منظور عالمي قصص إنسانية

ناشط شاب يدعو العالم إلى اتخاذ إجراءات لحماية البيئة أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

جونيور، ناشط من الشباب المراهقين من كوت ديفوار، يتحدث عبر رابط فيديو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول حماية البيئة.
UNHRC Video Screenshot
جونيور، ناشط من الشباب المراهقين من كوت ديفوار، يتحدث عبر رابط فيديو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول حماية البيئة.

ناشط شاب يدعو العالم إلى اتخاذ إجراءات لحماية البيئة أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

حقوق الإنسان

خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء، أوضح مراهق من كوت ديفوار لماذا تعتبر حماية البيئة مهمة كثيرا لعالمنا.

جاء هذه الإحاطة النادرة والمنعشة من الناشط جونيور، البالغ من العمر 14 عاما، الذي تحدث ضد التلوث الصناعي المزعوم، بما في ذلك من قطاع إنتاج الكاكاو، في مسقط رأسه سان بيدرو، في بلده الواقع في غرب أفريقيا.

تحذير المفوضة السامية لحقوق الأنسان

وفي هذه المناقشة المتعلقة بحقوق الطفل، استمعت الدول الأعضاء أيضا إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، التي حذرت من أن الضرر البيئي يؤثر بشدة على "أصغر الأطفال سنا، وأطفال الشعوب الأصلية، وأولئك الذين يعيشون في مجتمعات منخفضة الدخل ومهمشة".

أريد من السلطات أن تأخذ مسألة البيئة هذه على محمل الجد. لأننا نحن الأطفال نعاني كثيراً – جونيور، أربعة عشر عاما، كوت ديفوار

وفي هذا السياق أكدت السيدة باشيليت على أن هذا الضرر يحدث بالرغم من حقيقة أن آثار التدهور البيئي على الأطفال وحقوقهم كان "من الممكن تفاديها تماما".

وفي الوقت نفسه، حذرت المفوضة السامية من أن الإفراط في استغلال البيئة، "يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل كوفيد-19 التي تنتقل من الحيوان إلى المضيف البشري".

تلوث الهواء يشكل تهديدا كبيرا على صحة الأطفال

كما أصرت السيدة باشيليت على أن الفرصة الآن سانحة لمناقشة حقوق الطفل في سياق جائحة فيروس كورونا، حيث يعيش 93 في المائة من الأطفال في بيئات يتجاوز فيها تلوث الهواء المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المنقولة جوا، مثل فيروس كورونا المستجد.

ومرددا هذ الهم، قال جونيور إن الأطفال يشكلون ما بين 30 إلى 40 في المائة من أولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، وفقا لبيانات هيئة الصحة في بلدته.

وفي رسالته عبر فيديو اليوم قال جونيور: "أريد أن تأخذ السلطات مسألة البيئة هذه على محمل الجد، لأننا نحن الأطفال نعاني الكثير".

"ستحرقها الشمس وتغرقها الأمطار"

وقال الناشط جونيور: "إذا لم يُتخذ أي إجراء لحماية البيئة، فإن كل جهود المجلس لإعمال حقوق الأطفال ستحرقها الشمس وتغرقها الأمطار"، على حد تعبيره، أي ستذهب سدى.

وأشارت الدكتورة ماريا نيرا من منظمة الصحة العالمية، التي شاركت أيضا في المناقشة اليوم، إلى أن واحدا من كل أربعة أطفال يموت على مستوى العالم بسبب عوامل بيئية ضارة، في المنزل أو أماكن أخرى، ويموت 570 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب التهابات الجهاز التنفسي كل عام.

وهذه تشمل الالتهاب الرئوي الذي يعزى إلى تلوث الهواء الداخلي والخارجي والدخان غير المباشر، كما أوضحت رئيسة وحدة البيئة وتغير المناخ والصحة بالمنظمة.

ظروف شائعة أخرى تهدد صحة الأطفال

ومن الأسباب الأخرى الشائعة التي تسبب وفاة الأطفال، ضعف إمكانية الوصول إلى مياه صالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة الصحية، حيث تسبب أمراض الإسهال وحدها في وفاة 297 ألف طفل دون سن الخامسة.

لقد أصغينا إلى الأطفال وهم يسيرون ويطالبوننا بحماية مستقبلهم. لم نعد بحاجة إلى رفع الوعي، نحن بحاجة إلى التحرك-- الدكتورة ماريا نيرا

وحذرت الدكتورة نيرا من أنه بحلول عام 2025، سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي.

وهذه مشكلة قائمة بالفعل في أقل البلدان نمواً، حيث يفتقر واحد من كل خمسة مرافق للرعاية الصحية إلى المياه وخدمات الصرف الصحي وإدارة النفايات.

آثار تغير المناخ

وفيما يتعلق بتغير المناخ، أضافت كبيرة مسؤولي منظمة الصحة العالمية، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة ومستويات ثاني أكسيد الكربون، فإن ذلك يعزز نمو حبوب اللقاح المرتبطة بارتفاع معدلات الربو لدى الأطفال.

وقالت: "لقد أصغينا إلى الأطفال وهم يسيرون ويطالبوننا بحماية مستقبلهم. لم نعد بحاجة إلى رفع الوعي، نحن بحاجة إلى التحرك". مضيفة أن "العديد من جمهورنا مؤهل بشكل فريد يمكنه تقديم الدعم لبناء مجتمع أكثر صحة واخضرارا".