منظور عالمي قصص إنسانية

نصف طلاب العالم لا يمكنهم العودة إلى مقاعد الدراسة، واليونسكو تصف ذلك بأنه "حالة طوارئ" تعليمية عالمية

في كوت ديفوار، تم استئناف الدراسة في مايو، مع اتخاذ تدابير صارمة، بما في ذلك الكمامات والتباعد الجسدي وغسل الأيدي بصورة متكررة.
© UNICEF/Frank Dejongh
في كوت ديفوار، تم استئناف الدراسة في مايو، مع اتخاذ تدابير صارمة، بما في ذلك الكمامات والتباعد الجسدي وغسل الأيدي بصورة متكررة.

نصف طلاب العالم لا يمكنهم العودة إلى مقاعد الدراسة، واليونسكو تصف ذلك بأنه "حالة طوارئ" تعليمية عالمية

الثقافة والتعليم

أشارت منظمة اليونسكو إلى احتمال استمرار التعليم عن بعد، بالكامل، بالنسبة لأكثر من نصف الـ 900 مليون طالب المقبلين على عامهم الدراسي الجديد، في حين من المتوقع أن ينخرط آخرون في نظام تعليم مختلط يجمع بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بعد. 

جاء ذلك في بيان أصدرته الوكالة الأممية المعنية بالتربية والعلم والثقافة، يوم الاثنين.

وكان من المفترض أن تشهد الفترة الممتدة من آب/أغسطس إلى تشرين الأول/أكتوبر عودة 900 مليون طالب من أصل 1.5 مليار طالب في العالم إلى المدارس بين مرحلتي ما قبل التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي. 

ولكن، تفيد بيانات اليونسكو بأنّه سيتمكن نصف هذا العدد فقط من العودة إلى المدارس في هذه المرحلة، أي ما يعادل 433 مليون طالب موزعين في 155 دولة.

Tweet URL

ونظرا لوجود 128 مليون طالب بالفعل في منتصف عامهم الدراسي، أكدت اليونسكو أن عدد الطلاب الذين سيلتحقون في المدارس خلال هذه الفترة سيكون 561 مليون طالب، أي طالب واحد من بين كل ثلاثة طلاب. 

"ومن هنا، لن يلتحق مليار طالب بالمدارس، أي ما يعادل ثلثي عدد الطلاب في العالم، ناهيك عن حالة الشك والحيرة التي تعتريهم. ويُعدّ أكثر الطلاب ضعفا، ولا سيما الفتيات، أكثر الفئات تأثرا."

الأسر في انتظار

وأوضحت اليونسكو أن المتعلّمين وأُسرهم لا يزالون في انتظار تلقي توجيهات بشأن ما ينتظرهم عند بدء العام الدراسي الجديد 2020-2021، بالرغم من أنّ الموعد المحدد لبدء العام الدراسي إلا بضعة أسابيع. 

وأشارت إلى أن الوضع يسفر عن مشاكل جادّة في ظل استمرار أوجه عدم المساواة المتعلقة بالتعلم عن بعد، والتي تطال الفئات السكانية الضعيفة بوجه خاص.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: "لا تزال الأزمة التعليمية شديدة الوطأة". وأضافت:

 "تقبع أجيالٌ عديدة تحت تهديد إغلاق المدارس الذي يطال مئات الآلاف من الطلاب واستمر على مدار عدة شهور. إننا نمر بحالة طوارئ ويجب أن نتعاضد لمعالجتها."

خسران 60 يوما تعليميا

وبينت الوكالة الأممية أن الطلاب في العالم خسروا 60 يوما تعليميا في المتوسط منذ بدء موجات الإغلاق في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس. "ويُسفر هذا الوضع عن مخاطر جمّة من بينها خطر التسرب من المدرسة، وتراجع جودة التعلم، والتأثير سلباً في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي."

إطار عمل لإعادة فتح المدارس

ودعت اليونسكو السلطات إلى المسارعة في تحديد أفضل السبل لضمان العودة إلى المدارس بصورة آمنة، وحماية صحة وسلامة الطلاب والمعلمين.

وقالت اليونسكو، إنها أعدت، بالتعاون مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي، إطار عمل لإعادة فتح المدارس، في خطوة منها لمساعدة الدول في الاستعداد لموعد إعادة فتح المؤسسات التعليمية، وتهيئة الظروف والتحضير لهذه العملية.

 وتعمل المنظمة أيضا عن كثب مع وزارات التربية والتعليم لرسم خطط إعادة الطلاب إلى القاعات الدراسية.

حملة لضمان استمرار التعليم

وأعلنت اليونسكو تدشين حملة لضمان استمرار التعلّم، وذلك في إطار التحالف العالمي للتعليم. "إذ تهدف هذه الحملة إلى ضمان استمرار تعلّم الفتيات خلال فترة إغلاق المدارس، وعودتهن إليها بأمان عند إعادة فتحها، وذلك مع مراعاة العديد من العقبات التي تعترض طريقهن خارج مضمار التعليم، بما في ذلك حمل المراهقات والزواج المبكر والقسري والعنف."

وأشارت اليونسكو إلى إعداد مجموعة من أدوات الاتصال والتواصل والمواد التثقيفية من خلال شراكات التحالف، فضلا عن دليل عودة الفتيات إلى المدرسة. "وسوف تُعمّم هذه المواد على جميع الجهات الفاعلة المعنيّة."