ بيروت بعد الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية في 4 آب/أغسطس.

لبنان: بعد تفجير مرفأ بيروت صيف هذا العام.. الحاجة لا تزال ماسة لاستمرار تقديم المساعدات المنقذة للحياة

المساعدات الإنسانية

بعد مرور أكثر من شهر على تفجيرات مرفأ بيروت التي خلفت قتلى وجرحى وأضرارا بالغة في الممتلكات، وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقريره العاشر حول الوضع في لبنان إلى الحاجة الملحة لاستمرار تقديم المساعدة المنقذة للحياة من حيث الغذاء والتغذية والحماية والدعم الصحي.

وقد وقع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي، في وقت كان لبنان يتعامل بالفعل مع تفشي كـوفيد-19، ومع أزمة انكماش اقتصادي متعددة الأوجه، وارتفاع معدل الفقر والزيادة في أسعار السلع الأساسية.

وفي التقرير، أكدت أوتشا أنه بشكل عام، فإن فقدان سبل العيش الذي تفاقم بسبب تفشي كوفيد-19 الحالي، والأزمة الاقتصادية، كل ذلك أدّى إلى "خلق حاجة ملحة لاستمرار المساعدة المنقذة للحياة"، وبالتالي فثمّة حاجة ماسة لتمويل مستدام وفي الوقت المناسب ويمكن التنبؤ به، لمواصلة التدخلات الإنسانية المستهدفة وتوسيع نطاقها لمنع المزيد من التدهور في الوضع.

أثر التفجير على الوضع الإنساني

بحسب الوكالة الأممية، فقد أدّى عدم وجود مأوى آمن وبأسعار معقولة في المناطق المتضررة بشدة من التفجيرات إلى انتقال العديد من العائلات المتضررة إلى أجزاء أخرى من المدينة.

Tweet URL

ويؤدي النزوح إلى تفاقم مخاطر الحماية ومخاوفها، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال، إذ تشير التقديرات إلى أن بعض الأسر قد تظل مشرّدة لأجل غير مسمّى.

بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من بين 6،500 شخص أصيب بجراح في الانفجارات، نحو ألف كانوا أطفالا. ونحو 100 ألف طفل كانوا شاهدين على هدم منازلهم إما بالكامل أو جزئيا.

وتقدّر اليونيسف أن 600 ألف طفل قد يعانون من شكل من أشكال الصدمة أو الضغط النفسي، وغالبا ما يؤدي فقدان المنازل إلى تكدّس الأسر والمجتمعات، مما يزيد من مخاطر أخرى، مثل انتقال كوفيد-19، و/أو العنف الجنسي أو القائم على النوع الاجتماعي.

إصابات بمرض كوفيد-19

وفيما يتعلق بجائحة كوفيد-19، أشارت أوتشا في التقرير إلى أنه حتى 9 أيلول/سبتمبر، بلغ عدد الحالات المصابة بكورونا في لبنان 21،877، وبلغ عدد العاملين الصحيين المصابين بالعدوى 751. أما عدد المرضى الذي تطلبت حالتهم دخول المستشفيات فكان متقلبا وبلغ 400، مع أكثر من نصف المرضى في وحدات العناية المركزة.

وحذر رئيس مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، من أن التركيز الحالي على العلاج، وليس الوقاية، من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية، مما يضر بالفئات الأكثر ضعفا من السكان الذين يعيشون في أماكن ذات كثافة سكانية عالية.

استمرار تقديم المساعدات

بعد تدمير صوامع الحبوب البالغ سعتها 120 ألف طن متري خلال تفجيرات الرابع من آب/أغسطس، مما يؤثر بشكل مباشر على توافر الغذاء وسلامة الغذاء في جميع أنحاء البلاد، أشارت أوتشا إلى اكتمال تفريغ شحنة برنامج الأغذية العالمي البالغة 12،500 طن متري من دقيق القمح استجابة لفقدان 15 ألف طن متري من مخزونات الحبوب.

موظفون في اليونيسف ينظفون مخلفات الانفجار في شارع المدور بالكرنتينا في بيروت.

وفقا لقطاع الأمن الغذائي، انخفض تناول الطعام منذ الانفجارات، وكان الشاغل الأكبر عدم وجود ما يكفي من المال لشراء الطعام، إلى جانب نقص الوقود.

وأكدت أوتشا أن العمل مع الشركاء متواصل لتقييم الاحتياجات الممكنة المتعلقة بالحماية، وقد تم الوصول لأكثر من 6،700 شخص من خلال أنشطة التوعية المتعلقة بالحماية والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتخفيف المخاطر. إلى جانب 475 شخصا تم الوصول إليهم بخدمات خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي.

وإضافة إلى ذلك، عمل الشركاء على تقديم مساعدات الإيواء إلى 5،140 أسرة خلال الأسبوع الماضي، وتوزيع حزمات مواد للمأوى مقاومة للطقس على 1،071 أسرة.