منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تتخذ إجراءات متعددة حتى الآن للتصدي لكوفيد-19 وتضع خارطة طريق لتجاوز الأزمة

متطوعون شباب مع الأمم المتحدة في زامبيا يقدون المعلومات بشأن فيروس كورونا كجزء من إذكاء التوعية المجتمعية.
UNDP Zambia
متطوعون شباب مع الأمم المتحدة في زامبيا يقدون المعلومات بشأن فيروس كورونا كجزء من إذكاء التوعية المجتمعية.

الأمم المتحدة تتخذ إجراءات متعددة حتى الآن للتصدي لكوفيد-19 وتضع خارطة طريق لتجاوز الأزمة

شؤون الأمم المتحدة

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين يوم الخميس، إنه وسط الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، حشدت الأمم المتحدة جهودها لإنقاذ الأرواح والسيطرة على انتقال الفيروس وتخفيف التداعيات الاقتصادية.

وتحدث الأمين العام خلال الإطلاق الافتراضي لتقريره حول استجابة المنظمة لجائحة كوفيد-19، وقال إن التقرير لا يجدد الإجراءات المتخذة منذ الإعلان عن الجائحة فحسب، بل إنه يقدم أيضا خارطة طريق لإعادة البناء بشكل أفضل من خلال المزيد من التضامن والوحدة العالميين.

وأضاف قائلا: "لقد كشفت الجائحة أوجه عدم مساواة خطيرة ومنهجية. وبيّنت الهشاشة في العالم بشكل عام، ليس فقط في مواجهة حالة طوارئ صحية أخرى ولكن أيضا في مواجهة أزمة المناخ، والفوضى في الفضاء الإلكتروني، ومخاطر الانتشار النووي مرة أخرى".

القتال على عدّة جبهات

ويكشف التقرير كيف تخوض الأمم المتحدة المعركة ضد كوفيد-19 على عدّة جبهات، وتمحورت الاستجابة حول ثلاث ركائز: صحة الإنسان، التعافي، ومعالجة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وجوانب حقوق الإنسان فيما يتعلق بالجائحة.

وأفاد السيّد غوتيريش بأن الأمم المتحدة شحنت أكثر من 250 مليون قطعة من معدّات الحماية الشخصية الموجهة للعاملين الصحيين في أكثر من 130 بلدا.

Tweet URL

ووضعت المنظمة سلسلة الإمداد التابعة لها في خدمة الدول الأعضاء، وأنشأت مراكز جوية عالمية قامت بتسليم نحو 70 ألف متر مكعب من السلع الطبية في الأسابيع الستة الماضية وحدها.

كما تدعم البحوث في تطوير "لقاح للناس" يكون بأسعار معقولة ويمكن الوصول إليه، وأطلقت حملة Verified للتصدي للمعلومات الكاذبة ومعالجة "آفة المعلومات المضللة" فيما يتعلق بكـوفيد-19.

وقال الأمين العام: "لقد حظيَت مناشدتي من أجل وقف لإطلاق النار على الصعيد العالمي بتأييد ما يقرب من 180 بلدا، وأكثر من 20 جماعة مسلحة، فضلا عن الزعماء الدينيين والملايين من أفراد المجتمع المدني، ولهذا فإن الصعوبة تتمثل في تنفيذها".

"إن المبعوثين الخاصّين وأنا نعمل معا من أجل التوصل إلى وقف فعّال لإطلاق النار، والقيام بكل ما أمكن للتغلب على الصراعات المتوارثة طويلة الأمد وانعدام الثقة العميق مع الأطراف والمفسدين الذين لديهم منفعة في التعطيل".

لا عودة للوراء

ويصدر التقرير عشية الذكرى الخامسة والسبعين لتبني ميثاق الأمم المتحدة، الوثيقة التأسيسية للمنظمة.

ليس بإمكاننا العودة إلى ما كان عليه الأمر سابقا، وببساطة إعادة خلق الأنظمة التي فاقمت الأزمة -- الأمين العام

ويأتي إحياء الذكرى هذا العام في وقت "الاضطرابات والمخاطر العالية الهائلة" كما أشار السيّد غوتيريش، ومع بلوغ عدد الحالات المصابة بمرض كوفيد-19 نحو عشرة ملايين شخص حول العالم، واضطرابات المناخ، والاحتجاجات على الظلم العنصري وتزايد عدم المساواة.

وبالنظر إلى ما بعد الجائحة، أكد الأمين العام على التزام الأمم المتحدة القوي بقيادة جهود التجديد، وقال: "ليس بإمكاننا العودة إلى ما كان عليه الأمر سابقا، وببساطة إعادة خلق الأنظمة التي فاقمت الأزمة"، مشددا على أهمية إعادة البناء بشكل أفضل من خلال تعزيز مجتمعات واقتصادات أكثر استدامة وشمولية، والمساواة بين الجنسين.

من الصعب وجود تغيير هادف لآليات الحوكمة العالمية من دون مشاركة نشطة من قبل القوى العالمية -- الأمين العام

ودعا الأمين العام إلى تعددية أطراف فعّالة وشاملة، وحثّ البلدان على إعادة تصوّر الطرق التي تتعاون بها، والاستفادة من "المساهمات التي لا غنى عنها" للمجتمع المدني والأعمال التجارية والشباب وغيرهم.

وأضاف يقول: "ليست المشكلة في أن تعددية الأطراف لا تصل إلى مستوى التحديات التي يواجهها العالم. المشكلة هي أن تعددية الأطراف اليوم تفتقر إلى الحجم والطموح وهي غير فعّالة، وفاقدة الشهية، وهذا هو لسان حال الصعوبات التي يواجهها مجلس الأمن مؤخرا"، مشيرا إلى الفشل في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الحاسمة بين الأعضاء الدائمين الخمسة.

العلاقات لم تكن أبدا أكثر "اختلالا"

وتابع الأمين العام يقول "إن من الصعب وجود تغيير هادف لآليات الحوكمة العالمية من دون مشاركة نشطة من قبل القوى العالمية، واسمحوا لي أن أقول بصراحة، إن علاقاتها اليوم لم تكن أكثر اختلالا من ذي قبل".

وأكد على الحاجة "إلى إعطاء تعددية الأطراف القدرات اللازمة لمواجهة تحدياتنا، ليس فقط لتلبية الاحتياجات العاجلة، ولكن لتمكين الأجيال المقبلة من تلبية احتياجاتها أيضا".