الدكتور لؤي شبانه: ينبغي على قادة الدول العربية إيلاء اهتمام خاص بالنساء والفئات الضعيفة في برامج الاستجابة الوطنية لكوفيد-19

تبذل الأمم المتحدة ووكالاتها الإقليمية جهودا حثيثة للتعامل مع جائحة كوفيد-19 والآثار التي تخلفها على المجتمعات، وخاصة المجتمعات الهشة وتلك التي تمر بأوضاع نزاعات ومنها المنطقة العربية.
في مطلع الأسبوع الماضي أرسل المدراء والمديرات الإقليميون لكل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في المنطقة العربية رسالة مفتوحة إلى حكومات دول المنطقة فيما يتعلق ببرامج الاستجابة الوطنية لكوفيد-19.
الدكتور لؤي شبانه، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية، كان أحد الموقعين على هذه الرسالة. أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا هاتفيا معه للتعرف على فحوى هذه الرسالة، من بين أمور أخرى.
الدكتور شبانه: تتعرض المنطقة العربية في جلها إلى أزمات وفي حال اجتياح الجائحة للمنطقة سيكون هناك الكثير من الضحايا. ما حاولنا إرساله من خلال الرسالة المفتوحة إلى قادة الدول العربية هو أنه بينما تقوم الدول بتطوير برامجها الوطنية للاستجابة لهذه الجائحة يتوجب ألّا تنسى وأن تعطي اهتماما خاصا للنساء، الفئات الضعيفة وقضايا مثل قضايا النوع الاجتماعي وزيادة مستويات العنف الناجمة عن الإجراءات التي تتخذها الحكومات بشأن كـوفيد-19، ومنها منع التجول وتقييد الحركة. شعرنا أن ذلك يضع عبئا إضافيا على النساء في بيتوهن بالإضافة إلى واجباتهن المنزلية وواجبات أخرى ناجمة عن الضغط الذي نجم عن هذه الإجراءات في العمل.
الدكتور لؤي شبانه: وجدنا من خلال عملنا مع العديد من الدول العربية أنها تولي أهمية لهذه الرسائل ولكن الاحتياجات والقدرات الوطنية للاستجابة لهذه الأمور ليست دائما متوفرة، وخصوصا الدول والفقيرة وتلك التي تمر بأزمات إنسانية، والتي هي أساسا بحاجة إلى تمكين قدراتها في هذه المجالات، وبالتالي هناك خطر كبير يتمثل في تعرض العديد من النساء للعنف وعدم القدرة على تلقي الخدمات الأساسية الناجمة عن ذلك.
الدكتور لؤي شبانه: يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، كغيره من منظمات الأمم المتحدة، من خلال الفرق القطرية في الدول على تعزيز القضايا المتعلقة بالقدرات الوطنية لخطة الاستجابة الوطنية لكوفيد-19، من خلال العمل الجماعي المشترك بقيادة منظمة الصحة العالمية والممثلين المقيمين للأمم المتحدة.
نقوم أيضا بتقديم الاستشارات فيما يتعلق بقضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي وتقديم خدمات الصحة الإنجابية والجنسية، إضافة إلى تعزيز الاستفادة من الشبكات الشبابية في إيصال الرسالة الخاصة بالتوعية من خطر كوفيد-19 وأهمية الالتزام بإجراءات الحجر الصحي والتباعد الجسدي من أجل السيطرة على هذه الجائحة.
الدكتور لؤي: هناك نسبة كبيرة من النازحين واللاجئين الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، وهي مجتمعات ضعيفة وهشة في الأساس تعاني من مشكلة في الوصول إلى العديد من الخدمات الأساسية والتمتع بالحقوق الأساسية، لا سيما خدمات الصحة الإنجابية والجنسية وقضايا تتعلق بتنظيم الأسرة والعنف المنزلي والعنف المبني على النوع الاجتماعي... وبالتالي هناك حاجة إلى التركيز على مخيمات النازحين واللاجئين باعتبارها بؤرا ساخنة تشهدا تكدسا هائلا للبشر وبالتالي فهناك ضرورة لإجراءات استثنائية حتى لا تصبح هذه المخيمات مراكز للجائحة.
الدكتور لؤي شبانه: نحن أعددنا برامجنا بشكل متكامل في ظل الاستجابة لهذه الجائحة. كل المبالغ التي كانت مخصصة لغاية نصف العام تمت إعادة جدولتها لمساعدة الدول في شراء المستلزمات بهدف حماية العاملين الصحيين وكبار السن والنساء. ونقوم بتقديم هذه المستلزمات الطبية من خلال الدعم المشترك الذي يتم تنسيقه بواسطة منظمة الصحة العالمية. ونحن لدينا مساهمات مالية في الدول العربية التي توجد بها مكاتبنا.
الدكتور لؤي شبانه: ظللنا في حالة طوارئ في المنطقة العربية منذ 2011. العديد من الدول كانت تمتلك مؤشرات متقدمة. ولكن تدهور الأوضاع الإنسانية أدى إلى تراجع هذه المؤشرات. ولذلك تحولنا من البرامج التنموية إلى برامج إنقاذ الحياة. نتمنى ألا يستمر هذا الوباء طويلا وألا توازي شدته العديد من الدول المتضررة، لأن قدرات الاستجابة في المنطقة العربية أقل بكثير من قدرات الدول في أمريكا الشمالية على سبيل المثال. إذا بلغت شدة الجائحة مستويات كبيرة مثلما شهدناها في العديد من الدول، فإن منجزات صندوق الأمم المتحدة للسكان ستتعرض لتهديد كبير.
الدكتور لؤي شبانه: أقول للمواطنين العرب إن الحكومات العربية تقوم بعمل استثنائي في هذه المرحلة. وعليكم بالوعي لأنه عنصر أساسي في القضاء على هذه الجائحة. وإذا تفشت الجائحة، فمن المهم أن ندرك أن هذه المسألة ليست اعتيادية وأن الالتزام الصارم والشديد بتعليمات الحكومة في العزل والتباعد الجسدي هو أمر في غاية الأهمية وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا.