منظور عالمي قصص إنسانية

"الأوشحة الخمسة، تحقيق المستحيل"، كتاب للدكتورة رنا دجاني يبرز قدرة الفتيات والنساء في عالم العلوم 

"الأوشحة الخمسة، تحقيق المستحيل"، كتاب للدكتورة رنا دجاني يبرز قدرة الفتيات والنساء في عالم العلوم 

"نحن نلعب أدوارا عديدة في حياتنا. فأنا ألعب خمسة أدوار. بالإنكليزية يقولون إنهم يعتمرون قبعات، لكنني لا ألبس قبعة على رأسي بل وشاحا. لذلك سميت الكتاب الأوشحة الخمسة. هذه دلالة على الأدوار الخمسة التي ألعبها في حياتي.

الدور الأول هو دوري كأم. وهو أهم دور أفتخر به وأدعو الجميع ليفتخر به.

الدور الثاني هو دوري كمعلمة ومربية. كنت معلمة مدرسة لعشر سنوات، والآن أدرس في الجامعة، وهذا ثاني أهم دور في الحياة، لأن المعلم والمعلمة يربيان جيل المستقبل. وأولادنا يمضون وقتا مع معلميهم أكثر بكثير من الوقت الذي يمضونه مع أهلهم.

الدور الثالث هو دوري كعالمة وباحثة، أدرس الجزيئات وكيف تنشأ الأمراض، وكيف تؤثر الحروب على المجتمعات.

الدور الرابع أو الوشاح الرابع، هو دوري كمبادِرة وناشطة اجتماعية، أي أقوم بمبادرات اجتماعية -من بينها مبادرة "نحن نحب القراءة" لتشجيع الأطفال في جميع المجتمعات على القراءة.

أما الدور الرابع أو الوشاح الرابع فلن أفصح عنه. وهذه دعوة إلى الناس لكي يشتروا الكتاب ويقرأوه ويتعرفوا على فحواه، ومن ثم يطلعونني على آرائهم. وأهم ما أحب أن أسمعه منهم هو الانتقاد. لأننا عندما نتنقد بعضنا البعض، نتعلم ونكبر مع بعض."

وتقول الدكتورة دجاني إن فكرة الكتاب بدأت لأنها أرادت أن تعرف "ما هو تعريف النجاح للمرأة وللرجل. وهل يختلف تعريف النجاح بين حضارة وحضارة أخرى؟ بين دين ودين؟ بين مهنة ومهنة؟"

وأوضحت الدكتورة رنا أنها كانت في رحلة بحث استغرقت ثلاث أو أربع سنوات، قابلت خلالها العديد من الناس في العديد من البلدان، ومنها استخرجت هذا الكتاب الذي يعد نوعا من السيرة الذاتية ولكنه يحتوي أيضا على آرائها الشخصية عن المرأة والنجاح.   

وبحسب الأم والباحثة والكاتبة الأردنية، يعطي هذا الكتاب منظورا للمرأة في البلد الشرقية والعربية.

ولدى سؤالها عن الفرق الذي لاحظته واستخلصته من مقابلاتها مع أناس من مختلف البلدان والثقافات والأديان والأعراق، فقالت إنه "شعرت بالامتنان وشعرت بالخجل لمدى تشابهنا مع بعضنا البعض".

وأوضحت أنه برغم الحضارات والأديان والمهن العديدة، رجالا أو نساء، كلنا نشترك مع كإنسان بقيم عالمية تجمعنا، وكل إنسان مميز من خلال الحمض النووي حتى لو كان توأما لإنسان آخر فلا بد أن يكون هناك بعض الاختلاف. يجب على كل من أن يجد الشغف الذي في داخله ويلاقي هويته. وعندما يظهر هذا الشغف إلى العلن ويحترمه المجتمع ويحترم الخيار الذي نأخذه كامرأة أو كرجل، كمسحي أو مسلم أو إلخ...، وعندما نتابع هذا الشغف، نقوم بعملنا الذي نحبه، فلا نشعر عندها بأنه عمل فيصبح استمتاعا. وهذ المجال الذي نختاره، نعتني به لأننا نعمل فيه بشغف. وبالتالي، تستفيد كل الإنسانية، ونحن نكون سعداء في نفس الوقت، كل ما حولنا يكون سعيدا.

"هذه دعوتي"، تقول رنا، لأن يتمتع كل إنسان بثقة بالنفس وأن يحترمه المجتمع.

من بين الأمور التي تعمل عليها الدكتورة دجاني، علم الأحياء والجزيئيات.  فسألناها عن بدايتها في هذا المجال ولكن أيضا عما تقوله للفتيات اللواتي يستمعن إلينا الآن وكيف تشجعهن على الانخراط في هذا المجال، فقالت:

"هذا سؤال ممتاز. الحقيقة اكتشفتُ من خلال هذا الكتاب والمقابلات التي أجريتها أن النساء والفتيات في العالم العربي يحببن العلوم، وكثيرات منهن عندما يذهبن إلى المدرسة، يشعرن بشغف نحن الرياضات والعلوم والتكنولوجيا. والحقيقة أنهن يبدعن في هذا المجال. وإذا قارنا الإحصائيات بين الفتيات في العالم العربي والفتيات في البلدان الغربية، فنجد أن نسبة الفتيات في الوطن العربي في مجال العلوم أعلى مقارنة بالبلدان الغربية. وبالتالي أنا أشجعهن على المثابرة وعلى عدم التأثر بما يقوله الآخرون ومتابعة شغفهن." 

أما عن التحديات التي تواجه النساء في سوق العمل، فأشارت رنا دجاني إلى أن سوق العمل في جميع أنحاء العالم – في البلدان العربية والغربية- ينحدر مستواه فيما يتعلق بالنساء. وقالت إنها تحديات عالمية مشتركة. وأوضحت أن السوق قد لا يكون ملائما للمرأة، أو لا يحترمها في دورها إن كانت في مرحلة ما ستنجب أولادا.

ودعت في هذا السياق إلى وجوب أن يحترم سوق العمل المرأة ودورها وأولوياتها التي تضعها هي!

كما دعت النساء العربيات والأجنبيات إلى الوقوف بكل ثقة والقول: "يجب أن نكون جزءا من تصميم مكان العمل هذا، ليلائم احتياجاتنا نحن كنساء". وأوضحت أن هذا الأمر لا علاقة له بالحضارات والعادات، فنحن نتكلم عن أمور بيولوجية مثل الحمل والولادة وفترة الرضاعة، ويجب أن يحترم مكان العمل هذا الوضع وألا تضطر النساء إلى دفع الثمن.

ونوهت الدكتورة دجاني بأن هناك احتراما من قبل الرجل العربي لهذا الدور أكثر بكثير من نظيره الغربي، قائلة إننا لا نتكلم عن خصال الرجل العربي بما فيه كفاية بل ننساق وراء الصور النمطية الشائعة.

وختمت بالدعوة إلى الافتخار بالخصال الجيدة التي نتمتع بها لكن دون أن ننسى العمل على تحدياتنا ومعالجتها لتخطيها.

  وكتاب "الأوشحة الخمسة- تحقيق المستحيل" لرنا دجاني هو نموذج لمثابرة امرأة على العلم والسعي إلى نشره؛ هو مثال على قدرة امرأة على كسر القيود البالية والتحليق عاليا في سماء العلوم.

 

تنزيل

هل يمكن لثورة في أبحاث الخلايا الجذعية أن تحدث ثورة نسوية؟ هل تستطيع عالمة تطبيق المنهج العلمي على حياتها لإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية؟ هذا ما سنعرفه من الدكتورة رنا دجاني صاحبة كتاب "الأوشحة الخمسة؛ تحقيق المستحيل- إذا كان بإمكاننا تغ يير مصير الخلية، فما الذي يمنعنا من إعادة تعريف النجاح؟"

السيدة دجاني هي دكتورة في علم الأحياء الجزيئي الخلويّ في الجامعة الهاشمية في الأردن، كنّا قد التقيناها على هامش فعالية في الأمم المتحدة وتحدثنا معها عن أبرز رسائل كتابها الجديد، ومعنى الأوشحة الخمسة، فماذا قالت؟

استمع
6'30"
مصدر الصورة
UN News/Hafiz Kheir