منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع هديل العباسي مؤسسة مركز "أنا أستطيع أن أتكلم العربية"

حوار مع هديل العباسي مؤسسة مركز "أنا أستطيع أن أتكلم العربية"

الأستاذة هديل العباسي: اسمي هديل العباسي، من المملكة العربية السعودية من مدينة جدة، مدربة وصاحبة مركز الكُتَّاب الثقافي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وصاحبة حملة "كلمني عربي". بدأ مشروع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عام 2011 عندما كنت بقمة قيادية في قطر بعد انتهائي من الماجستير، وكنا كلنا مسلمين من أنحاء مختلفة من العالم، وكنا نتكلم مع بعضنا باللغة الإنكليزية، ولا نتكلم بلغة القرآن. في ذلك الوقت، جاءني الكثير من الناس وكانوا يشكون لي أنهم تعلموا اللغة العربية ولكن لا يمكنهم التحدث بها لصعوبتها مع أنهم يعرفون القراءة والكتابة.

وأثناء رحلة عودي من قطر، خطرت لي فكرة افتتاح مركز يساعد الناس على تعلم اللغة العربية. وبالفعل عند وصولي إلى جدة قمت بتشكيل فريق عمل، كان أفراد الفريق جميعهم من المتطوعات، وقمنا بوضع منهج عمل، وبدأنا بالتدريس مرتين بالأسبوع مرة صباحا ومرة مساء، حيث بدأنا بتعليم اللغة العربية بطريقة بدائية وعفوية. بعد ذلك قمنا بالتحسين والتطوير، ثم استخدمنا مناهج معتمدة الآن والحمد لله نحن في تطور دائم.

أخبار الأمم المتحدة: حدثينا عن المبادرات التي قمت بإطلاقها، وعن محاور المبادرة التي ستقومين بإطلاقها في الأمم المتحدة اليوم؟

الأستاذة هديل العباسي: بدأت المركز عام 2012، في عام 2014 وجدت أن الكثير من الناطقين بغير العربية الذين يأتون للدراسة في المركز، عندما يخرجون خارج المركز لممارسة حياتهم الاعتيادية وإلى المجتمع كان الجميع يتحدث معهم باللغة الإنكليزية وليس هناك فرصة للتحدث وممارسة ما تعلموه من اللغة العربية في الفصل الدراسي. فقمنا بصنع دبوس كتب عليه "كلمني عربي" يضعه المتعلِم على صدره ويحث الناس على التحدث معه باللغة العربية.

 وعندما أطلقنا الحملة عام 2014 وجدنا أن الكثير من العرب تحمسوا معنا وتشجعوا لكي يشاركوا في هذه الحملة. بعد ذلك أصبح في كل عام موضوعاً للحملة نركز عليه. فهناك مواضيع كثيرة تطرقنا إليها مثل "أعرِف أخُط"، وفي هذا الموضوع تكلمنا عن جميع الخطوط العربية، وقمنا بفعاليات "حكم وأمثال" حيث وجدنا أن الجيل الجديد لا يعرف أصلا ما معنى حكمة ولا يعرف أمثالا عربية وذلك إرث من ثقافتنا، كما تكلمنا عن شعر وشعراء، أيضا وجدنا أنهم لا يعرفون الشعراء ولا يحفظون بيت شعر واحدا. ثم فوجئت بعد ذلك أن الأطفال لا يعرفون الحروف الأبجدية، فقررنا القيام بحملة اسمها "أبجد هوز"، وكان الهدف من هذه الحملة أن نتكلم عن الحروف العربية والكلمات العربية وتعريف الجيل الجديد والناس بأن هناك ثلاثة أنواع من ترتيب الحروف في اللغة العربية عبر التاريخ، فبدأنا أولا في الترتيب على حسب مخارج الحروف يعني الهمزة والهاء، والعين والغين، الحاء والخاء وهكذا إلى الشفتان، ثم الترتيب الأبجدي أبجد هوز، ثم الترتيب الألفبائي، إلى جانب الاشتقاق والكثير من هذه الأمور. كما يتواجد لدينا مواضيع أخرى كثيرة تفيد في حملة "كلمني عربي".

أخبار الأمم المتحدة: كان عملك شاقا بالتأكيد في هذا المجال

الأستاذة هديل العباسي: كان شاقا، ولكنه ممتع.

بالنسبة لهذه السنة كان موضوع حملة "كلمني عربي" هو "أي الأبواب ستُفْتَح اليوم"، إذ إننا نريد من الجميع أن يفكر في الأبواب بطريقة مختلفة، وينظر لها بطريقة مختلفة. نريد أن أعرفهم أن هناك ثلاثة أنواع من الأبواب: أبواب حسية وهي الأبواب الموجودة فعلا التي يمكن أن نمسكها ونفتحها ونغلقها، والأبواب غير الحسية مثل أبواب الرزق أبواب النجاح أبواب السعادة، والأبواب الغيبية مثل أبواب الجنة وأبواب السماء وأبواب جهنم (حمانا الله وإياكم منها). فهناك أبواب مختلفة، فأي الأبواب ستفتح اليوم.

بالنسبة لكلمتي في الأمم المتحدة، اليوم سأتكلم عن حملة "كلمني عربي" وسأتكلم عن التحديات التي تواجه اللغة العربية وكيف يمكن أن نعيد الجيل الجديد إلى اللغة العربية، وغيرها من المحاور.

أخبار الأمم المتحدة: سنتطرق إلى التحديات لاحقا، موضوع الاحتفال لهذا العام هو مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية، برأيك ماذا قدمت اللغة العربية للحضارة والثقافة الإنسانية؟

الأستاذة هديل العباسي: هذا الموضوع جميل وقد تطرقنا إليه في إحدى السنوات، حيث كان موضوع حملتنا كلمني عربي لغة حضارة. وتكلمنا عن ثلاثة مواضيع في هذه الحملة "أصلها عربي" وكنا نريد من الجيل الجديد ومن العالم أن يرى كمية الكلمات الأجنبية التي تأتي من أصل عربي، فهذا أول موضوع.

الموضوع الثاني هو "اكتبها صح" لأننا وجدنا كثرة الأخطاء الإملائية التي يقوم بها الناس في الكتابة باللغة العربية، وثالث موضوع في هذه الحملة كان "جاوب صح" حيث وجدنا أن الكثير من الصغار خاصة لا يعرفون كيف يجاوبون مثلا على التحيات، فمثلا إذا قال أحد تشرفنا، فيجاوبه مثلا شكرا. هي ليست خطأ، ولكنها ليست الجواب الأمثل. فاللغة العربية هي أصلا لغة حضارة.

أخبار الأمم المتحدة: لنعد إلى المعوقات، فمن المعروف أن اللغةَ العربية هي إحدى اللغات الأكثرَ انتشاراً في العالم إلا أن هناك معوقات وتحديات عديدة تواجِهُها داخل الوطن العربي وفي المهجر أيضاً، برأيك ما هي هذه والمعوقات والتحديات، وما السبيل لمعالجتها؟

الأستاذة هديل العباسي: هناك الكثير من التحديات، ولكن يمكن أن نحصرها في عدة نقاط.

أول نقطة هو تحدي الكتابة، فإذا عدنا إلى الوراء في التاريخ بسبب الاستعمار حيث قام الكثير من البلدان المستعمرة التي كانت تستخدم الحرف العربي بتغيير ذلك الحرف إلى الحرف اللاتيني، فمنذ القدم، كانت الكتابة والحرف العربي يواجهان تحديا كبيرا. والآن نرى الجيل الجديد، ورأيت ذلك بأم عيني، حيث قامت إحدى الطالبات، وكان يتوجب عليها كتابة موضوع تعبير وإنشاء باللغة العربية، قامت بكتابة كامل الموضوع بالحروف اللاتينية ثم وضعته على Google ليقوم بدوره بكتابته بالعربية. وطبعا بدون ذكر المشاكل على تطبيق الـ WhatsApp والرسائل النصية وهكذا فإنهم يستخدمون الحروف والأرقام الإنكليزية بدل الحروف العربية. فتحدي الكتابة هو أكبر تحدٍ يواجه الحرف العربي.

التحدي الآخر هو التعليم، إذ إننا وضعنا أولادنا في مدارس دولية عالمية، لأننا نعرف أن المدارس التقليدية لن تنمي فكرهم ولن تجعلهم يفكرون خارج الصندوق، وكل هذه الأشياء هي من خوفنا على أولادنا، وأننا نريد الأفضل لهم، ولكن ذلك جاء على حساب لغتهم العربية، ومع الأسف فأن معلم اللغة العربية ما زال يستخدم الطرق التقليدية لتعليمها، ما أدى إلى هجر اللغة وعدم حب للغة العربية من قبل الجيل الجديد.

التحدي الثالث هو اللغة المنطوقة، فالجيل الجديد يرى أن هناك لغتين، يعني اللغة العربية الفصحى واللغة العامية أو الدارجة، والتي أيضا لها لهجات مختلفة. وعادة الأطفال الصغار عندما يجتمعون في المدرسة مثلا المصري والسعودي والأردني والإماراتي، فإذا تكلم كل منهم بلهجته فلن يتمكنوا من فهم بعضهم البعض، فيتحدثون مع بعضهم باللغة الإنجليزية لكي يفهموا بعض، وهذه المعضلة تعود إلى الوراء من أيام سعد زغلول، أي من أيام الاستعمار عندما أرادوا أن يفككوا العرب من خلال تشجيع التحدث بالعامية.

أخبار الأمم المتحدة: في الواقع هذا سؤالي التالي، اللهجات العامية كثيرة في الوطن العربي وهي تفتقر إلى معايير سلامة اللغة، إلا أن لها جمالها الذي يظهر في الشعر الشعبي كالزجل والموال والعتابا. برأيك هل العامية لها تأثير سلبي أم تأثير إيجابي على اللغة العربية أم الإثنين معا؟

الأستاذة هديل العباسي: لدينا مستويات مختلفة من التدرج من الفصحى إلى العامية الدارجة في الشارع، المشكلة ليست في اللهجات، لأن القرآن نزل بسبع أو عشر لهجات مختلفة وقراءات مختلفة، ونرى ذلك عند كتابة المصحف الشريف في عهد عثمان بن عفان حيث إن القرآن الكريم لم يكن منقطا أو مشكلا كي يوافق جميع هذه اللهجات المختلفة. فاللهجات ليست ضد الإسلام أو ضد اللغة العربية، ولكن المشكلة في اللهجة العامية التي ابتعدت بشكل كبير عن اللغة العربية الفصحى الصحيحة، وخاصة عندما يتم استخدام الكلمات بطريقة خاطئة، هنا المشكلة. عندما تبتعد كثيرا عن الأصل وعن الفصحى، هنا تبدأ المشكلة لأنه يصبح لدينا لغتان مختلفتان تماما، اللغة المكتوبة مختلفة تماما عن اللغة المنطوقة وهنا تكمن المشكلة في العامية. فاللهجة جيدة ولسنا ضد اللهجات المختلفة، ولكن في نفس الوقت يجب الحفاظ على المصطلحات والكلمات والمفردات الصحيحة فهذا مهم جدا.

 

أخبار الأمم المتحدة: ما هي الرسالة التي ترغبين بتوجيهها للآباء والأمهات في هذا اليوم ..

الأستاذة هديل العباسي: ‏أقول لهم دائما تكلموا باللغة العربية مع أطفالكم، إننا نرى أنواعا مختلفة من الناس يأتون إلى المركز سواء كان رجلا مثلا عربيا متزوجا من أجنبية، وعندما يتزوج العربي من أجنبية فسيكون عندنا ثلاث حالات: أولا، عندما يتكلم كل من الوالدة والوالد بلغات غير لغتهم الأم. فمثلا إذا كانت الأم من البرازيل والأب من السعودية والاثنان يتكلمان مع أطفالهما باللغة الإنكليزية، عندئذٍ ينشأ هذا الطفل بدون هوية فهو عندما يذهب إلى البرازيل لن يكون برازيليا، وعندما يذهب إلى السعودية لن يكون سعوديا، فينشأ هذا الطفل بلا هوية، وهذا أسوأ نوع من أنواع التنشئة.

النوع الآخر هو عندما تتكلم الأم بلغتها الأم ويتكلم الأب العربي باللغة الإنكليزية لأنه يعمل دائما في الخارج ومشغول، ولا يريد أن يتعب نفسه بإعطاء أطفاله الحق في تعلم لغته العربية الأم. فهنا ينشأ الطفل بهوية والدته وبعيدا عن الهوية العربية. الأمثل هو أن يتكلم الوالد العربي باللغة العربية والأم الأجنبية بلغتها الأم، ثم يتعلم الطفل اللغة الإنكليزية في المدرسة. صحيح أن ذلك صعب ولكن الأب هو من اختار هذا الطريق لأولاده فيجب أن يتحمل المسؤولية، وسيرى نتاج ذلك عندما يصبحون كباراً، فهؤلاء الأطفال عندما يكبرون وهم يسكنون في السعودية ولكنهم ليسوا سعوديين. هم سعوديون لكن ليسوا سعوديين. لأنهم لا يتكلمون باللغة العربية أو أن لغتهم العربية مكسرة، حقيقة هذا يعني أن هذا الشخص لديه نقص ويحتاج دائما ويحاول أن يتعلم العربي ويحاول أن يكون جزءا من المجتمع.

 

أخبار الأمم المتحدة: هذه هي المشكلة التي تتحدثين عنها هي عن الأطفال في الدول العربية أو داخل الوطن العربي بشكل عام. ماذا عن أطفال المهجر حيث يكون الآباء والأمهات من إحدى الدول العربية ولكنهم يعيشون في أمريكا أو في فرنسا أو في ألمانيا.

الأستاذة هديل العباسي:  نعم يعني حقيقة ليس من السهل أن ينشأ الطفل العربي في الخارج يتكلم باللغة العربية، ولكنه يستطيع. يجب على الأم والأب أن يتكلما باللغة العربية في البيت. وأعرف أن ازدواجية اللغة وتعدد اللغات فهناك مدارس تقول لا تتكلموا مع الطفل بأكثر من لغة واحدة لكي لا يشتت وهكذا، ولكن أنا من مناصري المدرسة الأخرى التي تقول إنه يجب أن ينشأ الطفل على لغته الأم، ثم تأتي اللغة الأخرى واللغة العربية ليست لغة سهلة. فإذا لم يُنشأ الطفل العربي على اللغة العربية سيكون من الصعب عليه وسيبذل جهدا كبيرا جدا لكي يتعلم اللغة العربية، فأرجو من الأمهات والآباء العرب أن يتكلموا باللغة العربية، لا أقول إنه يجب أن يتكلموا بالفصحى وإنما باللهجة التي ترغبونها، ولكن أنشئوا أولادكم على اللغة العربية.

أخبار الأمم المتحدة: وما هي رسالتك لجيل الشباب؟

الأستاذة هديل العباسي: الشباب العربي حقيقة أمام تحدٍ كبير، لأن هناك الضغط من قبل الأقران لكي يتكلموا باللغة الإنكليزية. واللغة الإنكليزية، لا أريد أن استخدم كلمة Cool، فإذا أدخل بين كل كلمتين عربيتين كلمة إنكليزية أو أنه تكلم باللغة الإنكليزية بشكل مطلق، فإن مقامه الاجتماعي سيرتفع بين أقرانه. فالتحدي صعب. ولكن المشكلة الأخرى هي أنه إذا تكلم باللغة العربية فمن الممكن أن يلقى استهزاءاً مثلا من أقرانه. فأقول للشباب تمسكوا بلغتكم العربية أعرف أنه صعب، ولكن إذا فكرت بالهدف لماذا يجب أن أتكلم باللغة العربية فلأنها لغة ديني ولأنني عربي، وعندما يعتز ويشعر الشاب بالاعتزاز باللغة العربية سيتكلم اللغة العربية وسيؤثر على أقرانه. فإذا هو تكلم باللغة العربية وكان شخصا قدوة في مجتمعه وبين أقرانه، فالآخرون سيتكلمون باللغة العربية، وأنا رأيت ذلك عندما يكون الشاب بين أقرانه ذو شخصية قوية وأقرانه يحبونه، وهو يتكلم باللغة العربية ويستخدم مصطلحات عربية كلهم سيتبعونه ويفعلون مثله.

أخبار الأمم المتحدة: شكرا أستاذة هديل على هذا اللقاء وأتمنى لك التوفيق الدائم في جميع الجهود التي تقومين بها في هذا المجال، على أن نلتقي في المستقبل بلقاءات أخرى وتكون لغتنا العربية الجميلة بألف خير، شكرا لك.

الأستاذة هديل العباسي: شكرا لكم.

تنزيل

رغم أنها تحمل شهادة البكالوريس في الاقتصاد، ودرجة الماجستير في القيادة والتدريب، إلا أنه قد حزَّ في نفس هديل العباسي أنّ من يعرف قراءة القرآن يتحدث بالإنكليزية ويجد صعوبة في التحدث باللغة العربية.

    فخلال وجودها في القمة القيادية التي عقدت في قطر عام 2011، بعد أن أتمت دراسة الماجستير في القيادة والتدريب، التقت هديل العباسي بعدد من المسلمين من دول مختلفة كانوا يحضرون القمة، وكانوا يتحدثون مع بعضهم باللغة الإنكليزية، ويجدون صعوبة في التحدث باللغة العربية.

فقررت أن تفتح مركزاً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين. وبالفعل افتحت مركزا في جدة تمكنت من خلاله تخريج الآلاف من الناطقين بغير العربية، اجتازوا امتحانات القراءة والكتابة والمحادثة وقراءة القرآن. 

كما تمكنت هديل من إطلاق العديد من المبادرات للتشجيع على التحدثِ باللغة العربية.

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الأمم المتحدة لهذا العام، الذي حمل شعار مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية، زارت هديل مدينة نيويورك لتشارك بالفعالية وتطلق مبادرتها الجديدة.

      الزميل نبيل الميداني استضاف الأستاذة هديل العباسي -التي قدمت مداخلة في جلسات احتفال مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في الأمم المتحدة إضافة إلى ورشة عمل تحمل موضوع "أيُّ الأبواب ستُفْتَح اليوم" من ضمن حملتها "كلمني عربي".

      ولدى سؤالها عن السبب الذي دفعها للعمل في مجال تدريس اللغة العربية أجابت:

 

استمع
17'25"
مصدر الصورة
Ashraf Faden