منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: أطفال اليمن سيموتون جوعا ما لم يتم تأمين التمويل اللازم للعمليات الإنسانية خاصة في ظل انتشار كوفيد-19

طفل في 13 من عمره يجمع الماء في مخيم عمّار بن ياسر للنازحين بسبب الصراع في اليمن
© UNICEF
طفل في 13 من عمره يجمع الماء في مخيم عمّار بن ياسر للنازحين بسبب الصراع في اليمن

اليونيسف: أطفال اليمن سيموتون جوعا ما لم يتم تأمين التمويل اللازم للعمليات الإنسانية خاصة في ظل انتشار كوفيد-19

المساعدات الإنسانية

بحسب تقرير جديد صادر اليوم الخميس عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، يمكن دفع ملايين الأطفال في اليمن إلى "شفا المجاعة" بسبب النقص الكبير في تمويل المساعدات الإنسانية وسط جائحة كوفيد-19.

التقرير المعنون "اليمن بعد مرور خمس سنوات: الأطفال والصراع وكوفيد-19"، والصادر عن اليونيسف بمناسبة مرور أكثر من خمس سنوات على تصاعد النزاع في البلاد، يحذر من أنه فيما يكافح النظام الصحي والبنية التحتية المدمَّرين في اليمن من أجل التغلب على الفيروس التاجي، فمن المرجح أن يتدهور وضع الأطفال السيئ أصلا إلى حد كبير.

ويسلط التقرير الضوء أيضا على أن خدمات المياه والصرف الصحي الحيوية لثلاثة ملايين طفل ومجتمعاتهم المحلية ستتوقف عن العمل اعتبارا من نهاية تموز/يوليو، ما لم يتم تأمين 45 مليون دولار أمريكي. وسيؤثر ذلك بشكل سلبي على أكثر من مليوني طفل من الأشد ضعفا الذين يعانون من سوء التغذية، ما يعرض وضعهم الغذائي لخطر تدهور كارثي إذا انقطعت إمدادات المساعدات.

الأطفال سيموتون لأسباب يمكن الوقاية منها

فتيات نازحات في مخيم المزرق في اليمن يتقاسمن وجبة بسيطة من الطعام مكونة من الخبز والحبوب الذي صنعته أمهاتهن (15 تشرين أول/أكتوبر 2019)
WFP/Abeer Etefa
فتيات نازحات في مخيم المزرق في اليمن يتقاسمن وجبة بسيطة من الطعام مكونة من الخبز والحبوب الذي صنعته أمهاتهن (15 تشرين أول/أكتوبر 2019)

وبحسب التقرير، يمكن أن يصاب 30.000 طفل إضافي بسوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد الحياة على مدى الأشهر الستة القادمة، ويمكن أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية تحت سن الخامسة إلى ما مجموعه 2.4 مليون طفل - ما يقرب من نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة في البلد ما يشكل زيادة بنحو 20 في المائة.

إذا لم نحصل على تمويل عاجل، فسيتم دفع الأطفال إلى شفا المجاعة وسيهلك كثيرون منهم--سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن

كما يمكن أن يموت 6،600 طفل إضافي دون سن الخامسة لأسباب يمكن الوقاية منها بحلول نهاية العام - بزيادة قدرها 28 في المائة.

"لا يمكننا أن نغالي في حجم هذه الحالة الطارئة لأن الأطفال يكافحون، في ظل ما هو بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، من أجل البقاء على قيد الحياة فيما يثبت مرض كوفيد-19 أقدامه،" كما قالت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن.

وأكدت نيانتي أنه "إذا لم نحصل على تمويل عاجل، فسيتم دفع الأطفال إلى شفا المجاعة وسيهلك كثيرون منهم. وسيرسل المجتمع الدولي رسالة مفادها بأن حياة الأطفال في دولة دمرها الصراع والمرض والانهيار الاقتصادي، لا تهم بكل بساطة".

النظام الصحي اليمني يقترب من الانهيار

يوضح التقرير أن النظام الصحي يترنح ويقترب من الانهيار. فبعد سنوات من الصراع، نصف المرافق الصحية فقط تعمل، في ظل نقص كبير في الأدوية والمعدات والموظفين. كما أن قلة الحصول على المياه والصرف الصحي تؤجج انتشار كوفيد-19. إذ لا يحصل حوالي 9.58 مليون طفل على ما يكفي من المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية.

 وثقت الأمم المتحدة تجنيد 3،467 طفلا، بعضهم لا يتجاوز عمره عشر سنوات، واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية--اليونيسف

وأشار تقرير اليونيسف إلى أن 7.8 مليون طفل محرومون من متابعة تعليمهم، بسبب تدابير الإغلاق. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تعريض الأطفال لخطر عمالة الأطفال والتجنيد في الجماعات المسلحة وزواج الأطفال، بشكل أكبر. وقد وثقت الأمم المتحدة تجنيد 3،467 طفلا، بعضهم لا يتجاوز عمره عشر سنوات، واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية.

تداعيات عدم توفير التمويل

Tweet URL

ويحذر التقرير من أنه ما لم يتم استلام 54.5 مليون دولار أمريكي لتوفير الخدمات الصحية والتغذية بنهاية آب/أغسطس، سيواجه 23500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد خطر الموت بشكل متزايد.

كما لن يتلقى ما يصل إلى مليون طفل مكملات المغذيات الدقيقة الحيوية وفيتامين أ، وستفقد 500،000 أم حامل ومرضع دعم التغذية الأساسي بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تغذية الرضع وصغار الأطفال، ومكملات حمض الفوليك والحديد.

ولن يتم تحصين خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة ضد الأمراض القاتلة؛ كما سيفقد 19 مليون شخص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك مليون أم حامل ومرضعة وأطفالهن.

ما هي قيمة الأموال المطلوبة؟

في المجمل، تناشد اليونيسف 461 مليون دولار أمريكي لاستجابتها الإنسانية في اليمن، مع 53 مليون دولار إضافية لاستجابة كوفيد-19. حتى الآن، تم تمويل نداء كوفيد-19 بنسبة 10 في المائة فقط، بينما تم تمويل النداء الإنساني بنسبة 39 في المائة فقط.

حتى يتحقق السلام والاستقرار في اليمن، يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح وحماية الطفولة-- سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن

قالت نيانتي: "تعمل اليونيسف على مدار الساعة في المواقف الصعبة للغاية لتقديم المساعدة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها، ولكن لدينا فقط جزء صغير من التمويل المطلوب للقيام بذلك".

وأضافت ممثلة اليونيسف أن الأطفال في اليمن بحاجة إلى سلام واستقرار دائمين في بلادهم. "حتى يتحقق ذلك، يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح وحماية الطفولة".

هذا وتعمل اليونيسف مع منظمة الصحة العالمية والسلطات في جميع أنحاء اليمن لتوفير المساعدة المنقذة للحياة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها.