منظور عالمي قصص إنسانية

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: لا تنمية بدون معرفة

جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

انتقلنا من استيراد المعرفة إلى إنتاجها ومن ثم تصديرها. فالاهتمام بالمعرفة يقود إلى التنمية ورفع مستوى الاقتصاد

جمال بن حويرب , المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

Nabil Midani/United Nations
جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: لا تنمية بدون معرفة

الثقافة والتعليم

عقدت بمقر الأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى حول "الاحتفال بالمعرفة من أجل التنمية المستدامة"، سلطت الضوء على كيفية عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركائه في المنطقة العربية لتعزيز القيادة الفكرية وصناعة السياسات القائمة على الأدلة لصالح التنمية في المنطقة وحول العالم.

خلال الفعالية تم استعراض كل من:

• مشروع المعرفة، وهو شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تهدف إلى النهوض بالمعرفة في أنحاء الدول العربية والعالم.

• وبوابة التنمية العربية، وهي شراكة بين البرنامج ومجموعة التنسيق لمؤسسات التنمية العربية والوطنية والإقليمية.

المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جمال بن حويرب تحدث في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أجراه الزميل نبيل ميداني، عن أهم أهداف المؤسسة.

Soundcloud

جمال بن حويرب: أهداف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هي نشر المعرفة في العالم وخاصة العالمين العربي والإسلامي وكذلك دعم رواد الأعمال من فئة الشباب ودعم اللغة العربية وتنمية رأس المال البشري. وقد قامت المؤسسة خلال الإحدى عشرة سنة الماضية بأعمال كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يسهم عمل المؤسسة في تعزيز التنمية التي تخدم البشرية في العالم العربي؟

جمال بن حويرب: إننا مهتمون بالمعرفة، لأنها عربة التنمية، وبدون معرفة لن تكون هناك تنمية. وقد تمكنا خلال السنوات الماضية من إصدار تقارير ومؤشرات، كما أعطينا فرصة للحكومات العربية وغير العربية لتتعرف على واقع المعرفة في بلدانها. وهذا يعتبر بحد ذاته أداة كبرى للانتقال من حال إلى أخرى، من استيراد المعرفة إلى إنتاجها ومن ثم تصديرها. والاهتمام بالمعرفة يقود إلى التنمية وتنمية الاقتصاد. ولا تقوم مؤسستنا بالصرف على مشاريع التنمية لأن ذلك مسؤولية الدولة، فنحن محرك البحث، فنقوم بالبحث عن مستويات التعليم في الدولة وبيئة التمكين فيها، وتتمكن الدولة من التعرف على وضعها من خلال هذه الأبحاث. توجد لدينا مؤشرات 131 دولة وأقمنا ورش عمل مع تلك الدول سواء مع الوزارات والجهات المعنية في الدول التي تجاوبت مع المؤسسة أو غيرها، ومنها مصر والأردن وتونس والمغرب وفنلندا وسنغافورة والآن في سويسرا والدول الأخرى التي ترغب في التعاون لرفعة بلادهم ومستوى المعرفة لأن اقتصاد المعرفة هو الذي يقود التنمية والازدهار في المستقبل القريب.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثتم عن التواصل مع الدول العربية، ما هي التحديات التي يواجهها العالم العربي في هذا المجال؟

جمال بن حويرب: تتمثل التحديات في الصراعات التي انتشرت بعد ما يسمى بالربيع العربي والحمد لله بدأت الأمور تهدأ تدريجيا. فلو تتبعنا تقرير المعرفة الأول والثاني اللذين صدرا قبل الربيع العربي لوجدنا اختلافا كبيرا مع التقرير الثالث الذي صدر بعد الربيع العربي. إن من قاموا بتسمية الربيع العربي لم يحسنوا التسمية. فقد تراجع مستوى المعرفة في هذه الدول بشكل خطير وازدادت نسبة الأمية، وأنا لا أتحدث هنا عن أمية تقنية المعلومات، بل عن أمية القراءة والكتابة والتي أصبحت الآن معضلة في بعض الدول. وهناك أيضا مشكلة اللاجئين وهي معضلة كبرى تواجه الدول العربية إضافة إلى قلة الموارد والصرف على البنية التحتية وعلى الأبحاث وغير ذلك.

وتقوم المؤسسة بإعطاء المؤشرات لهذه الدول وكذلك التقارير والحلول كي تقوم بتغيير المنهجية التي قد تكون سببا في تأخرها. والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يود أن تكون جميع الدول العربية بنفس المستوى من التقدم والاقتصاد والبنية التحتية.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أهم النقاط التي حرصتم على تسليط الضوء عليها في الفعالية؟

جمال بن حويرب: أولا أهمية الشراكة بين المنظمات القوية. فالشراكة مع المنظمات القوية تؤدي إلى نتائج قوية وتؤدي إلى ثمار يستفيد منها الناس. وقد أثمرت شراكتنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ عشر سنوات أشياء كبيرة، وأصبحنا نصدر المعلومات لجميع دول العالم. وقد انفردت المؤسسة والبرنامج بتصنيف العالم معرفيا، وهذا الأهم، لأن الناس يعيشون على الاقتصاد، فلا اقتصاد بدون معرفة، ولا معرفة إن لم يعرف المستوى في تلك الدولة.

أخبار الأمم المتحدة: ما أهم المشاريع التي قمتهم بها في العالم العربي؟

جمال بن حويرب: قمنا بإعداد المؤشرات والتقارير، حول كيف يمكن أن يتطور شخص ما لم يعرف مستواه، ولا يعرف ما ينقصه. من أهم المشاريع التي قامت بها المؤسسة هو نشر المعرفة رقميا وورقيا. فنحن نطبع كمية هائلة من الكتب وكذلك ننشر ملايين الكتب الرقمية من خلال مكتبة دبي الرقمية والمتاحة للجميع من أجل الاستفادة من العلم. كما أن هناك برنامج دبي العلمي للكتابة الذي يهدف لإخراج جيل مبدع من العرب في مجالات الترجمة والقصة وأدب المقال وأدب الطفل والرواية.

ولدى المؤسسة شراكة لمدة عشر سنوات مع مؤسسة نوبل. ونحن نقيم متحفا سنويا لنوبل يزوره الناس من كافة البلاد وكذلك على الإنترنت. وسننقل المعرض الآن إلى الدول العربية والإسلامية، كوننا نملكه، وذلك لزيادة الوعي في مجالات العلوم كي يتمكن العرب بشكل أكثر من الحصول على جائزة نوبل.

ولدينا أيضا علاقات مع الجامعات الكبرى، حيث إن لدينا منحة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جامعة أوكسفورد للدراسات العليا وهذه المنحة مخصصة لجميع الطلاب العرب لدراسة الماجستير والدكتوراه، ويتم التقدم لها عن طريق موقع جامعة أوكسفورد. وقد منحت لأول مرة إلى طالبة إماراتية ومنحت هذا العام إلى طالبة مصرية.

وأنا أرى أن الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هي أهم الشراكات لأن فائدتها تعم على جميع دول العالم.