منظور عالمي قصص إنسانية

ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل لن يحتفظ بـ "سنت واحد" من أموال جائزته

ديمتري موراتوف، صحفي روسي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2021.
Novaya Gazeta
ديمتري موراتوف، صحفي روسي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2021.

ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل لن يحتفظ بـ "سنت واحد" من أموال جائزته

الثقافة والتعليم

حصل ديمتري موراتوف، رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا الروسية، على جائزة نوبل للسلام هذا العام. يتقاسم الجائزة المرموقة مع السيدة ماريا ريسا، وهي صحفية أخرى تناضل من أجل حرية الصحافة في الفلبين.

حصل الاثنان على الجائزة لجهودهما في الدفاع عن حرية التعبير في بلديهما، ووصفتهما لجنة نوبل بـ "ممثلي جميع الصحفيين الذين يدافعون عن هذا المثل الأعلى".


السيد موراتوف هو المؤسس المشارك ورئيس تحرير نوفايا غازيتا Novaya Gazeta التي دافعت عن حرية الصحافة وحرية التعبير في روسيا لعقود. وبحسب ما ورد قُتل ستة صحفيين عملوا في الصحيفة على خلفية عملهم الاستقصائي الذي سلط الضوء على الفساد والجريمة والانتهاكات المزعومة الأخرى.


وفي مقابلة حصرية مع الزميلة نرغيز شيكينسكايا من القسم الروسي بأخبار الأمم المتحدة، أُجريت هذا الأسبوع، أوضح السيد ديمتري موراتوف ما سيفعله بأموال جائزته، ولماذا يحب نوفايا غازيتا، وأفكاره حول الرقابة على الصحافة.


أخبار الأمم المتحدة: خططنا لإجراء هذه المقابلة الليلة الماضية، لكن قيل لي إنك كنت مع ميخائيل غورباتشوف في ذلك الوقت. هل يمكنك أن تخبرنا عن محادثتك معه؟


ديمتري موراتوف: تحدثنا، وكان يمزح معي. على سبيل المثال، تحدث عن مهمة نوفايا غازيتا Novaya Gazeta وأشاد بنا لأننا "نادرا ما نخذل الحقيقة". أعترفُ أننا لسنا كاملين، وقد ارتكبنا أخطائنا.


أخبار الأمم المتحدة: هل أنت سعيد بهذا التقييم لعملك؟


ديمتري موراتوف: نعم، أنا سعيد جدا.
أخبار الأمم المتحدة: قرأت على الإنترنت أن صحيفة نوفايا غازيتا Novaya Gazeta، عندما كانت قيد الإنشاء، كانت تمول جزئيا من أموال جائزة نوبل للسلام التي تلقاها ميخائيل غورباتشوف نفسه.

ماريا ريسا امرأة رائعة تواجه الاستبداد بمفردها--ديمتري موراتوف


ديمتري موراتوف: أخبرني بالأمس أنه في الواقع لم يكن مال جائزة نوبل. ولكن كان المال الذي جني من نشر كتاب رايسا غورباتشيفا [زوجة ميخائيل غورباتشوف الراحلة، التي توفيت عام 1999] الذي صدر بعنوان "أتمنى".

تبرعوا بهذا المال لشراء أجهزة كمبيوتر لصحيفة نوفايا غازيتا Novaya Gazeta. لكنني أفضل أن أعتقد أن بعض أموال الجائزة استخدمت لهذا الغرض أيضا.


أخبار الأمم المتحدة: كيف ستصرف الجائزة النقدية؟ هل لديك خطط لذلك؟


ديمتري موراتوف: لنبدأ معي. حسنا، لن آخذ أو أتلقى حتى سنتا واحدا من الجائزة. هذا الأمر غير وارد.
نظرا لأنها جائزة سلام، أعتقد أنها يجب أن تساهم في هذه القضية. عقدنا اجتماعا لهيئة التحرير حيث قررنا كيفية توزيع أموال جائزة نوبل.


سيتم التبرع به لمؤسسة صحية تساعد الصحفيين؛ لمؤسسة تدعم الأطفال المصابين بضمور العضلات الشوكية والأمراض النادرة الخطيرة الأخرى؛ سيذهب جزء منها إلى مؤسسة جائزة آنا بوليتكوفسكايا؛ وبالطبع، سيذهب جزء منها إلى دار رعاية الأطفال في موسكو، ومؤسسة فيرا وعيادة دميتري روغاتشيف، حيث يتم علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم. هذا كل شيء!


أخبار الأمم المتحدة: لقد قلت مرارا وتكرارا إنك تعتبر الجائزة بمثابة جائزة لجميع موظفي نوفايا غازيتا Novaya Gazeta، وخاصة أولئك الذين رحلوا عن هذا العالم. قُتلت آنا بوليتكوفسكايا قبل 15 عاما.


ديمتري موراتوف: نعم، 15 عاما بالضبط في 7 تشرين الأول/أكتوبر.


أخبار الأمم المتحدة: ألا تعتقد أن الجائزة قد تأخرت؟


ديمتري موراتوف: أتت في الوقت المناسب، على ما أعتقد.

Tweet URL


أخبار الأمم المتحدة: في تهنئته للحائزيْن على جائزة نوبل للسلام هذا العام، قال الأمين العام للأمم المتحدة، وأقتبس: "لا يمكن لأي مجتمع أن يكون حراً وعادلاً بدون صحفيين قادرين على التحقيق في المخالفات، وتقديم المعلومات للمواطنين، ومحاسبة القادة، وقول الحقيقة للسلطة". ما رأيك بذلك؟


ديمتري موراتوف: هذا ما أعتقده. هذه فكرة دقيقة تماما وأود البناء عليها. كما ترون، الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن الرقابة.


ما هي الرقابة؟ إنه مظهر من مظاهر عدم الثقة بشعبك. أولئك الذين يفرضون الرقابة لا يثقون في شعوبهم. في بلدان مختلفة من العالم، العديد من الأفراد الذين، -بالطبع في الدول التي تعتبر نفسها مستقلة- ببساطة لا يؤمنون بشعوبهم.
يعتقدون أنهم هم من يقررون ما يجب على الناس قراءته ومشاهدته ورؤيته والاستماع إليه. إن عدم الثقة في الناس هو أخطر شيء. يجب الوثوق بالناس.


أخبار الأمم المتحدة: ماذا تود أن تخبر مستمعينا عن صحيفتك؟ كيف تبقيها على قيد الحياة هذه الأيام؟


ديمتري موراتوف: حسنا، أولاً وقبل كل شيء، شكرًا للأشخاص الذين يعملون لدينا. لدينا طاقم عمل رائع للغاية - هؤلاء هم نجوم الصحافة السوفيتية والروسية وكذلك الأشخاص الذين سيصبحون نجوم الصحافة الحديثة. البعض يكتب مقالات، والبعض الآخر، على سبيل المثال، يقوم بأبحاث بيانات ضخمة.


الجمع بين الاثنين، التآزر بين الأشخاص الذين يكتبون نصوصا رائعة في مكتب التحرير، وأولئك الذين يقومون بالبرمجة، والذين يبحثون عن معلومات مستحيلة، هو بالنسبة لي وصفة لنجاحنا المتميز.
أنا حقا أحب هذا "الطاقم الغاضب من الناس الطيبين".


أخبار الأمم المتحدة: ماذا تعرف عن ماريا ريسا؟ هل قابلتها؟


ديمتري موراتوف: أعرف الكثير عنها! هي صحفية بارزة. العدد الأول من صحيفتنا الذي نشر بعد أن علمنا بالجائزة كانت تزين صفحته الأولى صورة لماريا ريسا وليس لوجوهنا.


نكن لها كامل الاحترام. في الماضي، تلقى العديد من موظفينا دورات تدريبية لديها. اليوم أرسلنا لها رسالة. نريد حقا دعوة الحائزة على جائزة نوبل للسلام لإلقاء محاضرة لموظفي نوفايا غازيتا Novaya Gazeta والطلاب الذين سينضمون إلينا.
إنها امرأة رائعة تواجه الاستبداد بمفردها.


أخبار الأمم المتحدة: إذن أنت توافق على اختيار لجنة نوبل؟

 

ديمتري موراتوف، صحفي روسي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2021 في مكتبه كرئيس تحرير لمجلة نوفايا غازيتا.
Novaya Gazeta
ديمتري موراتوف، صحفي روسي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2021 في مكتبه كرئيس تحرير لمجلة نوفايا غازيتا.

ديمتري موراتوف: أنا سعيد. وبطبيعة الحال، يسعدني أيضا أن نوفايا غازيتا حصلت على الجائزة، هذا صحيح، لكنني أعتقد أن ماريا ريسا هي اختيار رائع.

لا أعرف كيف حدث ذلك، كيف حدث كل هذا. لن نكتشف هذا الأمر إلا في غضون خمسين عاما [عندما تكشف لجنة نوبل عن جميع المعلومات وراء عملية الترشيح والاختيار].


لن أعيش كل هذا الوقت لأرى ذلك. لكن حقيقة أن اسمي مذكور بجانب اسمها أمر رائع!


أخبار الأمم المتحدة: هل تعرف كيف سيقام حفل توزيع الجوائز؟


ديمتري موراتوف: تلقيت رسالة صباح اليوم تفيد بأن الحفل سيقام في أوسلو. لكن اسمحوا لي أن أنهي حديثنا بالقول إننا سنكون سعداء بتحية ماريا، في مكتبنا في موسكو.