منى عطايا، رائدة أعمال تساعد نساء الشرق الأوسط على دخول الاقتصاد الرقمي

السيدة منى عطايا هي رائدة أعمال فلسطينية-لبنانية مقيمة في الإمارات العربية المتحدة، تدير أكبر سوق على الإنترنت يؤمن أبرز احتياحات الأمهات في منطقة الشرق الأوسط.
تقديراً لإنجازاتها، تم اختيارها كواحدة من ست مناصرات يعملن في مجال التجارة الإلكترونية عبر العالم للفترة 2021-2022، من قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
السيدة عطايا هي الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "مَمزورلد"، وعضو مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي منذ عام 2011.
وفي حوار مع مي يعقوب من أخبار الأمم المتحدة، تحدثت السيدة منى عن التحديات التي تواجهها سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وعن سبب التزامها بدعمهن:
"لقد عملت في الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى العقدين الماضيين، ورأيت كيف مر ببعض التغييرات الثورية. تعد رقمنة الاقتصاد العالمي جوهر الطريقة التي يتحرك بها العالم. لكن النساء ما زلن محرومات (من هذه الخدمات)، ونحن بحاجة إلى إشراك المزيد منهن."
ويقود الأونكتاد مبادرة التجارة الإلكترونية للنساء للنهوض بتمكين المرأة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الهدف 5 ب من أهداف التنمية المستدامة). يهدف هذا المسعى الجديد الذي تم الاضطلاع به بدعم من هولندا وبالتعاون مع التجارة الإلكترونية إلى السماح لمزيد من رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الرقمية بإسماع أصواتهن في عمليات صنع القرار السياسي رفيعة المستوى وتمكين الجيل القادم من رائدات الأعمال في تطوير الدول.
تفاصيل الحوار:
منى عطايا: عندما وجدت اسمي في القائمة شعرت بالفرح وبالفخر. ما تفعله التجارة الإلكترونية للمرأة عزيز جدا عليّ. يمثل الاضطراب الرقمي اليوم جوهر الطريقة التي يتحرك بها العالم.
للأسف، لا تزال النساء اليوم محرومات كثيرا من المشاركة في هذا الاضطراب الرقمي. نحن بحاجة إلى إشراك المزيد من النساء. إذ يمثلن جزءا كبيرا من فرص المساهمة. والتجارة الإلكترونية بالنسبة للنساء تقوم بذلك بالتحديد. فهي تساعد النساء على العودة إلى هذا الإطار الرقمي من خلال إنشاء الأدوات والمعلومات والموارد التي تسمح لنا كنساء بإسماع أصواتنا وإبراز مساهماتنا.
منى عطايا: الشيء الذي أنا متحمسة جدا لفعله هو فرص الإرشاد مع نساء أخريات في المنطقة؛ بالإضافة إلى إنشاء أطر عمل وأدوات ومعلومات وموارد للنساء الأخريات ليستفدن منها.
لقد عملت في النظام الرقمي لمدة عقدين من الزمن. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم أر مدى تطوره فحسب، لكنني رأيت التغييرات الثورية على مدى العقدين الماضيين. وأتطلع إلى تقديم ما تعلمته، والمهارات التي تعلمتها والنجاحات التي رأيتها وشعرت بها لنساء أخريات في المنطقة.
منى عطايا: سأقوم بأنشطة في العالم العربي. وهذا هو تركيزي الأساسي. وهذا يشمل الإرشاد والتعليم والأنشطة ومجموعات التعلم والمشاركة المجتمعية.
منى عطايا: بدأت مسيرتي المهنية في بيئة الشركات التقليدية، خارج منطقة الشرق الأوسط. لقد سخرت تلك السنوات في الإطار المؤسسي لبناء المهارات والأدوات والشبكات التي من شأنها أن تسمح لي بالعودة لاحقا إلى المنطقة، التي تعد موطنا لي، والاستفادة مما تعلمته لبناء أعمال في هذا الجزء من العالم وتحقيق قيمة مضافة.
وما دفعني منذ اليوم الأول هو معرفة احتياجات المستهلك المهمة التي لم تتم تلبيتها حتى الآن واحتياجات البيئة المهمة التي يمكنني حلها للاستفادة من مهاراتي وما قمت ببنائه على مر السنين. تم إنشاء "عالم الأم" (مَمزورلد) في عام 2011 لدعم النساء في العالم العربي وتمكينهن من اتخاذ القرارات الأكثر استنارة لأسرهن. كان الوصول إلى المنتجات محدودا. كانت الأسعار مرتفعة للغاية ولم يكن مجتمع الأمهات موجودا. لذلك، شرعنا في حل هذه المشكلة باستخدام عوامل تمكين التجارة الإلكترونية.
لقد قمنا اليوم ببناء شركة تمثل مدخلا لأكثر من 2.5 مليون منزل. لدينا أكبر مجموعة من المنتجات عالية الجودة التي يمكن للأمهات الاستفادة منها. لقد أصبحنا الوجهة المفضلة للعلامات التجارية العالمية التي ترغب في الوصول إلى المستهلكين المهمين في الشرق الأوسط. وقمنا بالشحن إلى أكثر من 20 دولة في العالم العربي. رسخت "عالم الأم" (مَمزورلد) نفسها كشركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية الرأسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تم بناء هذا المشروع على هاجس خلق قيمة مضافة. أردنا تلبية احتياجات المستهلكين المهمة واحتياجات البيئة المهمة. وهذا ما سمح لـ"عالم الأم" (مَمزورلد) بالتوسع بالمعدل الذي هو عليه.
منى عطايا: أطلقنا "عالم الأم" في عام 2011 برؤية لتمكين المرأة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من اتخاذ القرارات الأكثر استنارة لأسرهن. في ذلك الوقت، كانت التجارة الإلكترونية صناعة تبلغ 1.6 تريليون دولار تنمو بمعدل 29٪ CAGR (معدل النمو السنوي المركب). كان هذا هو الاتجاه الأكبر في العقد. لكن لم يتم تلبية احتياجات المستهلك في الشرق الأوسط، المستهلكة الأم. وتحديداً كان الوصول إلى اختيار الجودة من المنتجات محدودا. كانت الأسعار مرتفعة. كان المحتوى العربي والمعلومات غير موجودة. لذلك، انطلقنا مع "عالم الأم" لحل احتياجات المستهلك المهمة التي لم تتم تلبيتها.
في ذلك الوقت، كانت التجارة الإلكترونية لا تزال وليدة جدا. لم يتم تطوير النظام البيئي ولم يتم إنشاء العناصر التمكينية بعد. لذا، كانت التحديات متفشية. وقد شرعنا في إنشاء نظام بيئي يتيح لنا تقديم أعلى جودة للمنتجات بأفضل الأسعار التي يتم تسليمها بسهولة للأمهات في العالم العربي.
منى عطايا: يهيمن الذكور على نظام التجارة الإلكترونية في المنطقة. وهذا عبر كل نقطة اتصال من الميل الأول إلى سلسلة التوريد إلى الميل الأخير، حتى عناصر التمكين الرأسمالية يهيمن عليها الذكور.
كانت هناك تحديات. لكن بصفتك امرأة، تتعلمين استخدام مهاراتك الفريدة وقدراتك الفريدة للمناورة عبر المتاهة وخلق النجاح. والنجاح يولد النجاح. النبأ السار عندما تنجح النساء، يؤسسن أعمالا قابلة للتطوير وقادرة على توليد الشجاعة لدى نساء أخريات أيضا ليشاركن في مشاريع مهمة.
منى عطايا: الرجال في حياتي؛ لدي ثلاثة أبناء في سن المراهقة. كان لزوجي وأولادي الثلاثة المراهقين دور فعال في مسيرتي، في دعمهم وفهمهم وتعاطفهم.
وهم يدركون أن على رائدة الأعمال التنازل والتضحية بالوقت ويجب أن تبذل قدرا هائلا من الجهد من أجل المخاطرة المالية والتسويات المالية من أجل بناء مشاريع ناجحة.
منى عطايا: ما يدفعني كرائدة أعمال هو رؤية واضحة لمهمة "عالم الأم"، وهي تمكين الأمهات في العالم العربي من اتخاذ القرارات الأكثر استنارة لعائلاتهن.
نحن نبني نشاطا تجاريا لا يُحدث فقط تأثيرا إيجابيا مهما على العميل، ولكننا نخلق أيضا تأثيرا على بيئة العمل. اليوم لدينا أكثر من 350 موظفا. قمنا بشحن بضائع لأكثر من 20 دولة. لقد استقطبنا أكثر من 6000 علامة تجارية، وأكثر من 300،000 منتج إلى الموقع. لذا، فقد أنشأنا شركة محلية تعتبر عملاً ناجحا.
وقد أصبحت معيارا أساسيا للتجارة الإلكترونية العمودية. وفي هذا النجاح، هناك زخم لتحقيق نجاحات أخرى، وأن تفعل النساء الأخريات نفس الشيء أيضا من أجل خلق المزيد من الوظائف، وأن نجذب المزيد من خارج المنطقة للنظر في (العمل) بالمنطقة. لذلك، هناك تأثير هائل في النظام البيئي عندما يتم بناء شركة بنجاح وإنشاء معيار ذهبي للتشغيل.
منى عطايا: سأستمر في المشاركة في الأعمال التجارية التي تخلق بيئة عمل إيجابية وقيمة مضافة. هذا ما يدفعني في عملي. هذا ما أحب أن أفعله. أحب الإبداع، وأحب إنشاء أشياء مهمة وذات صلة التي من شأنها تخلق إريا مستداما لما أتطرق إليه.
بالنسبة لي، الصناعات المثيرة جدا هي التجارة الإلكترونية لأنها تؤدي إلى إحداث اضطراب، والرعاية الصحية لأنها تؤدي إلى اضطراب، والتعليم. هذه القطاعات الثلاثة مرتبطة بطريقة أو بأخرى، لكنني سأستمر في فعل ما كنت أفعله طوال العقدين الماضيين. وهذا يساهم في النظام البيئي، الذي يعد موطنا لي.