منظور عالمي قصص إنسانية

فيروس كورونا: خبير أممي يقول إن على إسرائيل "واجب قانوني" لضمان حصول الفلسطينيين في الأراضي المحتلة على الخدمات الصحية الأساسية

المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك
UN Photo/Kim Haughton
المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك

فيروس كورونا: خبير أممي يقول إن على إسرائيل "واجب قانوني" لضمان حصول الفلسطينيين في الأراضي المحتلة على الخدمات الصحية الأساسية

الصحة

حثّ المقرر الخاص* المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، مايكل لينك، إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس على تحمّل مسؤولياتها القانونية الدولية عبر ضمان توفير الحق في الحصول على الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، خلال الأوقات العصيبة التي يمر بها العالم في التعامل مع جائحة فيروس كورونا.

وقال لينك في بيان صدر الخميس: "إنه بحسب المادة 56 من اتفاقية جنيف، يجب على إسرائيل، القوة المحتلة، ضمان اتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية المتاحة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة."

وأشار المقرر الخاص إلى أنه ينظر بعين القلق إلى نشرات التوعية بشأن كوفيد-19 التي أصدرتها وزارة الصحة الإسرائيلية باللغة العبرية دون أية معلومات باللغة العربية. وأضاف أنه وبرغم أن هذا الاختلال الخطير قد تمت معالجته بعد احتجاجات، ولكنّ ذلك يسلط الضوء على أهمية ضمان المساواة في الحصول على العلاج بحسب السيّد لينك.

دعوة لتجنب التمييز

وأضاف بيان المقرر الخاص أن جميع السلطات المسؤولة وهي إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس، تتحمّل واجب توفير الخدمات الصحية الأساسية واتخاذ الإجراءات الصحية العامة خلال هذه الجائحة دون تمييز بحق أي شخص. أضاف يقول:

"إن أية قيود تُفرض على حقوق الإنسان، مثل الحق في الحصول على الخدمات الصحية أو حرية الحركة، يجب أن يكون لها مبرر ويجب أن تكون متناسبة وألا تطول مدتها أكثر من اللازم وبدون أي تمييز بأي شكل من الأشكال."

"أية قيود تُفرض على حقوق الإنسان، مثل الحق في الحصول على الخدمات الصحية أو حرية الحركة، يجب أن يكون لها مبرر -- مايكل لينك"

وقد أكد السيّد لينك في السابق أن إسرائيل "تقوم بانتهاك صارخ" لالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحق الحصول على الرعاية الصحية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، إذ إن تقييد حرية الحركة للمرضى والعاملين الصحيين تقوّض أصلا حق الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية، وفي سياق انتشار فيروس كورونا فإن أوضاع المرضى في تدهور متسارع إذ أصبحت الأعراض أكثر شدة، قائلا "إن أي تأخير في وصول المرضى للمستشفيات قد يكون مميتا."

الإجراءات في غزة وانتشار فيروس كورونا

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أعرب لينك عن قلقه البالغ بشأن التأثير المحتمل لكوفيد-19 على أهالي القطاع. وأضاف أن نظام الرعاية الصحية في غزة يتهاوى حتى قبل تفشي الجائحة كما أن مخزونها من الأدوية الأساسية فقير جدا، ومصادرها الطبيعية للمياه الصالحة للشرب ملوثة إلى حد كبير. وأضاف:

"إن سكان غزة هم أيضا أكثر ضعفا بدنيا، وذلك نظرا لارتفاع نسبة سوء التغذية، والأمراض غير المعدية المسيطر عليها بشكل سيئ، وظروف المعيشة والكثافة السكانية، وكبار السن الذين لا يحصلون على رعاية التمريض المناسبة وارتفاع عدد المدخنين."

"التفشي المحتمل على نطاق واسع في غزة سيفاقم الضغوطات على العاملين في المجال الصحي المحاصرين في غزة -- مايكل لينك"

وحذر لينك من أنّ التفشي المحتمل على نطاق واسع في غزة سيفاقم الضغوطات على العاملين في المجال الصحي المحاصرين في غزة الذين أجبروا على الاستجابة، بموارد غير كافية، خلال ثلاث هجمات عسكرية واسعة النطاق لأكثر من عقد وأجبروا على علاج الآلاف من ضحايا احتجاجات مسيرة العودة الكبرى.

انقر على صفحتنا الإلكترونية الخاصة للحصول على معلومات ونصائح بخصوص فيروس كورونا المستجد

وذكر المقرر الخاص، أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس قد اتخذوا جميعا تدابير وقائية واسعة النطاق لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وقد شمل ذلك قيودا كبيرة على الحركة والسفر وإلغاء التجمعات العامة وإنشاء مناطق الحجر الصحي وإغلاق المؤسسات التعليمية والدينية.

واختتم خبير الأمم المتحدة بقوله: "إن هذه الخطوات يمكن دعمها إذا كان تأثيرها على حقوق الإنسان بأقل قدر ممكن خلال هذه الحالة الطارئة."

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.