منظور عالمي قصص إنسانية

"متى ستتوقف الحرب؟" - أطفال غزة يناشدون العالم وقف معاناتهم

تستمر العائلات الفلسطينية في غزة في النزوح مع استمرار التصعيد وإصدار أوامر إخلاء جديدة من قبل السلطات الإسرائيلية.
UNRWA
تستمر العائلات الفلسطينية في غزة في النزوح مع استمرار التصعيد وإصدار أوامر إخلاء جديدة من قبل السلطات الإسرائيلية.

"متى ستتوقف الحرب؟" - أطفال غزة يناشدون العالم وقف معاناتهم

أجرى الحوار: عبد المنعم مكي
الصحة

قال سليم عويس، مسؤول الإعلام في المكتب الإقليمي لليونيسف إن حجم الدمار والمعاناة والنزوح في غزة يفوق التصور، مشيرا إلى أن الأطفال في غزة تأثروا، بشدة، من جراء الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الصحية، وهم يعانون من إصابات الحرب والأمراض المختلفة.

يزور عويس قطاع غزة حيث أمضى أكثر من أسبوع هناك. وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، عبر تطبيق زووم، من دير البلح، تطرق عويس إلى خطر تفشي شلل الأطفال في غزة، مشيرا إلى أن اليونيسيف وشركاءها يستعدون لإطلاق حملة خلال هذا الشهر بهدف تطعيم آلاف الأطفال في غزة.

وقال عويس إنه زار العديد من المستشفيات في غزة والتقى بأطفال وعائلاتهم الذين يعانون من إصابات الحرب والأمراض المختلفة. كما زار عددا من المخيمات، قائلا إن الصبية والفتيات كانوا يسألونه باستمرار عن موعد انتهاء الحرب كي يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

في بداية الحوار طلبنا من سليم عويس أن يرسم لنا صورة عن الوضع في غزة وما رآه خلال وجوده في القطاع فقال:

المشهد العام في غزة مروع حقا، ويبدو سرياليا كما لو أنه من عالم آخر. يتجاوز حجم الدمار والمعاناة والنزوح ما يمكنكم تخيله عندما تنظرون إلى شاشات التلفزيون أو تقرأون أي منصة رقمية. زرت عدة مستشفيات، منها مستشفى الأقصى، ومجمع ناصر، وبعض النقاط الطبية حول المخيمات. المستشفيات مزدحمة للغاية بالمرضى. 

الأطفال المصابون بجروح الحرب في كل مكان، فضلا عن الأطفال الذين يعانون من الأمراض المختلفة - بما فيها الأمراض المزمنة مثل السرطان، وغيرها من الحالات المعقدة، والتي تحتاج إلى رعاية متخصصة غير متوفرة في مستشفيات القطاع. يتلقى الأطفال وأسرهم العلاج في الممرات. الصراخ والألم حاضران بقوة هناك، مع قلة في الأطباء الذين يقدمون الرعاية الصحية للأطفال. على سبيل المثال، في مستشفى الأقصى، كان هناك أكثر من 150 طفلا في وردية واحدة وكان لديهم ستة أطباء فقط يقدمون الرعاية لهم، وهو ما لا يكفي على الإطلاق، خاصة مع نقص الأدوية والمعدات والإمدادات. لذا، فإن الصورة قاتمة للغاية بشكل عام في غزة، ولكن بطريقة مختلفة في المستشفيات.

 

فتاة مصابة بجروح خطيرة تم إجلاؤها من غزة إلى الإمارات بدعم من منظمة الصحة العالمية.
WHO

 

أخبار الأمم المتحدة: تم اكتشاف شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي في غزة. هل يمكنك أن تزودنا بمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر وجهود التحصين الجارية؟

سليم عويس: هذا صحيح. تم العثور على نوع من فيروس شلل الأطفال في ست عينات من أصل سبع تم جمعها من المناطق الوسطى والجنوبية. وهذا يشكل خطرا وتهديدا كبيرا للغاية بالنسبة للأطفال في جميع أنحاء غزة إذا وصل إلى الأطفال. لحسن الحظ، حتى الآن، لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بالمرض. أهم شيء يمكننا القيام به هو الحصول على اللقاحات وإعادة تحصين جميع الأطفال المعرضين للخطر. وهذا أمر تحاول اليونيسف القيام به مع شركائها في منظمة الصحة العالمية والأونروا وشركاء آخرين على الأرض. قامت اليونيسف بشراء شحنة من لقاحات شلل الأطفال الروتينية وتم جلبها بالفعل إلى غزة.

ولكننا نعمل أيضا مع منظمة الصحة العالمية لتوفير أكثر من مليون لقاح لشلل الأطفال لمواجهة هذا النوع المحدد الذي تم العثور عليه. ولكن كل هذا الجهد يعتمد في واقع الأمر على إمكانية الحصول على اللقاحات والقدرة على توزيعها وإعطائها للأطفال أينما كانوا في أنحاء قطاع غزة.

أسرة فلسطينية تجتمع حول وعاء واحد من البقوليات في خيمتهم في رفح، جنوب قطاع غزة.
UNICEF/Abed Zagout

 

أخبار الأمم المتحدة: متى ستبدأ حملة التطعيم ضد الشلل؟

سليم عويس: نأمل أن تبدأ الحملة في غضون الأيام العشرة المقبلة. ولكن مرة أخرى، كل هذا يعتمد على الوضع والتسهيلات التي نحصل عليها وإمكانية التحرك به على الأرض.

أخبار الأمم المتحدة: شلل الأطفال ليس المرض الوحيد الذي يهدد الأطفال في غزة. هناك أمراض أخرى مثل أمراض الجلد. كيف تتعامل اليونيسف مع هذه الاحتياجات المتنافسة في خضم هذه الظروف الصعبة؟

سليم عويس: من الصعب تحديد الأولويات، لكننا نعلم أن العديد من هذه الأمراض تأتي من نقص المياه النظيفة وممارسات النظافة، ونقص إمدادات النظافة. وهذا ما تركز عليه اليونيسف، وهو توفير المياه النظيفة للشرب، ولكن أيضا المساعدة فيما يتعلق بممارسات النظافة السليمة. كما نحاول أيضا إدخال إمدادات النظافة إلى الأسر في غزة. بعض الأسر تضطر إلى استخدام مياه البحر للنظافة، بينما تضطر أسر أخرى إلى استخدام الرمال لتنظيف الأواني والأطباق بسبب نقص المياه وإمدادات النظافة.

ولكن مرة أخرى، كل الدعم الذي نقدمه ليس كافيا. إنه مجرد قطرة في محيط الاحتياجات. الإمدادات التي تصل إلى غزة محدودة للغاية، وهي تقل مع مرور الوقت بدلا من أن تزيد مع تزايد الاحتياجات. لذا فإن الوضع يشكل تحديا حقيقيا من حيث الاستجابة، ولكنه بالطبع يشكل تحديا أكبر بالنسبة للأشخاص الذين يعيشونه يوما بعد يوم.

طفلة تنتظر دورها لتعبئة المياه في غزة.
© UNRWA

 

أخبار الأمم المتحدة: ماذا أخبرك الأطفال الذين تحدثت إليهم؟ هل لديك أي قصة محددة ترغب في مشاركتها معنا؟

سليم عويس: أولا، عندما دخلت المخيم، وبمجرد قولي مرحبا، بدأ العديد من الأطفال، في مراحل عمرية مختلفة يسألونني: متى ستتوقف الحرب؟ وقد حدث ذلك في عدة مناسبات لعدة أيام.

أعتقد أن هذا يعطيك إحساسا بما يبحث عنه الأطفال، إنهم يتوقون إلى وقف هذه الحرب. ثم الجملة التالية التي يقولونها هي: نحن منهكون ومتعبون. وبالنسبة لطفل يبلغ من العمر سبع أو ثماني سنوات أو حتى 12 عاما، أن يقول إنه متعب أو منهك، فلا ينبغي أن يكون الأمر كذلك. لا ينبغي للأطفال أن يفهموا معنى الإرهاق العاطفي. ومن المؤسف أن هذا هو الحال هنا في غزة. هذا هو وضع الأطفال. 

للأسف، ليس لدي إجابة عن سؤالهم. ينبغي أن يوجه هذا السؤال إلى العالم وزعماء الدول في جميع أنحاء العالم كي يتحدوا من أجل وضع حد لمعاناة الأطفال في قطاع غزة. هذا أمر ضروري للغاية ومطلوب بشدة.