منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الفاو: للغابات دور حاسم في تعزيز عملية التلقيح في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي

إحدى الغابات في ولاية نيويورك تشهد هدوءا بعد هطول الأمطار الغزيرة.
UN Photo/Mark Garten
إحدى الغابات في ولاية نيويورك تشهد هدوءا بعد هطول الأمطار الغزيرة.

منظمة الفاو: للغابات دور حاسم في تعزيز عملية التلقيح في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي

التنمية الاقتصادية

وجد تقرير جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن الغابات والأشجار مهمة في تعزيز التلقيح عن طريق النحل والفراشات والحشرات والحيوانات الأخرى كالخفافيش. ودعا التقرير إلى وقف تدهور مواطن تلك الحشرات لحماية التنوع البيولوجي.

وتُعدّ الغابات موطنا للنحل البري والخفافيش والفراشات والملقحات الأخرى، وتتسم بأهمية كبرى في حماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي وإنتاج المحاصيل، وهي بالتالي هامة للأمن الغذائي، بحسب تينا فاهانين، رئيسة شعبة السياسات والموارد الحرجية في الفاو، والتي أضافت تقول: "من المحتمل أن يؤثر انخفاض عدد الملقحات على تجدد الغابات عن طريق الحد من التنوع الجيني لأشجار الغابات وقدرتها على الصمود والتكيف".

ويهدف التقرير المشترك الذي أعدته الفاو والمنظمة الدولية للتنوع البيولوجي إلى زيادة الوعي بالدور الحاسم للملقحات وفوائد الملقحات التي تعتمد على الغابات، وهو موجّه بالأساس لمديري الغابات ومخططي المناظر الطبيعية وصنّاع القرار المعنيين باستخدام الأراضي.

وحذر التقرير من التغيّرات التي تحدث في استخدام الأراضي وممارسات إدارة الأراضي تفكيك موائل الملقحات والتسبب بتدهورها، ووجد أن الملقحات البرية تزود نباتات المحاصيل بخدمات التلقيح الهامة التي لا يمكن استبدالها بالنحل الذي تتم تربيته على يد البشر.

الغابات ليست فقط موطنا للحيوانات والحشرات

يشير تقرير الفاو إلى أن ما يقدر بنحو 88% من النباتات الزهرية البرية في العالم قامت بتلقيحها الحيوانات، وأن أكثر من 70% من المحاصيل الغذائية العالمية تستفيد من تلقيح الحيوانات.

Tweet URL

وعندما تُنقل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر عن طريق النحل والحشرات الأخرى، فإنها لا تسهل فقط إنتاج الفاكهة والمكسرات والبذور، ولكنها تؤدي أيضاً إلى تنوع أكبر وجودة أفضل، وتسهم بالتالي في التغذية والأمن الغذائي.

وتعتمد العديد من الملقحات بشكل كبير على الغابات في إقامة أعشاشها وفي الحصول على الغذاء. وأوضح التقرير أن إزالة الغابات أو تجزئة المساحات الطبيعية جنباً إلى جنب مع تغير المناخ  قد أثرا على دور تلك الملقحات وكان له تأثيرات متتالية على استدامة النظم الإيكولوجية والأمن الغذائي وسبل العيش.

من جانبه، قال داميان برتراند، مسؤول الغابات في الفاو وأحد معدّي التقرير، إن إدارة الغابات وتخطيط المناظر الطبيعية لعبت دوراً حاسماً في ضمان استمرارية الملقحات.

وأضاف يقول: "من المرجح أن تعود عملية القطع الانتقائي للأشجار وتخفيف كثافتها وحرقها بطريقة منظمة، والتي تتم بطريقة تزيد من تباين مجتمعات الأشجار، بالفائدة على الملقحات والتنوع البيولوجي للغابات،" مشيرا إلى ضرورة ضمان استمرار توافر الملقحات وتعزيز قدرة الغابات والزراعة على الصمود ورفع إنتاجيتها.

دور إدارة الغابات في استدامة الملقحات

رغم أن التحضر يتسبب في انخفاض أعداد الملقحات، إلا أن هناك تنوعاً كبيراً في الملقحات في الموائل الحضرية أيضا، وأحياناً أكبر من غيره في أماكن أخرى. وبحسب تقرير الفاو يمكن أن تلعب إدارة الغابات الحضرية دوراً مهماً في استدامة مجتمعات الملقحات في البيئات شبه الحضرية، وذلك بالتآزر مع الفوائد الأخرى للغابات الحضرية.

يعتمد ملايين الناس حول العالم على الغابات في تحقيق الأمن الغذائي وكمصدر للرزق.
يعتمد ملايين الناس حول العالم على الغابات في تحقيق الأمن الغذائي وكمصدر للرزق. 

 

يذكر أن تقرير الفاو شمل أكثر من 35 دراسة حالة بما في ذلك دراسة كشفت عن وجود علاقة إيجابية قوية بين تنوع النحل والغابات من جانب وقطاع البن من جانب آخر في البرازيل، فيما أظهرت دارسة أخرى في كوستاريكا أن بعض أنواع النحل توجد فقط في الموائل الحرجية.

وقال التقرير إن تباين الموائل وترابطها أمران حيويان لتعزيز تنوع الملقحات ووفرتها، ودعا إلى بذل المزيد من الجهود للاعتماد على المعارف الأصلية والمحلية، وإشراك الأوصياء على الأراضي وأصحاب المصلحة في إدارة صديقة للملقحات.

وتم إصدار التقرير في الوقت الذي تستعد فيه الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لقيادة عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي بشكل مشترك بدءاً من عام 2021، وفي الوقت الذي تدرس فيه الدول وضع إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.