من سوريا إلى بوركينا فاسو، يعمل برنامج الأغذية العالمي على توفير الطعام المنقذ للحياة لأشد الفئات ضعفا
المساعدات الإنسانية
في ظل تدابير احتواء كوفيد-19 التي تحد من حركة الأشخاص، لجأ برنامج الأغذية العالمي إلى تدابير جديدة لضمان حصول الأشخاص على مستحقاتهم على نحو مأمون قدر الإمكان.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي أغذية منقذة للحياة لـ 4.5 مليون شخص كل شهر. ويعمل الآن على زيادة دورات التوزيع وساعات العمل خلال اليوم، وإنشاء محطات لغسل اليدين، ودعم الأشخاص لممارسة التباعد الجسدي في نقاط التوزيع واستخدام الرسائل القصيرة لإبلاغ العائلات بالوقت المناسب الذي يمكنها فيه استلام المساعدة لتجنب الازدحام.
وبالشراكة مع اليونيسف، يقوم البرنامج بتوزيع الصابون ومنشورات حول النظافة. كما يعمل البرنامج عن كثب مع الشركاء لإدخال برنامج توزيع متنقل، حيث يتم وضع الطعام في أقرب نقطة ممكنة من منازل العائلات.
فاطمة تبلغ من العمر ثماني سنوات وفي الصف الأول للعام الدراسي 2019/2020 في حلب، سوريا. مثل جميع الطلاب السوريين، لم تعد تذهب إلى المدرسة بسبب انتشار الفيروس التاجي. هي ليست سعيدة بتغيبها عن المدرسة ولكنها سعيدة لأنها يمكن أن تساعد والدتها في تلقي مساعدات الإغاثة.
أربعة ملايين ونصف مليون شخص يستفيدون من الأغذية المنقدة للحياة المقدمة من برنامج الأغذية العالمي
وتقول فاطمة:
"اغسل يديك جيدا بالماء والصابون. وعندما تعطس أو تسعل، يمكنك استخدام ذراعك لتغطية فمك وأنفك. من ثم اغسل يديك فورا بالماء والصابون".
جائحة الجوع
إن جائحة الجوع الصامت على وشك اجتياح العالم، وتنثر بذور المجاعة في أعقابها. يُظهر تحليل برنامج الأغذية العالمي أنه يمكن دفع ما يقرب من ربع مليار شخص إلى الجوع الشديد في عام 2020 بسبب تداعيات كوفيد-19.
وتهدد الأزمة الصحية بأن تصبح كارثة إنسانية عالمية. وكان 135 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد في عام 2019. وقد يتم دفع 130 مليون شخص آخرين نحو براثن الجوع الشديد إذا استمر الوضع في التدهور، ليصل المجموع إلى 265 مليون في عام 2020.
وثوقل مارغو فاندرفيلدين مديرة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي:
"تتطلب مثل هذه الحالة الطارئة غير المسبوقة استجابة عالمية. ويقود برنامج الأغذية العالمي هذه الاستجابة العالمية. يعكف البرنامج على تخزين الغذاء المنقذ للحياة مسبقا وتوفيره لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه. لكن البرنامج ينقل جوا أيضا الإمدادات الطبية وعمال الإغاثة من المجتمع الإنساني والصحي بأكمله. ولكن من الواضح أننا بحاجة إلى أموال للقيام بذلك".
جفاف وتشريد وكوفيد-19
في بوركينا فاسو، أدت الهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة من غير الدول والجفاف إلى تشريد أكثر من 830 ألف شخص في عام واحد. في 9 آذار/مارس، سجلت بوركينا فاسو أول حالتين من كوفيد-19، وهو رقم زاد بسرعة وتجاوز ال 300 بعد أقل من 30 يوما. إنها واحدة من أسوأ البلدان المتضررة في كل أفريقيا.
وصول شحنة إلى بوركينا فاسو وعلى متنها ما يقرب من 16 طنًا متريًا من الاحتياجات الطبية ومعدات الحماية الشخصية كالأقنعة والقفازات نيابة عن اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر. قدم هذه الشحنة مركز الاستجابة الإنسانية العالمي الذي أنشأه برنامج الأغذية العالمي.
ويوفر برنامج الأغذية العالمي المعلومات الصحية ويوزع الطعام والنقود على أكثر من 530.000 شخص كما يضع عددا من تدابير الوقاية من كوفيد-19 بما في ذلك التباعد الجسدي والتعقيم واستخدام معدات الحماية الشخصية.
في وقت سابق من هذا الشهر، وصلت رحلة شحن من مركز الاستجابة الإنسانية العالمي الذي تم إنشاؤه حديثا في لييج ببلجيكا إلى بوركينا فاسو وعلى متنها ما يقرب من 16 طنا متريا من المواد الطبية ومعدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة والقفازات نيابة عن اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
تعطل شبكات الأمان الحيوية
وقد فرّ سوادوغو سلام، 39 سنة، من منزله في أربينبدا في بوركينا فاسو عندما هاجمت الجماعات المسلحة وقتلت العديد من القرويين. سافر سيرا على الأقدام مسافة 160 كيلومترا إلى كايا تاركا وراءه كل شيء. وانضمت عائلته إليه فيما بعد حاملة معها بعض ممتلكاتها، لكن أطفاله لم يذهبوا إلى المدرسة منذ فرارهم.
يهدد كوفيد-19 بتوجيه ضربة قاتلة للمجتمعات التي أصبحت بالفعل على حافة البقاء على قيد الحياة، مما يعطل شبكات الأمان الحيوية ويجهد جهود الإغاثة الإنسانية.
Arabic: سوادوغو سلام، فر من منزله في اربيندا في بوركينا فاسو عندما هاجمت الجماعات المسلحة وقتلت العديد من القرويين.
وقال سوادوغو سلام: "فررنا إلى هنا هربا من القتل. تمكنت النساء من القدوم بعربات. تركنا كل ممتلكاتنا هناك، حتى أدوات الطعام والمطبخ".
وبفضل الإجراءات الوقائية التي وضعها برنامج الأغذية العالمي لاحتواء كوفيد-19، يتلقى سلام مساعدات نقدية وغذائية، مما سمح له بإطعام عائلته.
يقوم برنامج الأغذية العالمي بتأسيس العمود الفقري اللوجستي لجهود كـوفيد-19 العالمية، ويطلق نظاما عالميا للروابط الجوية لإرسال شحنات طبية وإنسانية حيوية ونقل العاملين الصحيين إلى الخطوط الأمامية للجائحة. تقع مراكز الاستجابة الإنسانية العالمية بالقرب من مكان تصنيع الإمدادات الطبية في لييج ودبي، وستربط الصين بالمحاور الإقليمية في إثيوبيا وغانا وماليزيا وبنما ودبي وجنوب أفريقيا، حيث سيكون أسطول من الطائرات الصغيرة في وضع الاستعداد لنقل البضائع والأفراد إلى البلدان ذات الأولوية. وتستند الشبكة إلى مستودعات الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الموجودة مسبقا - بما في ذلك برينديزي في إيطاليا.