منظور عالمي قصص إنسانية

حوار خاص: حتى نرى نهاية للجائحة.. اللقاح والتمسك بالإجراءات الاحترازية هما المفتاح

عاملون صحيون يُعدون فحوصات كوفيد-19 في الأرجنتين.

من المتوقع أن تقوم اللقاحات بدورها في تقليل أثر هذا المتحور الجديد حتى إذا لم تمنع الإصابة بنسبة 100 في المائة

PAHO Argentina
عاملون صحيون يُعدون فحوصات كوفيد-19 في الأرجنتين.

حوار خاص: حتى نرى نهاية للجائحة.. اللقاح والتمسك بالإجراءات الاحترازية هما المفتاح

الصحة

أكد استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، د. أمجد الخولي، أن اتباع الإجراءات الاحترازية – خاصة في فترة الأعياد - أمر حاسم في كسر حلقة انتقال فيروس كورونا، الذي تصبح فرص تحوّره عالية كلما زاد انتقاله بين البشر.

ومع طيّ سنة 2021، ترحل جائحة كـوفيد-19 إلى العام المقبل معنا. وفي الأسابيع الأخيرة أبلغت دول أكثر عن اكتشاف حالات إصابة بالمتحور أوميكرون، الذي تشير الدلائل بحسب منظمة الصحة العالمية إلى قدرته على الانتقال بشكل أسرع من دلتا.

أخبار الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار عبر تقنية الفيديو مع د. أمجد الخولي، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، وتحدث عن متغيّر أوميكرون وكيف يمكن الوقاية منه خاصة مع حلول فترة الأعياد واحتفالات العام الجديد.

د. أمجد الخولي: الحقيقة نتمنى أن يكون هذا المتحور (متغير أوميكرون) هو وسيلة لتأكيد الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أعلنت.

لا يوجد أي تغيير في النصائح والإجراءات الاحترازية. الإجراءات الاحترازية كما هي، وهي بشكل أساسي: التباعد البدني، وارتداء الكمامة والبُعد عن الأماكن المغلقة والمزدحمة.

في الاحتفالات القادمة، احتفالات نهاية العام واحتفالات كريسماس وأعياد الميلاد، الحقيقة لا بد من مراعاة هذه الإجراءات الاحترازية، وأن تجري بقدر الإمكان في أماكن مفتوحة والالتزام – بقدر الإمكان - بالتباعد البدني وبارتداء الكمامة.

بالنسبة للدول، دائما ما ننصح خاصة في فترة الأعياد، بتقوية أنظمة الترصد والاكتشاف السريع لأي حالة من حالات كوفيد-19 وخاصة تحوّراتها، وتقوية المختبرات ومشاركة البيانات سواء على المستوى المحلي أو المستوى الدولي لتجنب أي أضرار أخرى.

اتباع الإجراءات الاحترازية خاصة في فترة الأعياد أمر حاسم في كسر حلقة انتقال كورونا

أخبار الأمم المتحدة: ماذا بالنسبة للقاحات؟ هل تستمر الدعوة والحث على الحصول عليها خاصة في هذه الفترة؟

بالتأكيد، اللقاحات لا تزال هي الوسيلة الأكثر فعالية والأكثر مأمونية للقضاء على الجائحة.

وكما ذكرنا، حتى الآن، لا توجد أي بيانات مؤكدة فيما إذا كان المتحور الجديد، أوميكرون، مضادا أو لديه مقاومة للقاحات الصادرة حتى الآن، بل على العكس من ذلك، من المتوقع أن تقوم اللقاحات بدورها في تقليل أثر هذا المتحور الجديد حتى إذا لم تمنع الإصابة بنسبة 100 في المائة، ولا توجد بالطبع لقاحات تمنع الإصابة بنسبة 100 في المائة، ولكن ستقلل بشكل كبير من الأعراض، وستقلل بشكل كبير من الاحتياج لدخول المستشفى والرعاية الفائقة واستخدام أجهزة التنفس الصناعي وبالتأكيد ستحسّن أو ستقلل من معدلات الوفيات. وبالتالي لا نزال ننصح بالطبع باستخدام اللقاحات طبقا لتوافرها وطبقا للأشخاص المستهدفين بها حسب كل دولة.

أخبار الأمم المتحدة: البعض يشكك في نجاعة الجرعة الثالثة. ما هي أهمية الجرعات المعززة؟

حتى الآن، لا ننصح بالجرعة الثالثة لكل الأفراد. ننصح بها فقط للأشخاص الذين لديهم مشاكل في المناعة ومن لم تتكون لديهم أجسام مضادة بسبب أمراض أو أدوية يتناولونها.

من المهم جدا أن نعلم أن سبب عدم نصحنا باستخدام جرعة ثالثة هو أنه أولا لم يُثبت علميا أنه يوجد احتياج حقيقي لجرعة ثالثة لكل الأفراد، والجزء الآخر هو وجود نقص على مستوى العالم في توفر اللقاحات.

بعض الدول تعاني من ندرة اللقاحات وشهدنا أن انتشار الفيروس في دولة ما قد يؤدي إلى ظهور تحورات جديدة، وبالتالي من مصلحة العالم هو توفير اللقاحات.. لتذهب اللقاحات إلى دول لم تبدأ بعد أو لا تزال في بداية مشوار توفير اللقاحات للفئات الأكثر أهمية والأكثر هشاشة.

ينتشر متغير أوميكرون بسرعة في إيطاليا، وقد تم الكشف عن حالات جديدة في شمال وجنوب البلاد.
Unsplash/Gabriella Clare Marino
ينتشر متغير أوميكرون بسرعة في إيطاليا، وقد تم الكشف عن حالات جديدة في شمال وجنوب البلاد.

أخبار الأمم المتحدة: اليوم يظهر أوميكرون، وقبل ذلك دلتا وغيره من المتغيرات. وستكون هناك متحورات مستقبلية كما يشير العلماء. هل من ضوء في نهاية النفق؟

بالتأكيد هناك ضوء. الأمر الذي لا نعلمه حتى الآن هو متى سينتهي النفق، لكن الضوء موجود ونعلم جيدا أن النفق سينتهي كما انتهت أنفاق سابقة.

في الحقيقة، هذه الجائحة ليست الجائحة الأولى التي تمر بها البشرية، بعضها كانت جائحات أقل وطأة كجائحة 2009 وبعضها كانت جائحات أكثر وطأة بكثير مما نحن فيه كجائحة 1918. وبالتالي دائما ما تنجح البشرية في تجاوز هذه الأزمات.

أكثر من سيناريو مُعدّ لنهاية هذه الجائحة، بالطبع.. أمامنا بعض من الوقت حتى تنتهي الجائحة، لكن المفتاح دائما هو اللقاحات والإجراءات الاحترازية.

كما ذكرنا الفيروس يتحور بشكل مستمر، والتحورات الخمسة التي أعلنت هي فقط التحورات المثيرة للقلق، ولكن هناك عدد كبير جدا من التحورات التي لم تعلن لأنها تحورات بسيطة.

الطريقة الوحيدة لوقف تحور الفيروس هو وقف انتشاره، الفيروس يتحور عندما يدخل إلى عائل جديد، عندما ينتقل من إنسان إلى إنسان جديد، وبالتالي فرص تحوّره تكون عالية. إذا استطعنا كسر حركة انتشاره من إنسان إلى آخر فسنقلل بدرجة كبيرة جدا فرص تحوّر الفيروس ونواجه تحورات جديدة لا نعلم شراستها ولا نعلم قوتها ولا نعلم مقاومتها للقاحات، وبالتالي الإجراءات الاحترازية هي المفتاح بالإضافة إلى اللقاحات.