منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: العنف لم ينته ضد أطفال العراق بالرغم من انتهاء الحرب

الطفل مصطفى يحمل حقيبته المملوءة بأشيائه الخاصة في مخيم الخازر للنازحين في محافظة نينوى.

لا يزال هناك اعتقاد سائد في المجتمع العراقي بأن الضرب هو الوسيلة الأفضل لتعليم الطفل الدراسة وأن يكون مطيعيا

زينة عوض , المتحدثة الإعلامية ليونيسف العراق

© UNICEF/UN041558/Anmar
الطفل مصطفى يحمل حقيبته المملوءة بأشيائه الخاصة في مخيم الخازر للنازحين في محافظة نينوى.

اليونيسف: العنف لم ينته ضد أطفال العراق بالرغم من انتهاء الحرب

حقوق الإنسان

أفادت دراسة شاملة عن أوضاع الأطفال في العراق بأن حوالي 90 بالمئة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية ملتحقون بالتعليم الابتدائي، ولا يتمكن سوى نصفهم من الأسر الفقيرة من إكمال تلك المرحلة. كما أن ربع هؤلاء الأطفال فقط يكملون دراستهم الثانوية.

هذا ما جاء في نتائج الدراسة الشاملة التي أجرتها منظمة اليونيسف في العراق خلال العام الماضي بعد مرور سبع سنوات من الدراسة الماضية وذلك بسبب الأوضاع غير المستقرة في العراق.

الزميل نبيل الميداني أجرى حوارا مع زينة عوض المتحدثة الإعلامية باسم اليونيسف في العراق التي تحدثت عن هذه الدراسة:

"العودة إلى المدرسة يبدوا وكأنه حلم"، أبرار (11 عاما) من الموصل
© UNICEF/UN068287/Anmar
"العودة إلى المدرسة يبدوا وكأنه حلم"، أبرار (11 عاما) من الموصل

زينة عوض: عملنا على هذه الدراسة منذ عام حيث قمنا وبالتعاون مع الحكومة العراقية بإجراء مسح شمل جميع المحافظات العراقية ضم أكثر من عشرين ألف منزل تمت زيارتها وسؤال الأمهات بالتحديد عن موضوع التعليم والعنف والصحة والتغذية. كانت الفكرة هي الحصول على معلومات دقيقة عن وضع الطفل العراقي. كان من الواجب إجراء المسح من قبل، حيث تم آخر مسح عام 2011 وكان من المتوجب إجراؤه كل أربع سنوات إلا أننا لم نتمكن بسبب عدم استقرار الوضع في العراق من إجراء المسح في الوقت المناسب. وهذا المسح هو الأول الذي يتم بهذه الشمولية خلال السبع سنوات الماضية.

طفل يقوم بغسل يديه.
© UNICEF/Iraq
طفل يقوم بغسل يديه.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي المؤشرات التي شملها المسح؟

زينة عوض: أهم مؤشرات الدراسة هي موضوع اللامساواة بين الأطفال في العراق وبشكل خاص أطفال العائلات الفقيرة، كما لاحظنا أن أوضاع الأطفال أكثر سوءا في المحافظات الأفقر والمحافظات التي خرجت مؤخرا من الحرب مثل محافظات نينوى والأنبار وبعض المحافظات في الجنوب. وقد لاحظنا ذلك في التعليم والصحة والتنمية وبجميع الأدلة التي كنا نعمل عليها.

أطفال في مخيم الخازر.
© UNICEF/Iraq
أطفال في مخيم الخازر.

أخبار الأمم المتحدة: ما  أسباب ارتفاع نسبة العنف ضد الأطفال سواء في المنزل أو في المدرسة؟

زينة عوض: ما وجدناه في الدراسة هو أن أكثر من 80 % من الأطفال في العراق يعيشون العنف سواء في المنزل أو في المدرسة، حتى إنه يمكن القول إن الحرب قد انتهت إلا أن العنف ضد الأطفال لم ينته. وهناك أسباب كثيرة للعنف ضد الأطفال فالوضع لم يستقر بعد. كما أن الاعتقاد السائد في المجتمع بأن الضرب هو الوسيلة الأفضل لتعليم الطفل الدراسة وأن يكون مطيعا وهو فكر متجذر هنا في العراق والمنطقة عامة وهذا ما يساهم في موضوع العنف ضد الطفل وكذلك ما واجهه المجتمع العراقي من تجربة كانت صعبة خلال السنوات الأخيرة سواء بسبب الحروب أو عدم الاستقرار، وكل ذلك كان سببا في زيادة نسبة العنف ضد الطفل.

اليونيسف: العنف لم ينته ضد الأطفال بالرغم من انتهاء الحرب

ولسوء الحظ أن هذا الاعتقاد سائدا في المدارس وقد قمنا بإنتاج فيلم قصير قال فيه أحد الأطفال إنه كان لديه معلم لم يكن أحد من الطلاب يحب حضور فصله كونه يضرب الطلاب. فهذا الشيء طبيعي هنا عندما نقول إن 80 %  من الأطفال واجهوا تجربة عنف سواء في البيت أو المدرسة فهذا شيء مهم جدا ويجب علينا أن نعمل على مواجهة هذه الظاهرة بشكل أكبر.

مدرسة الأنصار في منطقة أبو غريب- بغداد.
© UNICEF/UN0147663/Jeelo
مدرسة الأنصار في منطقة أبو غريب- بغداد.

أخبار الأمم المتحدة: وماذا عن مداومة الأطفال في المدارس الابتدائية واستكمالهم للمراحل الإعدادية والثانوية؟

زينة عوض: التعليم مهم جداً لكل طفل في العالم وبشكل خاص في بلد مثل العراق ليتجاوزوا ما مروا فيه، فالتعليم هو الطريقة الوحيدة لبناء مستقبلهم. وما أظهرته الدراسة أن أكثر من 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدرسة الابتدائية. وهذا شيء مهم نظرا للتجربة التي مر بها العراق وهناك نسبة 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدرسة فهذا يعتبر إنجازا مهما، إلا أن الصعوبة تكمن في إبقاء الأطفال داخل المدرسة. فمع أن نسبة 90 % من الأطفال يذهبون إلى المدارس الابتدائية إلا أن نصف الأطفال من العوائل الفقيرة يبقون في المدرسة الابتدائية، وعندما ينتقلون إلى المرحلة الإعدادية والثانوية، فإن ربعهم فقط ينهي التعليم الثانوي. فالأطفال يذهبون إلى المدرسة إلا أنه من الصعب عليهم البقاء فيها وخاصة الأطفال الفقراء وهذه نقطة مهمة جدا ونقوم بمناقشتها في منظمة اليونيسف. الفقر هو الذي يخلق هذا الوضع للأطفال الصبية الذين يضطرون إلى ترك المدرسة والذهاب للعمل، وكذلك البنات يضطررن إلى الزواج مبكرا، إضافة إلى موضوع البنية التحتية، حيث لا توجد مدارس كافية في العراق، وقالت الحكومة إنه من الواجب بناء سبعة آلاف مدرسة على الأقل لكي تتسع الأطفال.

الكثير من الأطفال يعملون بالبحث عن الحديد والبلاستيك داخل أكوام القمامة ومن ثم يبيعونها ليحصلوا على بعض النقود.
© UNICEF/Iraq
الكثير من الأطفال يعملون بالبحث عن الحديد والبلاستيك داخل أكوام القمامة ومن ثم يبيعونها ليحصلوا على بعض النقود.

أخبار الأمم المتحدة: ما دور اليونيسف في المرحلة القادمة؟

زينة عوض: ستأخذ يونيسف العراق جميع نتائج هذه الدراسة ونستخدمها لكي نركز إدارة برمجة عملنا في العراق بطريقة أفضل فمثلا العمل على إبقاء الأطفال في المدارس وموضوع اللقاح حيث إن 4 من كل عشرة أطفال يأخذون التطعيمات الضرورية، فسنأخذ جميع النواتج ونستخدمها في البرنامج القطري لفترة الأربع سنوات القادمة ونركز عملنا على الاحتياجات الأكثر إلحاحا لأطفال العراق.