منظور عالمي قصص إنسانية

فاطمة جمعة خميس: مهندسة سودانية تتحدى المألوف وترفض الصور النمطية في مجتمعها

فاطمة خميس، مهندسة سودانية تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى.
UN Video
فاطمة خميس، مهندسة سودانية تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

فاطمة جمعة خميس: مهندسة سودانية تتحدى المألوف وترفض الصور النمطية في مجتمعها

المرأة

فاطمة جمعة خميس امرأة غير عادية. تحفل مسيرتها في الحياة بالكثير من الأمثلة الملهمة، بدءا من كسرها لقيود عديدة فرضها مجتمعها بشأن تعليم الفتيات، مرورا بدراسة تخصص "يهيمن عليه الرجال".

فعلى غير العادة بالنسبة للكثيرات من بنات جيلها، اختارت دراسة هندسة الكمبيوتر في وطنها السودان، قبل الالتحاق ببعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى للعمل كمهندسة اتصالات.

نشأت فاطمة خميس في قرية كان التعليم فيها يعد "حصريا على الذكور"، وكان الناس يعتقدون أن تعلم القراءة والكتابة كافيا جدا بالنسبة للبنت لكي تؤدي دورها في الحياة، على حد تعبيرها.

أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا مع المهندسة فاطمة خميس، حيث روت لنا قصتها، وكيف يبدو العمل هناك باعتبارها المرأة الوحيدة العاملة في مجال التكنولوجيا اللاسلكية في البعثة الأممية في جمهورية إفريقيا الوسطى.

بدأنا هذا الحوار بسؤال السيدة فاطمة خميس عن الدافع وراء دراستها للهندسة.

Soundcloud

 

فاطمة خميس: عندما نشأت في دارفور لم تتوفر خدمات الكهرباء أو التلفزيون وحتى التعليم لم يكن جيدا. الناس لم يكونوا طموحين لتحقيق أي شيء. عندما انتقلت أسرتي من قرية الضعين في ولاية جنوب دارفور السودانية  إلى العاصمة الخرطوم رأيت ما لم أره من قبل وبهرتني الحياة في العاصمة.

كان أخي يدرس الهندسة في جامعة الخرطوم. وعند عودته إلى المنزل من الجامعة كان يقوم بإصلاح الأدوات الكهربائية المعطوبة. لقد أعجبت بذلك. وأنا كنت جيدة في مادة الرياضيات. ومنذ ذلك الوقت علمت بأنني سأكون مهندسة مثل أخي.

قررت دراسة الهندسة في جامعة الخرطوم، ولكن لم أحظ بتلك الفرصة لعدم حصولي على النسبة التي تمكنني من فعل ذلك. وبدلا من ذلك قمت بدراسة هندسة الكمبيوتر في كلية علوم الرياضيات في جامعة الخرطوم.

عملت مع برنامج الأغذية العالمي أولا في قسم إدخال بيانات، لبعض الوقت، ثم تحولت للعمل كمهندسة اتصالات مع البرنامج لمدة ثلاث سنوات في قرية الضعين. تحولت بعد ذلك للعمل كمهندسة اتصالات في مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور في السودان.

في بداية الأمر رفض أهلي، بشدة، فكرة الانتقال إلى الجنينة للعمل هناك بحجة أنني بنت. شرحت لإخواني ضرورة أن أسافر إلى الجنينة. عقدت الأسرة اجتماعا لحسم هذا الأمر. وأخيرا تمكن أخي من إقناع باقي أفراد الأسرة بضرورة السماح لي بالسفر إلى الجنينة بغرض العمل مع برنامج الأغذية العالمي.

بعد سنة من عملي مع البرنامج، تقدمت إلى وظيفة في بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى وتم قبولي فيها للعمل كمهندسة اتصالات، حيث ظللت أعمل معهم لمدة 4 سنوات.

فاطمة جمعة خميس، مهندسة سودانية تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى.
UN Video
فاطمة جمعة خميس، مهندسة سودانية تعمل مع بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى.

 

ما طبيعة عملك اليومي؟

فاطمة خميس: أنا أعمل في وحدة التحكم في أجهزة الاتصال اللاسلكي، حيث أراقب العمل بصورة يومية للتأكد من أن الوحدة تعمل بشكل جيد وإذا طرأت هناك أي مشكلة أقوم بحلها، وأقوم أيضا بالرد على الشكاوى بشأن الخدمة.

ما الصعوبات التي تواجهينها في مجال عملك؟

فاطمة خميس: عموما، هناك اعتقاد سائد بأن مجال الهندسة ليس مجالا مناسبا للنساء. هناك تشكيك، مدفوع بالعقلية الذكورية، مفاده بأن المرأة لا يمكنها إنجاز هذا العمل وأن الرجال وحدهم يمكنهم أن فعل ذلك.

على سبيل المثال، أحيانا عندما يشتكي شخص ما من مشكلة تقنية ويطلب موظفا لحلها، أذهب أنا. ولكن بمجرد وصولي يسألني الشخص ويقول لي لماذا لم يأتِ الموظف المعني بحل المشكلة؟ وعندما أقول له إنني أنا من سيقوم بحل المشكلة يتفاجأ اعتقادا بأن هذا الأمر لا يمكن حله إلا من قبل الرجال. أما بعض الرجال فيعجبهم الأمر بأن يروا سيدة تعمل في هذا المجال.

أنا البنت الوحيدة وسط ثلاثين رجلا يعملون في وحدة هندسة الاتصالات في بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى. أجد تشجيعا دائما من زملائي، فهم دائما يحفزونني ويشجعونني على التعلم، ويخبرونني بأنني ذكية وقوية وأن بإمكاني العمل مثلهم تماما. وينصحونني بعدم الاستماع إلى الآراء المحبطة.

ما نصيحتك للشابات الراغبات في العمل في مجال الهندسة وتقنية المعلومات؟

أولا، أنصحهن بالتحلي بالثقة في أنفسهن والتأكد أن بإمكانهن فعل كل شيء.

ثانيا، مجال الكمبيوتر يتطور وينمو بسرعة فائقة وبالتالي فإن عليهن أن يبقين على اطلاع دائما بالتطورات والمستجدات.

ثالثا، عليهن أن يسلحن أنفسهن بالمعرفة وألا يستمعن إلى الآراء المحبطة.

فاطمة جمعة خميس: مهندسة سودانية تتحدى المألوف وترفض الصور النمطية في مجتمعها