منظور عالمي قصص إنسانية

بمناسبة اليوم الدولي الأول لنقاوة الهواء، الأمم المتحدة تحث على بناء مستقبل أفضل يتميز بسماء زرقاء من أجل الجميع

الشمس تشرق على جبال كارتشي شمال  إكوادور.
WMO/Boris Palma
الشمس تشرق على جبال كارتشي شمال إكوادور.

بمناسبة اليوم الدولي الأول لنقاوة الهواء، الأمم المتحدة تحث على بناء مستقبل أفضل يتميز بسماء زرقاء من أجل الجميع

أهداف التنمية المستدامة

يُحتفل باليوم الدولي الأول لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء الزرقاء في جميع أنحاء العالم، اليوم الاثنين، بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية الهواء النظيف لصحة الناس وحياتهم اليومية.

وفي رسالته بالمناسبة، سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الضوء على المخاطر التي يشكلها تلوث الهواء على صحتنا وحث على بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه المشكلة.

وأوضح الأمين العام أن "تلوث الهواء يسهم في حدوث أمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى"، مضيفا أنه "وبينما نتعافى من جائحة فيروس كورونا، يحتاج العالم إلى إيلاء اهتمام أكبر بكثير بتلوث الهواء، الذي يزيد أيضا من المخاطر المرتبطة بكوفيد-19."

Tweet URL

كما دعا إلى التصدي "على وجه السرعة للتهديد الأشد الذي يطرحه تغير المناخ."

وعلى الصعيد العالمي، يتنفس تسعة من كل عشرة أشخاص هواءً غير نظيف، ويؤدي تلوث الهواء إلى ما يقدر بسبعة ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام، في الغالب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

هذا العام، بينما أدت عمليات الإغلاق المرتبطة بالجائحة العالمية إلى انخفاضات هائلة في الانبعاثات - مما وفر قليلا من الهواء الأنظف في العديد من المدن - بدأت الانبعاثات في الارتفاع مرة أخرى بالفعل، وفي بعض الأماكن تجاوزت مستويات ما قبل كوفيد.

وأكد السيد غوتيريش أن "هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى معايير وسياسات وقوانين بيئية معززة تمنع انبعاثات ملوثات الهواء."

العمل المناخي والهواء النقي

يمكن أن تؤدي معالجة تغير المناخ أيضا إلى خفض تلوث الهواء، بحسيب الأمين العام الذي أوضح أن "إبقاء الاحترار العالمي ضمن حدود 1,5 درجة مئوية سيساعد على الحد من تلوث الهواء والوفيات والأمراض"، داعيا الدول إلى إنهاء دعم الوقود الأحفوري واستخدام حزم تدابير التعافي بعد كـوفيد-19 لدعم الانتقال إلى إيجاد فرص عمل تتوفر فيها مقومات الصحة والاستدامة.

وقال "أدعو الحكومات التي ما زالت تقدم التمويل للمشاريع المتعلقة بالوقود الأحفوري في البلدان النامية إلى تحويل هذا الدعم نحو الطاقة النظيفة والنقل المستدام."

وعلى الصعيد الدولي، أضاف الأمين العام، ينبغي على البلدان أن تتعاون لمساعدة بعضها البعض على الانتقال إلى التكنولوجيات النظيفة.

طبقة كثيفة من الدخان في سماء العاصمة الهندية نيودلهي.
UN News/Anshu Sharma
طبقة كثيفة من الدخان في سماء العاصمة الهندية نيودلهي.

اعتماد الجمعية العامة لهذا اليوم

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، الذي يُحتفل به في 7 أيلول/سبتمبر من كل عام، في عام 2019. وأقرت بأهمية الهواء النقي وتأثير تلوث الهواء على صحة الإنسان والنظم البيئية، ولا سيما تأثيره غير المتناسب على النساء والأطفال وكبار السن.

تلوث الهواء يسهم في حدوث أمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى -- الأمين العام أنطونيو غوتيريش

ويشدد قرار الجمعية العامة على "الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي على المستويات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية في مختلف المجالات المتعلقة بتحسين جودة الهواء، بما في ذلك جمع البيانات واستخدامها، والبحث المشترك والتطوير، وتبادل أفضل الممارسات".

يهدف اليوم العالمي إلى زيادة الوعي بأهمية الهواء النظيف للصحة والإنتاجية والاقتصاد والبيئة؛ إثبات الارتباط الوثيق بين جودة الهواء والتحديات البيئية والتنموية الأخرى مثل تغير المناخ؛ تعزيز الحلول التي تعمل على تحسين جودة الهواء من خلال مشاركة أفضل الممارسات والابتكارات وقصص النجاح القابلة للتنفيذ؛ والجمع بين الجهات الفاعلة المتنوعة من أجل نهج منسقة وطنية وإقليمية ودولية للإدارة الفعالة لجودة الهواء.

إحياء هذا اليوم

في جميع أنحاء العالم، نظمت وكالات الأمم المتحدة والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العديد من الفعاليات - الكثير منها افتراضية بسبب جائحة فيروس كورونا - للاحتفال بهذا اليوم الدولي وتحفيز العمل على تنفيذ أهدافه. وتشمل هذه الفعاليات مناقشات وندوات عبر الإنترنت وعروضا موسيقية وأفلاما وثائقية ومعارض وتوزيع النباتات والأشجار.

ويمكن للأفراد أيضا أن يلعبوا دورا في تنقية الهواء: من خلال ركوب الدراجات إلى أماكن عملهم، التوقف عن حرق النفايات الذي يتسبب في تلوث الهواء، والضغط على السلطات المحلية لتحسين المساحات الخضراء في المدن.

يمكن للجميع المساهمة في جعل الهواء أنظف وجعل السماء أكثر زرقة.