منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن لا يحتمل انتظار إعلان حالة مجاعة لأن الوقت سيكون قد فات بالنسبة ل20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

صبية في 15 من عمرها ترعى شقيقيها في خيمة للنازحين داخليا في اليمن، حيث يعيشون مع خمسة أشقاء آخرين.
OCHA/Giles Clarke
صبية في 15 من عمرها ترعى شقيقيها في خيمة للنازحين داخليا في اليمن، حيث يعيشون مع خمسة أشقاء آخرين.

اليمن لا يحتمل انتظار إعلان حالة مجاعة لأن الوقت سيكون قد فات بالنسبة ل20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي

المساعدات الإنسانية

في اليمن، عادت المخاوف من المجاعة إلى الظهور مرة أخرى، بحسب ما حذر العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة يوم الجمعة إذ يعاني 360.000 طفل من سوء التغذية الحاد ويمكن أن يموتوا ما لم يستمروا في تلقي العلاج وما لم تتزايد المساعدات.

وفي نداء عاجل لتمويل عملياته الإنسانية، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى 200 مليون دولار شهريًا للحفاظ على برامج المساعدة في البلد الذي مزقته الحرب.

وقال البرنامج في بيان "إذا انتظرنا إعلان حالة مجاعة، فسيكون الوقت قد فات بالفعل لأن الناس سيموتون بالفعل".

واضطرت الوكالة الأممية بالفعل إلى الحد من عمليات توزيع الأغذية في شمال البلاد وتخشى من أنها قد لا تتمكن من وقف معاناة الناس من الجوع، كما فعلت العام الماضي.

توصف البلاد بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وقد ازداد الوضع سوءا بسبب أكثر من خمس سنوات من الصراع.

وقالت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي للصحفيين في جنيف إن الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن بسبب النزاع أدى إلى انخفاض الواردات وارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يستورد كل ما يحتاجه تقريبا.

Tweet URL

وأضافت بيرز أن "هناك 10 ملايين شخص يواجهون (نقصا) حادا في الغذاء، ونحن ندق جرس الإنذار لمساعدة هؤلاء الناس، لأن وضعهم يتدهور بسبب التصعيد وبسبب الإغلاق والقيود والتأثير الاجتماعي والاقتصادي للفيروس التاجي".

وشددت على أن "هؤلاء الناس لا يمكنهم البحث عن عمل، عليهم البقاء في المنزل، ولا يمكنهم إطعام أنفسهم وأسرهم".

وجبات هزيلة

تضطر العائلات اليمنية الضعيفة يومياً إلى تقليص عدد ونوعية الوجبات التي تتناولها.

وقالت السيدة بيرز إن "وجبة الإفطار لم تعد الفول والخبز ولكن الخبز فقط، والعشاء هو الأرز فقط بدلاً من الأرز والخضروات"، مشيرة إلى أن حوالي 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي على المستوى الوطني، حيث يتلقى 13 مليون شخص المساعدة الغذائية.

على الصعيد الوطني، أدى النزاع إلى تشريد أكثر من 3.65 مليون شخص وقتل الآلاف.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من واحد من كل مرفقين صحيين يعملان بكامل طاقتهما، وقد أصيب نصف الأطفال تقريبا بالتقزم بسبب سوء التغذية، الأمر الذي يتطلب العلاج.

وقالت الوكالة الأممية إنه في المجموع، يحتاج مليونا طفل إلى علاج من سوء التغذية الحاد "من بينهم نحو 360 ألفا معرضون لخطر الموت دون علاج".

وأضافت السيدة بيرز "بالطبع، نواصل علاجهم"، مشيرة إلى أن البرنامج بدأ في توزيع المساعدات الغذائية كل شهرين في أجزاء من اليمن في نيسان/أبريل "لتوسيع نطاق الموارد المحدودة".

شبكة الأمان الغذائية مجهدة

وأكدت المتحدثة إليزابيث بيرز أن هدف برنامج الأغذية العالمي "هو الحفاظ على شبكة أمان الناس لأطول فترة ممكنة" مشيرة في هذا السياق إلى أن برنامج العلاج الغذائي للأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل أو المرضعات سيستمر عند المستويات الحالية.

غير أنها أضافت أنه إنْ ما لم يتدخل المانحون لتوفير التمويل، فقد تضطر الوكالة إلى خفض برنامجها الوقائية، التي توفر تغذية تكميلية شاملة لجميع الأطفال دون سن الثانية، وكذلك للنساء الحوامل أو المرضعات، حيث يحتاج مليون منهم إلى علاج من سوء التغذية الحاد.

وأوضحت السيدة بيرز: "سنعطي الأولوية للمناطق التي تعاني من أعلى معدل انتشار لسوء التغذية" في هذه الحالة.