منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تعلن 9 من سبتمبر يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات

أطفال صغار يسيرون في تعز المتضررة بسبب الصراع في اليمن وقد حصلوا على حقائب مدرسية جديدة في كانون الثاني-يناير 2020
© UNICEF
أطفال صغار يسيرون في تعز المتضررة بسبب الصراع في اليمن وقد حصلوا على حقائب مدرسية جديدة في كانون الثاني-يناير 2020

الجمعية العامة تعلن 9 من سبتمبر يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات

الثقافة والتعليم

أعلنت الجمعية العامة يوم التاسع من أيلول/سبتمبر يوما دوليا لحماية التعليم من الهجمات معتمدة قرارا يؤكد حق التعليم للجميع وأهمية ضمان بيئات تعلم آمنة ومواتية في حالات الطوارئ الإنسانية.

والقرار الذي تقدمت بمشروعه دولة قطر اعتمد برعاية مشتركة من 62 دولة أخرى. وأقرت الجمعية العامة نص القرار (الوثيقة A / 74 / L.66) بتوافق الآراء المتبع بحسب "إجراء الصمت" الذي بدأت الهيئة الأممية العمل به نتيجة القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

وقد أدانت الجمعية العامة بشدة جميع الهجمات ضد المدارس واستخدام المدارس للأغراض العسكرية في انتهاك للقانون الدولي.

يجب أن نوفّر لأطفالنا بيئة آمنة وخالية من المخاطر كي يكتسبوا المعارف والمهارات التي يحتاجونها في المستقبل--أنطونيو غوتيريش

وفي هذا السياق قال رئيس الجمعية تيجاني محمد باندي: "بالنسبة للأطفال المحاصرين في الصراع، يوفر التعليم الاستقرار والأمل لمستقبل أفضل"، مضيفا أن كل عام من التعليم يحصل عليه الأطفال، يقلل من خطر مشاركتهم في الصراع بنسبة 20 في المائة. ودعا إلى بذل جهود مشتركة - خاصة في الكفاح ضد كوفيد-19- لضمان وصول الأطفال على قدم المساواة إلى التعليم الجيد، محذرا من أن "الفشل في القيام بذلك، سيكون بمثابة خذلان جيل".

وقد رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالقرار الجديد قائلا "يعدّ الأطفال والشباب في مناطق النزاع، في غمرة المعركة التي يخوضها العالم لاحتواء جائحة كوفيد-19، من الفئات الأكثر عرضة للخطر جرّاء الآثار الوخيمة المترتبة على هذه الجائحة". ودعا الأمين العام إلى توفير بيئة آمنة وخالية من المخاطر لأطفالنا كي يكتسبوا المعارف والمهارات التي يحتاجونها في المستقبل.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن خالص تقديره للدور الذي اضطلعت به الشيخة موزا بنت ناصر في استهلال هذه المبادرة**.

أضرار لحقت بمدرسة ابتدائية في إدلب شمال غرب سوريا في شباط-فبراير 2020
© UNICEF/Ali Haj Suleiman
أضرار لحقت بمدرسة ابتدائية في إدلب شمال غرب سوريا في شباط-فبراير 2020

دور اليونسكو واليونيسف

ودعت الجمعية الدول الأعضاء والأمم المتحدة والقطاع الخاص والمجتمع المدني إلى الاحتفال باليوم الدولي بطريقة مناسبة. كما دعت كلا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لتكونا بمثابة ميسرتين للاحتفال كل عام.

لا بدّ من الحفاظ على المدارس آمنةً وبمنأى عن النزاعات والعنف--أودري أزولاي

وشددت الجمعية على أنه ينبغي تغطية تكلفة جميع الأنشطة الناشئة عن تنفيذ القرار من التبرعات.

وفي بيان صادر عن اليونسكو، رحبت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، بقرار الجمعية العامة قائلة: "لا بدّ من الحفاظ على المدارس آمنةً وبمنأى عن النزاعات والعنف. ومع تفاقم الهجمات المتربّصة بالتعليم على شتّى المستويات خلال أوقات النزاع المسلح، يعدّ إعلان الأمم المتحدة لليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات خطوة استشرافيّة غاية في الأهميّة."

الهجمات التي تنتهك حرمة المدارس ما هي إلّا انتهاك صارخ للإنسانية ومبادئها الأساسية--هنرييتا فور

من جانبها قالت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لليونيسف: "إن الهجمات التي تنتهك حرمة المدارس ما هي إلّا انتهاك صارخ للإنسانية ومبادئها الأساسية. يجب ألا نسمح لهذه الهجمات العبثيّة بتدمير آمال جيل كامل من الأطفال أو وأدِ أحلامه".

وشكرت كل من أودري أزولاي وهنرييتا فور، عبر بيان اليونسكو، الشيخة موزا بنت ناصر كونها صاحبة المبادرة في اعتماد هذا اليوم، وسائر الدول الأعضاء على دعمها لهذا القرار الذي يأتي في الوقت المناسب في غمرة تفشي جائحة كوفيد-19 التي أبرزت قيمة المدارس بوصفها بيئة آمنة تكفل حماية المتعلّمين والحفاظ على رفاهيتهم.

وبحسب ما جاء في بيان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، فإن منظمتي اليونسكو واليونيسف ستتوليان "تهيئة الاحتفال السنوي بهذا اليوم الدولي بالتعاون الوثيق مع الشركاء داخل وخارج منظومة الأمم المتحدة". تجدر الإشارة إلى أن موظفي الوكالات الأممية يعملون على الخطوط الأمامية في البلدان المتضررة من النزاعات،  ويقدمون المساعدة للدول الأعضاء منذ فترة طويلة في مجال "تعزيز قدرتها على توفير فرص التعليم الجيد للجميع في أوقات الأزمات".

أهمية هذا اليوم الدولي

يتذكر أوليكسي (من أوكرانيا) تاريخ قصف مدرسته لأول مرة، لأن التاريخ يصادف عيد ميلاد والده ...
© UNICEF/UN0312573/Filippov
يتذكر أوليكسي (من أوكرانيا) تاريخ قصف مدرسته لأول مرة، لأن التاريخ يصادف عيد ميلاد والده ...

ويسلط هذا اليوم الدولي الضوء على المحنة التي يمر بها أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين سن 3 و18 عاماً في 35 دولة من الدول المتضررة بالأزمة، وكذلك على حاجتهم الماسة للدعم في مجال التعليم.

ويُعد هذا اليوم الدولي منبراً لمعالجة المخاوف إزاء الآثار المترتّبة على استمرار العنف الممارس ضد هؤلاء الأطفال وقدرتهم على الوصول إلى التعليم، وهي أمور تتطلب اهتماماً خاصاً يتجاوز احتياجات المتعلمين الذين أغلقت منشآتهم التعليميّة إغلاقاً مؤقتاً بسبب جائحة كوفيد-19.

 أحكام القرار

ويؤكد قرار الجمعية العامة أن الحكومات تتحمل المسؤولية الأساسية لتوفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لكل المتعلمين وعلى جميع المستويات، وخاصة الذين يمرّون بظروف حرجة.

ويشدد كذلك على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد وزيادة التمويل المخصّص لتعزيز بيئة مدرسية آمنة ومحصّنة في حالات الطوارئ الإنسانية، وذلك من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والطواقم التربويّة من الهجمات، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاع المسلح.

**تجدر الإشارة إلى أنّ الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، والمناصرة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والمبعوثة الخاصة لليونسكو للتعليم الأساسي والتعليم العالي، هي صاحبة المبادرة في إعلان اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، إذ كانت قد تقدّمت بطلبها هذا إبّان أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى في العام 2019، وتصدرت بلادها الجهود المبذولة في سياق هذه المبادرة.