منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي حول أهمية القضاء على الجوع

حوار مع المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي حول أهمية القضاء على الجوع

يتكبد المئات من موظفي برنامج الأغذية العالمي المشاق، ويعملون على مدار الساعة، في سبيل توفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة وتحسين حياة ملايين النساء والرجال والأطفال، ممن تضرروا، بشدة، من الأزمات الإنسانية حول العالم، وخاصة في المنطقة العربية.

وقد حصل برنامج الأغذية العالمي، مؤخرا، على جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده في مكافحة الجوع، ومساهماته في تحسين الظروف المواتية للسلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات، ولكونه دافعا لجهود منع استخدام التجويع كأداة في الحروب والصراعات.

أخبار الأمم المتحدة تسلط الضوء في هذه المساحة على المتحدثة الإعلامية في برنامج الأغذية العالمي، السيدة عبير عطيفة.

مرحبا بك في أخبار الأمم المتحدة السيدة عبير عطيفة. بداية ماذا تعني جائزة نوبل بالنسبة لكم وللمئات من موظفي برنامج الأغذية العالمي ممن يخاطرون بحياتهم في سبيل مساعدة ملايين الأشخاص في العالم وبالذات في المنطقة العربية؟

عبير عطيفة: حصول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على جائزة نوبل يعني تقديرا كبيرا. وهو أسمى تقدير للبرنامج وجهوده ولعشرات الآلاف من الموظفين الموجودين في جميع أنحاء العالم. ولكن الأهم من ذلك هو أن الحصول على الجائزة يمثل لحظة تاريخية لتسليط الضوء على معاناة ملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من الجوع ومن انعدام الأمن الغذائي.

هذه نقطة فاصلة في تاريخ برنامج الأغذية العالمي، وبصورة عامة في تاريخ عملية مكافحة الجوع في العالم، لأن الأهم من الحصول على الجائزة هو أن يكون هناك تركيز للجهود على مستوى العالم وبالأخص في هذا الوقت الحرج الذي يمر فيه العالم بجائحة كورونا، والنتائج السلبية التي تركتها على الأمن الغذائي في كثير من مناطق العالم، حيث كان الناس الأكثر فقرا هم الأكثر تضررا من الإجراءات الاقتصادية وإجراءات الإغلاق، وبالتالي زادت أعداد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم.

مدير برنامج الأغذية العالمي وصف هذه الجائزة بأنها جائزة لكل الناس. ماذا تقولين في ذلك؟

عبير عطيفة: هي بالفعل جائزة لكل الناس. هي جائزة لموظفي برنامج الأغذية العالمي ولشركاء البرنامج من المنظمات الحكومية وغير الحكومية وكل العاملين مع البرنامج في المناطق التي تشهد أوضاعا صعبة وكذلك المناطق المستقرة. هي أيضا جائزة للدول المانحة التي يعتمد عليها البرنامج في تمويل المساعدات الغذائية التي تقدم إلى أكثر من 100 مليون شخص حول العالم.

هي أيضا جائزة تقدير للدول المضيفة والدول التي تستضيف برنامج الأغذية العالمي. وبالتالي فهي فعلا جائزة الناس. الأهم من ذلك هو أنها جائزة لمئات الملايين من الأشخاص حول العالم ممن يعانون من الجوع بصورة يومية. إنها جائزة لكل شخص يعمل على مكافحة الجوع في العالم.

تشهد المنطقة العربية أزمات عديدة سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا ويزداد عدد الجوعى يوميا نتيجة للصراعات المسلحة الدائرة في هذه المناطق. كيف يتغلب برنامج الأغذية العالمي على كل هذه العقبات في سبيل الوصول إلى المتأثرين في هذه المناطق؟

عبير عطيفة: هناك ارتباط وثيق بين ارتفاع أعداد الجوعى في العالم والصراعات المسلحة والمشاكل السياسية التي تواجه الكثير من المناطق. المنطقة العربية هي أكبر دليل على الارتباط الوثيق ما بين الصراع والجوع. يعاني أكثر من 50 مليون شخص في اليمن، سوريا، ليبيا، العراق، من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى المشاكل التي تمر بها دول أخرى مثل السودان ولبنان.

تختلف الصعوبات والعوائق التي تواجه برنامج الأغذية العالمي من مكان لآخر، ولكن الخطوط العريضة لهذه العقبات، وبصورة عامة، تتمحور حول عملية التمويل، وصعوبة وصول المساعدات إلى مستحقيها وخاصة من هم في خطوط المواجهة الأمامية في مناطق الصراع، بالإضافة إلى زيادة هذه الأعداد بصورة غير مسبوقة، بسبب استمرار الصراعات، حيث يدخل الصراع في سوريا عامه العاشر وفي اليمن على مشارف العام السادس.

ألقت جائحة كوفيد-19 بأعباء إضافية على عمل الأمم المتحدة في مساعدة المتأثرين. كيف استطاع البرنامج مواكبة التداعيات الجسيمة التي خلفتها هذه الجائحة؟

عبير عطيفة: تركت هذه الجائحة آثارا سلبية على النمو الاقتصادي وعلى سلاسل إمداد المواد الغذائية. تأثرت حركة نقل المواد الغذائية بصورة كبيرة سواء كان في المجال الإنساني او التجاري. قام برنامج الأغذية العالمي مع بداية هذه الجائحة بإنشاء شبكة جوية لنقل المساعدات الإنسانية والطبية إلى الكثير من المناطق التي توقف الطيران التجاري عن الوصول إليها.

بالإضافة إلى ذلك هناك عملية لزيادة المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المناطق والأشخاص الأكثر تأثرا من جراء هذه الأزمة وعلى وجه الخصوص العمالة اليومية والذين يعيشون على ما يجنونه خلال اليوم، وقد فقد الكثير منهم وظائفهم بسبب الإغلاق المترتب على انتشار جائحة كورونا.

السيدة عبير، العديد من الناس في أنحاء مختلفة من العالم ربما لا يدركون معنى أن تكون جائعا أو أن يموت شخص نتيجة للجوع، كيف يسعى البرنامج إلى الوصول إلى مثل هؤلاء الناس بهدف إقناعهم على التضامن مع الناس الجوعى؟

عبير عطيفة: يسعى برنامج الأغذية العالمي إلى نشر رسالة القضاء على الجوع بحلول عام 2030 ورفع الوعي لدى الدول والأفراد بشأن أهمية التصدي لانعدام الأمن الغذائي والجوع في الكثير من المناطق. يتواصل البرنامج مع وسائل الإعلام وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الخطابات التي يقدمها المدير التنفيذي للبرنامج السيد ديفيد بيزلي، سواء في مجلس الأمن أو من خلال اللقاءات الصحفية التي يجريها، بالإضافة إلى إجراء الأبحاث ومسوحات الأمن الغذائي في الكثير من الدول. هناك جهود كبيره تبذلها المنظمات العاملة مع البرنامج لرفع الوعي وإعلام العالم بمدى خطورة انعدام الأمن الغذائي والتأثير الكبير لذلك على انتشار الصراعات المسلحة والحروب. هناك علاقة وطيدة بين الجوع وانتشار الصراعات.

من المهم أن يكون هناك تناول لقضية انعدام الأمن الغذائي والجوع في العالم من جميع المحاور سواء كانت المحاور السياسية أو الاقتصادية.

بحكم عملك في برنامج الأغذية العالمي، بالتأكيد تكونين قد مررت بتجارب وقصص عديدة. ما أهم قصة أو تجربة لا زلت تتذكرينها إلى الآن؟

عبير عطيفة: على مدار 15 عاما من عملي مع برنامج الأغذية العالمي تجولت في الكثير من البلدان ووصلت إلى الكثير من المناطق، وبالأخص مناطق الصراع في سوريا واليمن وليبيا والعراق. شهدت في كل هذه البلاد عمل البرنامج بصورة مباشرة.

يحضرني وصولي إلى منطقة ما في ريف دمشق في سوريا. كنا قد وصلنا لأول مرة إلى هذه المنطقة في عام 2013 بعد أن كانت تحت الحصار لأكثر من شهرين.

تجولنا في المنازل في المنطقة، وكانت الأسر قد حصلت لتوها على المواد الغذائية. شهدت بنفسي أهمية هذه المواد الغذائية بالنسبة للناس وكيف أن ترى أن أطفالا جائعين في انتظار أمهم لتحضر لهم الطعام بعد فترة انقطاع من المواد الغذائية.

الغذاء هو سلعة أساسية. يمكننا، مثلا، الاستغناء عن الأغطية لمدة أسبوع ولكن لا يمكننا العيش بدون غذاء بصورة يومية، وبالتالي في كل منطقة وصلتها لمست أهمية عمل برنامج الأغذية العالمي فيها وأهمية الدور الذي يلعبه في استقرار الأوضاع الإنسانية وحتى السياسية.

كل ذكرياتي مع البرنامج تدل على اتجاه واحد وهو أن البرنامج يعمل في المسار الصحيح والعمل الصحيح. وبالرغم من الضغوط الكبيرة التي تمارس على البرنامج إلا أنه يسير في الطريق الصحيح.

هل لديك كلمة أخيرة أو رسالة تودين إرسالها من خلال هذا الحوار؟

عبير عطيفة: أركز كلمتي الأخيرة للمستمعين والمتابعين على أهمية الدعم. ليس فقط دعم برنامج الأغذية العالمي ولكن دعم المجتمعات المحيطة بنا مثل الجيران والأصدقاء.

رفع الوعي بأهمية الوصول إلى هدف التنمية المستدامة رقم 2 المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030. هذه أهداف مهمة ويجب أن نسعى إليها جميعا. لابد أن يتشارك الجميع في رفع الوعي ومن لم يستطع فعليه تقديم الدعم المادي.

 

تنزيل

يتكبد المئات من موظفي برنامج الأغذية العالمي المشاق، ويعملون على مدار الساعة، في سبيل توفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة وتحسين حياة ملايين النساء والرجال والأطفال، ممن تضرروا، بشدة، من الأزمات الإنسانية حول العالم، وخاصة في المنطقة العربية.

وقد حصل برنامج الأغذية العالمي، مؤخرا، على جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده في مكافحة الجوع، ومساهماته في تحسين الظروف المواتية للسلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات، ولكونه دافعا لجهود منع استخدام التجويع كأداة في الحروب والصراعات.

أخبار الأمم المتحدة تسلط الضوء في هذه المساحة على المتحدثة الإعلامية في برنامج الأغذية العالمي، السيدة عبير عطيفة.

الصوت
عبير عطيفة/عبدالمنعم مكي
مدة الملف
11'28"
مصدر الصورة
UNICEF/Peter Martell