منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى "التضامن والوحدة والأمل" في مكافحة جائحة كوفيد-19

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتحدث في مؤتمر صحفي إفتراضي من مقر الأمم المتحدة في نيويورك بشأن جائحة كوفيد-19.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتحدث في مؤتمر صحفي إفتراضي من مقر الأمم المتحدة في نيويورك بشأن جائحة كوفيد-19.

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى "التضامن والوحدة والأمل" في مكافحة جائحة كوفيد-19

الصحة

ثلاثة أبعاد ناقشها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال المؤتمر الصحفي، الذي قدّمه من مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الخميس، أعاد فيها التشديد على ضرورة وقف إطلاق نار عالمي، وتقديم التمويل لمساعدة الضعفاء والتعافي بصورة أفضل.

وأعرب الأمين العام في بداية المؤتمر، الذي عُقد عبر تقنية الفيديو، عن حزنه إزاء فقدان الأرواح بسبب استمرار جائحة كـوفيد-19 مسارها "المدمر،" حيث حصدت حتى الآن أرواح 200 ألف شخص، محذرا من إصابة الكثيرين، خاصة في المناطق الأقل قدرة على التعامل مع المرض. وأضاف الأمين العام يقول:

"إنني قلق بشكل خاص من عدم وجود تضامن كاف مع الدول النامية، سواء في إعدادها للاستجابة لجائحة كوفيد-19، وهو ما يهدد بالانتشار مثل حرائق الغابات، ومعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة".

ومنذ ظهور الفيروس، حشدت الأمم المتحدة الهمم بالكامل لإنقاذ الأرواح ودرء المجاعات وتخفيف الألم والتخطيط للتعافي من المرض، في الوقت الذي واصلت فيه الدعوة إلى التضامن والوحدة والأمل.

وقف إطلاق نار عالمي

Tweet URL

وتطرق السيّد غوتيريش إلى دعوته التي أطلقها في 23 آذار/مارس، وناشد من خلالها العالم وقف إطلاق النار ومواجهة العدو المشترك، وهو كوفيد-19.

وقد لقي نداء وقف إطلاق النار صدى واسع النطاق، بعد أن أيّدته 114 دولة ومنظمة إقليمية، وقادة دينيّون وأكثر من 200 مجموعة من منظمات المجتمع المدني في جميع المناطق. ومن بين المؤيدين 16 جماعة مسلحة.

وأضاف الأمين العام أن انعدام الثقة لا يزال مرتفعا وأنه من الصعب الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، إلا أن الممثلين والمبعوثين يعملون بلا كلل لتحويل النوايا المعلنة إلى وقف فعّال لإطلاق النار، بمشاركة مباشرة من الأمين العام عند الضرورة.

 

 

 

 

سوريا وليبيا واليمن

وتطرق الأمين العام إلى سوريا واليمن وليبيا حيث قال:

"في سوريا، لا يزال وقف إطلاق النار في إدلب صامدا، لكننا لا نزال نأمل في إنهاء الأعمال العدائية في عموم البلاد. وفي ليبيا، للأسف شهدنا تصعيدا على الرغم من جميع جهودنا وجهود العديد من الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي. لكن تصريحات الأمس تمنحنا بصيص أمل بأن وقف الأعمال العدائية لا يزال ممكنا".

في سوريا، لا يزال وقف إطلاق النار في إدلب صامدا، لكننا لا نزال نأمل في إنهاء الأعمال العدائية في عموم البلاد -- الأمين العام

أما فيما يتعلق باليمن، فأكد السيّد غوتيريش أنه لا يزال يعتقد بأن هناك فرصة للسلام. وقال:

"لقد أعربت جميع الأطراف عن دعمها لندائي. وأعلنت المملكة العربية السعودية وقفا مؤقتا لإطلاق النار أحادي الجانب، ونشارك بنشاط مع جميع الأطراف والجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية الرئيسية بهدف وقف دائم لإطلاق النار، وطائفة من التدابير التي تعيد بناء الثقة وإمكانية بدء عملية سياسية".

وأشار الأمين العام إلى أنه مع تسجيل أول حالتي وفاة بكوفيد-19 في البلاد يوم أمس، حان الوقت للإقرار بأن الشعب اليمني عانى الكثير.

وفي أفغانستان، أفاد الأمين العام بالضغط بقوة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني بين الحكومة وحركة طالبان.

وأعرب الأمين العام عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن من توحيد جهوده واتخاذ قرارات يمكن أن تساعد في جعل وقف إطلاق النار هادفا وحقيقيا.

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن دور المجتمع الدولي المهم في محاربة الجائحة، قال الأمين العام إن المهم أن تجتمع الدول معا وتتغلب القوى الكبرى على المصاعب ليتسنى لمجلس الأمن أن يكون فاعلا أكثر فيما يتعلق بجوانب السلام والأمن المرتبطين بكوفيد-19 والمساعدة في الضغط باتجاه وقف إطلاق النار في العديد من الحالات التي تعاني من انعدام الثقة. وشدد على الحاجة إلى الوحدة والقوة من المجتمع الدولي.

التمويل

يتلقى العاملون الصحيون في مستودع في جاكرتا معدات طبية من اليونيسف لدعم السلطات الصحية الإندونيسية في الاستجابة ل COVID-19.
©UNICEF/Arimacs Wilander
يتلقى العاملون الصحيون في مستودع في جاكرتا معدات طبية من اليونيسف لدعم السلطات الصحية الإندونيسية في الاستجابة ل COVID-19.

 

وتطرق الأمين العام في كلمته للاحتياجات الفورية للأشخاص الذين يواجهون محنة اقتصادية أكثر شدة، في وقت أفادت فيه منظمة العمل الدولية هذا الأسبوع بأن القوى العاملة في العالم ستعاني بما يعادل خسارة أكثر من 300 وظيفة.

كما شهدت التحويلات انخفاضا حادّا، وكذلك الأمر بالنسبة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.

ويواجه ملايين الأطفال خطر فقدان اللقاحات المنقذة للحياة، وتشير التقارير إلى إمكانية أن يضاف 500 مليون شخص إلى براثن الفقر، وهي أول زيادة منذ ثلاثة عقود. وقال:

"لا أزال أدافع عن حزمة إغاثة عالمية على الأقل 10% من حجم الاقتصاد العالمي. ويمكن لمعظم البلدان المتقدمة القيام بذلك باستخدام مواردها الخاصة. ولكن الدول النامية تحتاج إلى دعم هائل وعاجل".

تحتاج الدول النامية إلى دعم هائل وعاجل -- الأمين العام

وقد صادق صندوق النقد الدولي حتى الآن على 12.3 مليار دولار لتمويل الطوارئ يقدمها لمجموعة أولى تتكون من 36 دولة نامية من أكثر من 100 دولة طلبت ذلك.

وأشار البنك الدولي إلى أنه بموارد جديدة وراهنة، يمكن تقديم 160 مليار دولار من التمويل على مدى الأشهر 15 المقبلة.

وأقرّت مجموعة العشرين (G20) تعليق مدفوعات خدمة الديون لأشد البلدان فقرا، وهي خطوة أشاد بها الأمين العام بحذر:

"أنا أقدّر هذه الخطوات تماما، والتي من شأنها حماية الناس والوظائف ومكاسب التنمية، ولكنها غير كافية. لقد كنت أحثّ باستمرار على إصدار حقوق سحب خاصة جديدة لزيادة القوة المالية للصندوق".

ودعا الأمين العام إلى تمديد تأجيل دفع الديون المستحقة لجميع الدول النامية غير القادرة على سداد الديون، بما فيها الكثير من الدول ذات الدخل المتوسط، واتباع نهج شامل إزاء القضايا الهيكلية في بنيان الدين الدولي، لمنع التخلّف عن السداد والذي يؤدي إلى أزمات مالية واقتصادية طويلة الأمد.

أحد طواقم اليونيسف يشرف على خيمة فيها معدات قريبة من مستشفى في نيامي في النيجر، خلال جائحة كوفيد-19.
© UNICEF/Juan Haro
أحد طواقم اليونيسف يشرف على خيمة فيها معدات قريبة من مستشفى في نيامي في النيجر، خلال جائحة كوفيد-19.

جهود التعافي

وقال الأمين العام: "يمكن أن يساعد التعافي من كوفيد-19 في توجيه العالم إلى مسار أكثر أمانا وصحة وأكثر استدامة وشمولا".

لكنه أشار إلى أهمية معالجة نقاط الضعف والتفاوت والثغرات في الحماية الاجتماعية التي كُشف النقاب عنها "بشكل مؤلم"، ووضع النساء والمساواة بين الجنسين في المقدمة وفي المركز إذا رغب العالم ببناء القدرة على الصمود أمام الصدمات المستقبلية.

أدعو الحكومات للتأكد من أن الإنفاق من أجل إنعاش الاقتصادات ينبغي معالجته بإزالة الكربون من جميع جوانب اقتصادنا وإنشاء وظائف خضراء -- الأمين العام

وقال مشددا على وجوب أن يسير التعافي جنبا إلى جنبا مع العمل المناخي: "أدعو الحكومات للتأكد من أن الإنفاق من أجل إنعاش الاقتصادات ينبغي معالجته بإزالة الكربون من جميع جوانب اقتصادنا وإنشاء وظائف خضراء".

مؤكدا أنه لا يجوز استخدام أموال دافعي الضرائب لدعم الوقود الأحفوري أو إنقاذ الصناعات الملوثة كثيفة الكربون. وقال:

"حان الوقت لوضع سعر للكربون، ودفع ثمن التلويث. يجب أن تستثمر الأموال العامة في المستقبل، لا في الماضي. ويجب على المؤسسات المالية والمستثمرين مراعاة المخاطر المناخية بالكامل".

وطالب الأمين العام جميع الدول، وخاصة تلك المتسببة بأكثر الانبعاثات، تقديم مساهمات واستراتيجيات محددة وطنيا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وأضاف: "الآن هو وقت عقد العزم لهزيمة كوفيد-19، والخروج من هذه الأزمة من خلال بناء عالم أفضل للجميع".

مساعدة أكثر الفئات ضعفا

أطفال يلبسون أقنعة الوجه في روضة أطفال في جوهانسبيرج.
© UNICEF/Shiraaz Mohamed
أطفال يلبسون أقنعة الوجه في روضة أطفال في جوهانسبيرج.

 

وفي كلمته، دعا الأمين العام إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية العالمية بقيمة 2 مليار دولار بالكامل لمساعدة أكثر المجتمعات ضعفا، من بينهم اللاجئون والنازحون داخليا، وتعهد المانحين بتقديم مليار دولار.

وأضاف: "يجب أن يكون اللقاح والعلاج متاحا للجميع في كل مكان، بوصفه منفعة عامة عالمية جوهرية. وأنا أدعو المانحين إلى المساعدة في بدء هذا الجهد بمساهمات سخية في قمة إعلان التبرعات التي ستُعقد يوم الاثنين في بروكسل".

تتأكد وكالاتنا الإنسانية، على الرغم من تحديات الوصول، من أن المساعدة الإنسانية لا تتوقف. وتصل الوكالات إلى أكثر من 110 مليون شخص في 57 دولة -- الأمين العام

وأوضح السيّد غوتيريش أنه تم وضع منظومة شبكات الأمم المتحدة لسلاسل التوريد تحت تصرّف البلدان النامية، ووصلت ملايين حزمات الاختبار وأجهزة التنفس والأقنعة الجراحية إلى أكثر من 100 دولة. وسلمت الرحلات التضامنية نحو 1،200 طن متري من حزمات الاختبار وغيرها من الإمدادات الطبية الأساسية إلى 52 دولة في أفريقيا.

وكانت وكالات الأمم المتحدة قد دقّت جرس الإنذار بشأن خطر ارتفاع انعدام الأمن الغذائي، وتحدثت التقارير عن إمكانية أن يعاني 130 مليون شخص إضافي من الجوع الحادّ بحلول نهاية العام.

وبهذا الشأن، قال الأمين العام: "قدّمنا إرشادات حول كيفية معالجة أبعاد حقوق الإنسان الملحة المتزايدة لكوفيد-19، وكيفية مكافحة انتشار الأكاذيب والمعلومات الخاطئة".

وتواصل فرق الأمم المتحدة القطرية بالتنسيق مع الحكومات حشد التمويل، ومساعدة وزارات الصحة على الاستعداد والاستجابة للبقاء في الطليعة، ودعم التدابير الاجتماعية والاقتصادية، من الأمن الغذائي والتعليم المنزلي إلى التحويلات النقدية وغيرها الكثير.

وقال الأمين العام: "تتأكد وكالاتنا الإنسانية، على الرغم من تحديات الوصول، من أن المساعدة الإنسانية لا تتوقف. وتصل الوكالات إلى أكثر من 110 مليون شخص في 57 دولة".

ورحب الأمين العام بالقرارين اللذين اعتمدتهما الجمعية العامة، ويعكسان تصميم الدول الأعضاء على التعاون لمعالجة الجائحة وتعزيز الحصول على الأدوية واللقاحات.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يسجل رسالة فيديو حول جائحة كوفيد-19.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يسجل رسالة فيديو حول جائحة كوفيد-19.