منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: وفيات الأطفال في مخيم الهول تلفت الانتباه إلى المعاناة التي يمرون بها في مخيمات تفتقر للمياه والخدمات الصحية

مخيم الهول في شمال شرق سوريا يضم أكثر من 70،000 شخص وأكثر من 90% منهم نساء وأطفال. ويشكل العراقيون والسوريون أكثر من 80% من عدد سكان المخيم (حزيران/يونيو 2019).
© OCHA/Halldorsson
مخيم الهول في شمال شرق سوريا يضم أكثر من 70،000 شخص وأكثر من 90% منهم نساء وأطفال. ويشكل العراقيون والسوريون أكثر من 80% من عدد سكان المخيم (حزيران/يونيو 2019).

سوريا: وفيات الأطفال في مخيم الهول تلفت الانتباه إلى المعاناة التي يمرون بها في مخيمات تفتقر للمياه والخدمات الصحية

المهاجرون واللاجئون

عقب التقارير التي أفادت بوفاة ثمانية أطفال في مخيم الهول، شمال شرق سوريا، الأسبوع الماضي، لأسباب كان يمكن الوقاية منها، أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، في بيان اليوم الجمعة، عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في المخيم.

وقد توفي الأطفال الثمانية في أقل من أسبوع، بين 6 و10 آب/أغسطس، متأثرين بأمراض متفاوتة من بينها مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية، وجفاف ناجم عن الإسهال، ونزيف داخلي ونقص السكر في الدم.

على جميع الأطراف ضمان حصول العائلات في مخيم الهول على وصول موثوق ومنتظم للمياه والرعاية الصحية -- عمران رضا

وقال منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، عمران رضا في البيان، إن ما حدث يؤكد الحقيقة الأساسية المتمثلة في أنه لا ينبغي إجبار أي طفل على العيش في ظل الظروف الإنسانية الصعبة والتي يُحتمل أن تكون خطرة في مخيم الهول.

وأضاف يقول: "بينما تتخذ الأمم المتحدة، والشركاء الإنسانيون، خطوات لتقديم جميع الخدمات الضرورية بأمان والتي تم تقليصها بسبب كوفيد-19، بما في ذلك فحص سوء التغذية والعمليات الجراحية، أشدد على أنه يجب على جميع الأطراف ضمان حصول العائلات في مخيم الهول على وصول موثوق ومنتظم للمياه والرعاية الصحية وغيرها من المواد والخدمات الأساسية، وفقا لما يقتضيه القانون الإنساني الدولي."

ودعا إلى إيجاد حلول دائمة لكل شخص يعيش في المخيم.

وتواصل الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني تقديم مجموعة من المساعدات الحيوية إلى سكان مخيم الهول، بما في ذلك الرعاية الصحية الطارئة والأولية والإنجابية، ونقل المياه بالشاحنات وتوزيع المأوى والمواد غير الغذائية، والأغذية وحزمات النظافة والتغذية والحماية.

كوفيد-19 يفاقم الأوضاع

وبحسب الوكالات الإنسانية، تعرّض وصول بعض الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات المياه المنتظمة والرعاية الصحية الطارئة، للخطر بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة، لأسباب مثل انقطاع إمدادات المياه من محطة مياه العلوك والتدابير الاحترازية المرتبطة بجائحة كـوفيد-19.

وقد حدثت الوفاة المأساوية للأطفال في وقت كانت تعاني فيه الخدمات الصحية في المخيم من ضغط شديد بسبب كوفيد-19. ومنذ بداية آب/أغسطس، تم تسجيل إصابة خمسة من العاملين الصحيين في المخيم بفيروس كورونا، وهو ما أدى إلى الإغلاق المؤقت للمستشفى الميداني وتسبب بتعطيل الخدمات في مستشفى آخر، تزامنا مع تنامي النقص في معدات الوقاية الشخصية.

Tweet URL

واختتم رضا البيان قائلا: "مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في جميع أنحاء سوريا، أشدد على ضرورة حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية على وجه الخصوص وحمايتهم من مخاطر العدوى".

ومع نظام الرعاية الصحية الهش في سوريا، وإنهاك القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية، والذين يقدّر عددهم بنحو نصف الأعداد التي كانت موجودة قبل عام 2011، لفت رضا الانتباه إلى أنه لن يكون باستطاعة سوريا تحمّل فقدان المزيد من الموظفين المؤهلين.

يونيسف: وفاة الأطفال مأساة

وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف، هنرييتا فور، قالت في بيان في وقت سابق هذا الأسبوع، إن وفاة أي طفل هي مأساة، لاسيّما إذا كانت لأسباب يمكن تجنبها. وأضافت تقول: "تستمر معاناة نحو 40 ألف طفل من أكثر من 60 دولة في مخيم الهول. هؤلاء يفتقرون للوصول إلى الخدمات الأساسية، ويتعيّن عليهم تحمّل حرارة الصيف القائظ وصدمة العنف والنزوح".

ودعت يونيسف إلى الحفاظ على حق جميع الأطفال في الحصول على الحماية من الآثار المدمرة للجائحة التي تهدد حياتهم وحصولهم على التعليم والحماية.

ويستضيف مخيم الهول نحو 65 ألف شخص، يعانون أيضا من نقص كبير في المياه، وغالبية سكان المخيم من الأطفال وأكثر من نصفهم دون سن الخامسة.