منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة العمل الدولية: فقدان الوظائف بسبب كوفيد-19 أسوأ مما كان متوقعا

باعة في مخبز بقسنطينة، الجزائر، خلال أزمة كوفيد-19.
ILO/Yacine Imadalou
باعة في مخبز بقسنطينة، الجزائر، خلال أزمة كوفيد-19.

منظمة العمل الدولية: فقدان الوظائف بسبب كوفيد-19 أسوأ مما كان متوقعا

التنمية الاقتصادية

كان تأثير أزمة كوفيد-19 على فرص العمل أسوأ بكثير مما كان متوقعا في البداية، بحسب منظمة العمل الدولية التي ناشدت الحكومات والعمّال وأرباب العمل الموافقة على خطة إنعاش اقتصادي مستدام للحد من أوجه عدم المساواة التي كشفت عنها الجائحة.

ووضعت منظمة العمل الدولية ثلاثة سيناريوهات ممكنة للتعافي في الأشهر الستة المقبلة، ووفق التقديرات، "لا شيء" يرى الوضع الوظيفي العالمي في شكل أفضل مما كان عليه قبل بدء تدابير الإغلاق بسبب كوفيد-19.

وقال مدير عام المنظمة، غاي رايدر "لهذا السبب نتحدث عن تعافٍ غير أكيد وغير مكتمل لسوق العمل حتى في أفضل السيناريوهات للنصف الثاني من هذا العام. ولهذا فلن يكون الانتعاش الاقتصادي بسيطا أو سريعا".

نتحدث عن تعافٍ غير أكيد وغير مكتمل لسوق العمل حتى في أفضل السيناريوهات للنصف الثاني من هذا العام -- غاي رايدر

وتتزامن تصريحات رايدر مع الإصدار الخامس من تقرير "مرصد منظمة العمل الدولية: كوفيد-19 وعالم العمل" والذي يبيّن أن ساعات العمل انخفضت بنسبة 14% خلال الربع الثاني من عام 2020، أي ما يعادل فقدان 400 مليون وظيفة بدوام كامل.

وهذه زيادة حادّة عن الإصدار الماضي لمنظمة العمل الدولية (في أيّار/مايو) وهو انخفاض بنسبة 10.7% (أي ما يعادل 305 مليون وظيفة) في الفترة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو.

نظرة مستقبلية

ووفقا لنماذج التعافي التي وضعتها منظمة العمل الدولية للنصف الثاني من عام 2020، فإن حتى أكثر السناريوهات تفاؤلا يفترض أن الفقدان العالمي لساعات العمل سينخفض بنسبة 1.2% (أي ما يعادل 34 مليون وظيفة بدوام كامل)، مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019.

ويتوقع سيناريو خط الأساس، الذي يفترض حدوث انتعاش في النشاط الاقتصادي ينسجم مع التوقعات القائمة ورفع القيود المفروضة وتعافي الاستهلاك والاستثمار، انخفاض في ساعات العمل بنسبة 4.9% (أي ما يعادل 140 مليون وظيفة بدوام كامل).

ويفترض أكثر سيناريوهات المنظمة تشاؤما حدوث موجة جديدة من جائحة كوفيد-19 وعودة القيود التي من شأنها أن تبطئ الانتعاش إلى حدّ كبير، مما يؤدي إلى انخفاض ساعات العمل بنسبة 11.9% (أي 340 مليون وظيفة بدوام كامل).

الأزمة تضرب الأميركيتين بقسوة

وذكرت منظمة العمل الدولية، التي تتخذ من جنيف مقرّا لها، أن الأغلبية العظمى من العمّال (93%) تعيش في بلدان تطبق درجة من الإغلاق في مكان العمل، مع وجود أكبر القيود في الأميركيتين.

Tweet URL

وعلى الصعيد الإقليمي، كانت الأميركيتان الأكثر تضررا، حيث انخفضت ساعات العمل بنسبة 18.3% وفقا لآخر تقرير لمنظمة العمل الدولية لرصد كوفيد-19 وعالم العمل.

وشهدت أوروبا وآسيا الوسطى انخفاضا بنسبة 13.9%، تليها آسيا والمحيط الهادئ (13.5%) والدول العربية (13.2%) وأفريقيا (12.1%).

وفي معرض تسليطه الضوء على المخاوف التي تساور العاملين في القطاع غير الرسمي، الذين يفتقرون إلى شبكة  رعاية اجتماعية، أعرب السيد رايدر عن قلقه الخاص إزاء العاملين في أميركا اللاتينية، حيث يصل عددهم إلى واحد من بين اثنين من القوى العاملة في المنطقة. وقال: "هم الواقع الإنساني لهذه الإحصاءات".

قمة عالمية من أجل "وضع طبيعي أفضل"

في الأسبوع المقبل، ستعقد منظمة العمل الدولية قمة عالمية افتراضية رفيعة المستوى بشأن كوفيد-19 وعالم العمل. وحثّ رايدر الحكومات والمشاركين من الشركاء الاجتماعيين على بناء مستقبل أفضل للعمل للجميع.

نحن بحاجة إلى مضاعفة الجهود إذا أردنا الخروج من هذه الأزمة إلى وضع أفضل مما كنا عليه عندما بدأت -- غاي رايدر

وأضاف يقول: "إن أثر القرارات التي نتخذها اليوم سيتواصل لسنوات مقبلة وحتى بعد عام 2030. ورغم أن البلدان تمر بمراحل مختلفة من الجائحة، وتم عمل الكثير، فإننا بحاجة إلى مضاعفة جهودنا إذا أردنا الخروج من هذه الأزمة إلى وضع أفضل مما كنا عليه عندما بدأت"، مشددا على استمرار عدم المساواة والضعف بين النساء في مكان العمل.

وعلى الرغم من الحاجة الملحة إلى أن تنشئ الحكومات والنقابات العمالية والعمال "وضعا طبيعيا أفضل" في الفترة التي ستعقب كوفيد-19، يلقي السيد رايدر بظلال من الشك على قدرة البلدان على مواصلة تدابير التحفيز هذه.

إنفاق تريليونات حتى الآن

أوضح مدير عام منظمة العمل الدولية أنه حتى الآن تم صرف نحو 10 تريليون دولار حول العالم لدعم العمال وقطاع العمل منذ بدء الجائحة، وأضاف: "ولكن هذا كان أكثر تركيزا، 88% من هذا المجموع أنفقته بلدان متقدمة وهذا ما يعادل نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعادل 2.2% بالنسبة للاقتصادات النامية والناشئة، وبالنسبة للبلدان الأقل نموا فهو أقل بكثير".

وحذر رايدر من تفاقم الفجوات بسبب جائحة كـوفيد-19، مشددا على أن الجائحة تشكل ضرورة حتمية لتحقيق أكبر قدر من التعاون والتضامن الدوليين في الاستجابة لهذه الأزمة العالمية.