منظور عالمي قصص إنسانية

الشابة الإماراتية حليمة النقبي تحصد جائزة أممية عن بحثها في تعزيز نظام زرع الأعضاء الحالي ليشمل المجموعات العرقية العربية

حليمة النقبي، إحدى الفائزات في  جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.

يجب أن يكون حبنا للتحدي هو دافعنا لعدم التوقف أبدا ويجب أن تكون لدينا مرونة في التعامل مع العوائق.

حليمة النقبي , باحثة في مجال العلوم

UNESCO/BERNARD KHALIL
حليمة النقبي، إحدى الفائزات في جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.

الشابة الإماراتية حليمة النقبي تحصد جائزة أممية عن بحثها في تعزيز نظام زرع الأعضاء الحالي ليشمل المجموعات العرقية العربية

المرأة

تم اختيار العالمة الإماراتية الشابة حليمة النقبي مؤخرا لتكون من بين الفائزات بجائزة فخرية في حفل توزيع جوائز المواهب الشابة الأول من نوعه للمرأة في مجال العلوم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهو حدث ينظمه برنامج لوريال-اليونسكو حيث كرم هذا العام أعمال 14 عالمة عربية.

"أنه لشرف كبير أن يتم الاعتراف بي من قبل برنامج لوريال - اليونسكو للمرأة في مجال العلوم. فهذا البرنامج عبارة عن منصة لتمكين العالمات ودعمهن، ويشرفني أن أكون جزءا منه"، قالت الباحثة الإماراتية المتخصّصة في مجال الهندسة الطبيّة الحيويّة، حليمة النقبي، في حوار مع أخبار الامم المتحدة، عبر منصة زوم.

ويهدف مشروع حليمة البحثي إلى "حل التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا الحالية لمطابقة الأنسجة بين المتبرعين ومرضى الزرع من أجل تقليل الآثار الجانبية لزرع الأعضاء، وتحسين الجودة من خلال دراسة الجينات التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي في سكان دولة الإمارات العربية المتحدة".

حليمة النقبي، إحدى الفائزات في جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021،في المختبر.
UNESCO/FONOON AUH
حليمة النقبي، إحدى الفائزات في جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021،في المختبر.

"لطالما كنت شغوفة في العلوم الطبية الحيوية منذ الصغر"، أوضحت لنا حليمة مشيرة إلى أن "المرأة تحتل مكانة قوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعومة بجهود الحكومة لتمكيننا من تحقيق إمكاناتنا الكاملة"، لافتة الانتباه إلى أنها تتلمذت على يد امرأة إماراتية لامعة في مجال العلوم، وهي الدكتورة حبيبة الصفار، مديرة مركز جامعة خليفة للتقنية الحيوية، التي كان لها الأثر الإيجابي الأكبر على حياتها المهنية. 

المزيد عن حليمة وبحثها العلمي الفائز في هذا الحوار الذي أجري عبر تقنية الفيديو:

أخبار الأمم المتحدة: الباحثة حليمة النقبي أهلا بك، ومبروك الجائزة الفخرية التي استملتها مؤخرا في حفل توزيع جوائز المواهب الشابة الأول من نوعه للمرأة في مجال العلوم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. -أولا ماذا تعني لك هذه الجائزة التي تأتي من برنامج لوريال واليونسكو للنساء في مجال العلوم؟ وكيف ستغني مسيرتك المهنية؟

حليمة النقبي: أنه لشرف كبير أن يتم الاعتراف بي من قبل برنامج لوريال - اليونسكو للمرأة في مجال العلوم. فهذا البرنامج عبارة عن منصة لتمكين العالمات ودعمهن، ويشرفني أن أكون جزءا منه.

حليمة النقبي، إحدى الفائزات ف ي  جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.
UNESCO/BERNARD KHALIL
حليمة النقبي، إحدى الفائزات ف ي جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.

ستسلط جائزة لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم الضوء عليّ وعلى مشروعي البحثي، مما سيمكنني من تعزيز رؤيتي المستقبلية في مجال الأبحاث الطبية بالإضافة أنها ستتيح لي الفرصة لمشاركة قصتي وطموحي بهدف إلهام الفتيات والباحثات الشابات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتواصل مع مجتمع عالمي من المبتكرات اللواتي يشاركنني الشغف نفسه نحو استخدام العلوم والتكنلوجيا لإحداث تغيير إيجابي في العالم.

أخبار الأمم المتحدة: لا بد لنا أن نسألك عن موضوع البحث الذي نلت عنه هذه الجائزة المميزة. إذا أردنا أن نفسره ونبسطه للمستمعين والمشاهدين الذين يتابعوننا، فكيف تشرحينه لهم؟

حليمة النقبي: يهدف مشروعي البحثي إلى حل التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا الحالية لمطابقة الأنسجة بين المتبرعين ومرضى الزرع من أجل تقليل الآثار الجانبية لزرع الأعضاء، وتحسين الجودة من خلال دراسة الجينات التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي في سكان دولة الإمارات العربية المتحدة. سيؤدي فهمنا للجينوم العربي بشكل أفضل إلى مطابقة أدق للمرضى العرب الذين يحتاجون إلى عملية زرع أعضاء، وخاصة مرضى سرطان الدم. علاوة على ذلك، سيوفر هذا المشروع مرجعا من شأنه تسهيل البحث عن قابلية الإصابة بمرض مناعي للمساعدة في التشخيص المبكر والوقاية المستقبلية للأمراض والعلاج الشخصي.

أخبار الأمم المتحدة: حليمة ما الذي دفعك إلى اختيار هذا الموضوع بالذات لدراسته والتعمق فيه؟ هل كانت هناك حادثة طبية معينة وراء هذا الشغف لتسهيل اختيار المتبرعين بالأعضاء؟  

حليمة النقبي: لطالما كنت شابة فضوليه ومهتمة بالطب البشري، فقد لاحظت كيف عانى الأفراد في بلدتي ومجتمعي من أمراض نادرة سببها وراثي في الغالب. تعلمت لاحقا أن المزيد من الأمراض النادرة تظهر في المجتمعات التي لديها ممارسات عادات ثقافية معينة مثل زواج الأقارب، مما يزيد من انتشار الأفراد المصابين بأمراض وراثية.

بعد تخصصي بمجال الهندسة الطبية، قررت توجيه أبحاثي لحل التحديات التي أثرت على مجتمعي. وكرست معرفتي ومهاراتي بشكل خاص لدراسة الجينات التي تحكم جهاز المناعة (الوراثة المناعية) في السكان العرب، والتي تلعب دورا مهما في تطور أمراض المناعة الذاتية.

أخبار الأمم المتحدة: أريد أن أنتقل للحديث عنك وعن نشأتك. أين نشأت وهل كان محيطك العائلي مشجعا لدخولك في مجال العلوم؟

حليمة النقبي: لطالما كنت شغوفة في العلوم الطبية الحيوية منذ الصغر. أنا من مدينة خورفكان وهي مدينة ساحلية تابعة لإمارة الشارقة. ورغم أني نشأت في مدينة صغيرة إلا إني كنت محاطة ببيئة لعبت دوراً كبيراً في تحقيق طموحاتي وحصولي على جائزة لوريال-يونيسكو.

تحتل المرأة بلا شك مكانة قوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعومة بجهود الحكومة لتمكيننا من تحقيق إمكاناتنا الكاملة. فلقد كنت محاطة بنظام بيئي داعم في جامعة خليفة للعلوم والتكنلوجيا، حيث أتيحت لي الفرصة لتلقي الدعم المادي والمنح الدراسية التي مكنتني من متابعة أهدافي وعززت تطلعاتي للمستقبل.

الشابة الإماراتية حليمة النقبي تحصد جائزة أممية عن بحثها في تعزيز نظام زرع الأعضاء

بالإضافة إلى ذلك، كان لي شرف التعلم على يد امرأة إماراتية لامعة في مجال العلوم، وهي الدكتورة حبيبة الصفار، مديرة مركز جامعة خليفة للتقنية الحيوية، التي كان لها الأثر الإيجابي الأكبر على حياتي المهنية. 

 

أخبار الأمم المتحدة: نلاحظ بشكل عام أن تمثيل النساء في مجال المهن القائمة على العلم ما زال ناقصا. لماذا برأيك؟ وما العمل لزيادة تمثيل النساء في هذا المجال؟

حليمة النقبي: من الجدير بالذكر أن 50٪ من الخريجين في كليات العلوم والهندسة هم من النساء، وهو رقم أعلى بكثر من الدول الأخرى، مما يثبت حب المرأة العربية للعلوم. وبالرغم من دعم التي توجهه الحكومات لدعم المرأة وتمكينها في شتى المجالات، لا زلنا نرى نقصاً في عدد الخريجات اللواتي يلتحقن بسوق العمل. قد يكون في عدم وجود الإرشاد الكافي بعد التخرج وندرة تسليط الضوء على نماذج من العالمات الملهمات. 

على سبيل المثال تبرز الجوائز المخصصة للنساء في علوم مثل لوريال-يونيسكو للمرأة في العلوم جهود العالمات في مجالات البحث العلمي وتحتفل بإنجازاتهن. وهذا بلا شك سوف ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع، حيث يشجع المزيد من الطالبات والعالمات في بداية مشوارهن العلمي على المضي قدماً في هذا المجال عندما يتطلعن إلى نماذج رائدة من العالمات اللاتي يمثلن مصادر رائعة للدعم والإلهام.

أخبار الأمم المتحدة: حليمة هل من نصيحة تقدمينها إلى الشابات المهتمات في خوض مجال العلوم؟

حليمة النقبي، إحدى الفائزات في  جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.
UNESCO/BERNARD KHALIL
حليمة النقبي، إحدى الفائزات في جائزة لوريال-اليونسكو للمرأة في العلوم 2021، خلال حفل التكريم.

حليمة النقبي: الطريق لأي أمر عظيم يحتاج منك المثابرة. فرحلة العلم ليست سباقاً، بل هي ماراثون. لذلك، يجب أن تكوني دائما على اطلاع دائم بالتطورات الجديدة من خلال القراءة وحضور المؤتمرات العلمية أو الانضمام إلى مجتمعات علمي في مجال تخصصك. قد تشعرين بالإرهاق من الساعات الطويلة في المختبر والنقد المباشر من الآخرين فيما يتعلق بفرضيتك أو منهاجك العلمي أو منشوراتك.

ومع ذلك، يجب أن يكون حبنا للتحدي هو دافعنا لعدم التوقف أبدا ويجب أن تكون لدينا مرونة في التعامل مع العوائق. 

أخبار الأمم المتحدة: شكرا وألف مبروك مرة أخرى!