منظور عالمي قصص إنسانية

تأثير كورونا: اليونيسف تحذر من مخاطر ازدياد تعرّض الأطفال للاستغلال الجنسي والتنمر عبر الإنترنت

صبي يبلغ من العمر أربعة عشر عاما يتابع دروسه عبر الإنترنت من المنزل بينما يعمل والديه عن بعد أثناء تفشي فيروس كورونا في نيويورك.
© UNICEF/Lisa Adelson
صبي يبلغ من العمر أربعة عشر عاما يتابع دروسه عبر الإنترنت من المنزل بينما يعمل والديه عن بعد أثناء تفشي فيروس كورونا في نيويورك.

تأثير كورونا: اليونيسف تحذر من مخاطر ازدياد تعرّض الأطفال للاستغلال الجنسي والتنمر عبر الإنترنت

الثقافة والتعليم

1.5 مليار طفل وصغير في العالم تضرروا بسبب إغلاق المدارس، الكثيرون منهم يقضيون يومهم على الإنترنت. وفي ظل إجراءات احتواء فيروس كورونا، ثمّة من يتربص بالأطفال ويلحق الأذى بهم على المنصات الافتراضية، بحسب اليونيسف.

ودقّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركاؤها ناقوس الخطر إذ إن ملايين الأطفال بحسب المنظمات الدولية والحقوقية معرّضون بشكل متزايد للأذى الآن أكثر من أي وقت سابق حيث تنصبّ حياتهم على الإنترنت خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19.

المدير التنفيذي للشراكة العالمية لإنهاء العنف ضد الأطفال، هوارد تايلور، يرى أن جائحة كورونا أدّت إلى ارتفاع غير مسبوق في الوقت الذي يقضيه الأشخاص أمام الشاشة. وقال "إن إغلاق المدارس وتدابير الاحتواء الشديدة تعني أن المزيد من الأسر تعتمد على التكنولوجيا والحلول الرقمية لتعليم أبنائها وترفيههم والتواصل مع العالم الخارجي. ولكن لا يتمتع كل الأطفال بالدراية والمهارة والموارد الضرورية للحفاظ على سلامتهم على شبكة الإنترنت."

فضاء الإنترنت يجعل من الأطفال ضحية

ويقضي الكثير من الطلاب الوقت أمام الشاشة لمواصلة التعليم عن بعد أو للتواصل الاجتماعي. لكن بحسب المنظمات الدولية، فإن قضاء وقت أطول على المنصات الافتراضية يمكن أن يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي والاستمالة عبر الإنترنت حيث يتطلع المفترسون لانتهاز فرص كوفيد-19.

في ظل كوفيد-19، فإن حياة ملايين الأطفال اقتصرت على المنزل والشاشة. علينا أن نساعدهم على التعامل مع هذا الواقع الجديد -- المديرة التنفيذية لليونيسف

وتحذر المنظمات من أن غياب اللقاء الشخصي بين الأصدقاء والشركاء قد يؤدي إلى خوض مغامرة خطيرة مثل إرسال صور جنسية، كما قد يؤدي قضاء الوقت الزائد عن حدّه وغير المنظم عبر الإنترنت إلى تعريض الأطفال لمحتوى ضار وعنيف، بالإضافة إلى زيادة خطر التنمّر عبر الإنترنت.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، إنه "في ظل كوفيد-19، فإن حياة ملايين الأطفال اقتصرت على المنزل والشاشة. علينا أن نساعدهم على التعامل مع هذا الواقع الجديد."

ودعت فور الحكومات وصناعات التكنولوجيا إلى تضافر الجهود للحفاظ على سلامة الأطفال والصغار عبر الإنترنت من خلال ميزات الأمان المحسنة والأدوات الجديدة لمساعدة الآباء والمعلمين على تعليم أطفالهم كيفية استخدام الإنترنت بأمان."

ماذا يمكن للحكومة والمدرسة والبيت فعله؟

أطفال المدارس في أوكرانيا يتابعون دروسهم الآن عن بعد
UN Ukraine/Olga Aliyeva
أطفال المدارس في أوكرانيا يتابعون دروسهم الآن عن بعد

وأصدرت اليونيسف، وشركاؤها، مذكرة فنية جديدة تهدف إلى حث الحكومات وصناعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعلمين وأولياء الأمور على توخي الحذر واتخاذ تدابير للتخفيف من المخاطر المحتملة وضمان أن تكون تجارب الأطفال على الإنترنت آمنة وإيجابية خلال الجائحة. وتشمل بعض التوصيات:

  • حثّ الحكومة على دعم خدمات حماية الطفل للتأكد من أنها متاحة ونشطة خلال الجائحة. وتدريب الطواقم الطبية والتعليمية والاجتماعية بشأن تداعيات الجائحة وتأثيرها على الأطفال ومن بينها مخاطر الإنترنت. والتأكد من معرفة الأطفال والآباء وموظفي الخدمات الاجتماعية والمدارس آليات إعداد التقارير المحلية وأن تتوفر لدهم أرقام خطوط المساعدة المحلية والخطوط الساخنة.
  • دور صناعة تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي يتركز في التأكد من تعزيز إجراءات السلامة على الإنترنت وخاصة في مجال التعلم عن بعد وإتاحتها للمعلمين والآباء والأطفال.
  • دور المدرسة يتمثل في تحديث سياسات الحماية الحالية لتعكس الحقائق الجديدة للأطفال الذين يتعلمون من المنزل وتعزيز ومراقبة السلوكيات الجيدة عبر الإنترنت.
  • أما دور البيت فمهم في التأكد من أن أجهزة الأطفال مزودة بآخر تحديثات البرامج لمكافحة الفيروسات، وإجراء حوار مفتوح مع الأطفال حول كيفية التواصل عبر الإنترنت ومع من، وأين ومتى يمكن استخدام الشبكة. إضافة إلى التنبه لأي إشارات تشي بحالة من الكرب لدى الأطفال قد تظهر عند نشاطهم على الإنترنت.