منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: وكالتان أمميتان تحذران من أن يؤدي العنف إلى تجويع أكثر من 60 ألف شخص في بور وبيبور

برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوزع الغذاء في بلدة بيبور بجنوب السودان.
UNMISS/Tim McKulka
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوزع الغذاء في بلدة بيبور بجنوب السودان.

جنوب السودان: وكالتان أمميتان تحذران من أن يؤدي العنف إلى تجويع أكثر من 60 ألف شخص في بور وبيبور

السلم والأمن

حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن العنف المتكرر في جونقلي ومنطقة بيبور الكبرى الإدارية في الجزء الشرقي من جنوب السودان، أدى بالفعل إلى تشريد أكثر من 60 ألف شخص وشل الأمن الغذائي وسبل العيش لأعداد متزايدة من الناس.

ويساور برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التابعان للأمم المتحدة، القلق من أن العنف قد عطل الزراعة، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض غلة موسم الحصاد لبقية العام بالإضافة إلى حرمان المجتمعات المحلية من الماشية كمصدر للتغذية.

كما أدى العنف إلى نهب المساعدات الغذائية الإنسانية التي كانت تهدف إلى دعم الأشخاص الأكثر ضعفاً.

انعدام الأمن الغذائي يعيق عمل المزارعين ومربي الماشية

لن يكون هناك منتصرون في هذا الصراع: هذا العنف يخاطر بالتسبب في انعدام أمن غذائي كارثي على المدى الطويل في أنحاء المنطقة، لبقية هذا العام--ماثيو هولينغورث

وأوضح ممثل منظمة الأغذية والزراعة في جنوب السودان، ميشاك مالو، أنه "في ذروة موسم الزراعة الرئيسي، يمنع انعدام الأمن المزارعين من الذهاب إلى حقولهم لزراعة المحاصيل الغذائية، ويعيق مربي الماشية من اتباع أنماط الهجرة التقليدية لرعي حيواناتهم".

وأضاف السيد مالو بالقول: "عندما تكون سرقة الماشية جزءا من العنف، تفقد المجتمعات الحيوانات الضرورية لكسب عيشها ولا يمكنها المشاركة في الأنشطة الزراعية المنتجة التي تؤدي إلى مزيد من الأمن الغذائي".

لن ينتصر أحد في هذا الصراع

أوضح المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، ماثيو هولينغورث، أنه "لا يمكننا ببساطة استبدال السعرات الحرارية التي يوفرها الحليب للأطفال عندما تسرق الماشية وتُفقد كمية حليب تكفي لسنة كاملة، ونحن بالكاد لدينا موارد كافية لتلبية الاحتياجات الحالية".

هناك نقص في الغذاء في مناطق النزاع بجنوب السودان.
UNMISS/Amanda Voisard
هناك نقص في الغذاء في مناطق النزاع بجنوب السودان.

وأكد أنه "لن يكون هناك منتصرون في هذا الصراع: هذا العنف يخاطر بالتسبب في انعدام الأمن الغذائي الكارثي على المدى الطويل في أنحاء المنطقة، لبقية هذا العام".

أكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد

وقد فُقد أكثر من 430 طنا متريا من الإمدادات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي بعد تعرض مخازن البرنامج وشركائه للسرقة في المناطق المتضررة.

ووفقاً لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، تواجه منطقة بيبور الإدارية الآن مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي. في وقت سابق من هذا العام، تبين أن هناك أشخاصا في ثلاثة أقضية بجونقلي تم تصنيفهم ضمن مستوى "الكارثة" من انعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

كان من المتوقع أن يتحسن أمنهم الغذائي في حال تقديم مساعدات غذائية إنسانية متسقة. ولكن ثبت أن ذلك مستحيل بسبب القتال في المنطقة.

هذا ويزيد العنف القائم في شرق جنوب السودان عدد الجياع، خاصة عندما تكون البلاد في موسم العجاف السنوي، حيث يواجه 6.5 مليون شخص على الأقل، أي أكثر من نصف مجموع السكان، انعدام الأمن الغذائي المزمن والحاد، مما يجعلهم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.