منظور عالمي قصص إنسانية

رندا الشوبكي، شرطية أممية أردنية في قلب صناعة السلام في جنوب السودان

رندا الشوبكي، شرطية أممية أردنية في قلب صناعة السلام في جنوب السودان

  • شرطية حفظ السلام، الملازم ثاني، رندا الشوبكي، مرحبا بك في أخبار الأمم المتحدة.

أنت معنا من مدينة توريت من دولة جنوب السودان، مرحبا بك

 

  • مرحبا بك وشكرا لاتصالك

 

عرفينا أولا عن تاريخ دخولك للعمل الشرطي في بلدك الأردن....

  • أنا الملازم ثاني رندا الشوبكي، أعمل في مجال الشرطة منذ تسع سنوات في بلدي الأردن، عملت في مجالات عديدة منها العلاقات العامة، والشرطة المجتمعية، وشرطة السير والتحقت أيضا بمعهد حفظ السلام بالأردن.

 

  • أعرف أنك قضيت ما يقارب العامين ونصف حتى الأن كشرطية أممية من قوات بعثة حفظ السلام في جنوب السودان، أولا كنت في مدينة بانتيو وأنت الان تعملين في مدينة توريت. كيف يمضي يوم عملك كشرطية أممية في جنوب السودان الأن؟
  •  
  • عملت في جهود السلام في مهمة جنوب السودان من شهر أيلول/سبتمبر2017، وكنت أعمل بداية لمدة خمس أشهر في مدينة بانتيو، داخل مخيم اللاجئين
  •  
  • هل كان هذا مخيم نازحين من جنوب السودان أم من مناطق أخرى؟
  •  
  • نعم من مناطق أخرى، كان عملنا كدوريات حفظ السلام للمحافظة على المدنيين، وأيضا تقديم الدعم اللاجئين داخل المخيم. طبيعة عملي في توريت أنا قائدة مكتب الجندر وحفظ حقوق الطفل. وطبيعة العمل اليومي أنا أعمل كضابطة جندر على بشكل خاص مع النساء، وأقوم بزيارة مركز الشرطة المحلى بشكل يومي وبتفقد النساء والأطفال في الحجز وأيضا متابعة القضايا وتشجيع النساء على كسر حاجز الخوف وتبليغ الشرطة عن أي موقف يتعرضون له. كذلك زيارات النساء في السجن وعمل برامج توعية وورشات عمل لهن. كذلك يوجد في توريت بيت الأمان وهو بيت مخصص للناجيات من قضايا العنف الأسري وقضايا الاغتصاب والتحرش والاعتداءات الجنسية. في هذا البيت نقوم بزيارات دورية للناجيات ونقوم بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والأمني، وطبعا ذلك بالتعاون مع الشركاء في البعثة من المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان.

كيف تتفاهمين مع النساء في هذه المراكز، مثل مراكز الشرطة وفي بيت الناجيات من ناحية اللغة؟ أعرف انهم يتحدثن العربية ولكن بشكل مختلف بعض الشيء.

  • طبعا تدخل فيها اللهجات أخرى، ولكن يوجد تفاهم والتحدي كان سهلا بالنسبة لي، فأنا عشت في توريت لمدة سنة ونصف واكتسبت القليل من اللغة المحلية. والتعامل مع النساء سهل جدا يسهل عملي وعمل زملائي، لأن في التواصل معهم أحس بأن لديهم شعور بالراحة والسهولة كي يعبروا عن احتياجاتهم او يشرحوا المشكلة بشكل أوضح. التحدث باللغة العربية، حتى لو كانت لغة عربية صعبة وفيها تدخل من لهجات أخرى، أصبح بالنسبة لي سهلا.

في مراكز الشرطة حينما تزورينها، ما هي أنواع القضايا أو المشاكل التي تدفع بالنساء للحضور الى مراكز الشرطة؟

  • طبعا هناك عدة قضايا تتعرض لها المرأة مثل العنف الأسرى والاغتصاب، وإجبارهن على الزواج المبكر وخاصة الفتيات القاصرات. الكثير من القضايا التي تتعرض لها الشرطة لا زالت لا تبلغ للشرطة بشكل قوى. وهذا دورنا كشرطيات في الأمم المتحدة وهو أن نحفي النساء على كسر هذا الحاجز وهو حاجز الخوف والعادات والتقاليد بأن عليهم أن يبلغوا أي قضايا لمراكز الشرطة. وبهذا تستطيع الشرطة أن تساعدهم وتتعرف على نوعية القضايا التي تتعرض لها المرأة لأن هذا جزء من شغلنا الأساسي في المهمة.   

 

  • هذا يوضح بشكل كبير أهمية مشاركة النساء في بعثات حفظ السلام من خلال خبرتك اليومية على أرض الواقع، هل تعتبرينها مساله مهمة، وجود نساء شرطيات في هذه المواقع؟

 

  • مشاركة العنصر النسائي في بعثات حفظ السلام مهمة جدا، لأن الضرر الحاصل على النساء في مناطق الصراع والحرب كبير جدا وبحاجة الى الدعم والتخفيف ووقف معاناة النساء. لمست هذا من خلال عملي والشعور بالثقة والراحة والتجاوب من النساء مع الشرطة النسائية في المهمة تجعلهن قادرات على بناء مستقبل جديد. دعم الفتيات أيضا من خلال تواصلنا معهن كنساء. فالفتيات ينظرن إلى شرطيات الأمم المتحدة كمثال لهن. بعض الفتيات يسألن الشرطية "كيف أصبحت شرطية في حفظ السلام؟ أو كيف تركت بلدك وقطعت كل هذه المسافة ووصلت إلى جنوب السودان؟". فنحن أصبحنا مثالا لكثير من الفتيات، وأحيانا نشارك تجاربنا معهن. وجود المرأة دعم كبير لعملية حفظ السلام في جميع المناطق، ليس فقط في جنوب السودان. في اعتقادي ذلك صحيح في كل بعثات الأمم المتحدة؛ العنصر النسائي عنصر قوى لدعم تحقيق السلام.

 

  • الأمم المتحدة أيضا تقوم بتدريب الناشطات والشرطيات المتدربات من مجتمع نساء جنوب السودان أنفسهن، هل تعتقدين أنهن سيكونن قادرات على أن يقومن بعمل مهم في قوة الشرطة الوطنية لهذا البلد في المستقبل؟

 

  • بالتأكيد. طبعا من خلال عملنا نحن نعقد ورشات عمل للشرطة المحلية من الجانب النسائي أو الرجال. وأنا أعتقد، وقد شهدت ذلك، أن العزيمة والقوة لدى الشرطة النسائية في الحضور إلى ورشات العمل عظيمة. وذلك من خلال قطع مسافات بعيدة من القرى، فقط للحضور إلى ورشات عمل وتدريب الشرطة. (وهذا) يثبت انهن قادرات على الإنجاز والانضمام الى كوكبة الشرطة النسائية في الدول المجاورة. بالفعل سيكونن أحسن من الشرطيات في الدول المجاورة. وقد يكون لهن الفرصة ليكن شرطيات حفظ سلام في مناطق أخرى.

 

  • ومن خلال تفاعلك وتداخلك مع الناس في توريت أو القرى والمناطق المجاورة، هل تذكرين أكثر المواقف التي ربما ستبقى بذاكرتك وترغبين في مشاركتها معنا الآن؟
  • توجد الكثير من المواقف. كما ذكرت وتحدثنا أن معرفتنا باللغة العربية تجعلنا ملمين بالكثير من الأحداث. أتذكر موقفا خلال دورية كانت طويلة المسافة حيث ذهبنا إلى قرية إيموروك و حضرنا اجتماعا مع النساء المتواجدات بالقرية. ولما بدأت بالتحدث معهن باللغة العربية، أعطتني إحدى النساء طفلتها، فأخذت الطفلة لكي أحاضنها وأسلم عليها. ولكنها رفضت الأم أن آخذ طفلتها و تريدني أن أخذها معي إلى بلدي لأقوم بتربيتها. كل ذلك لأن الوضع الاقتصادي يؤثر على المنطقة، فلم تكن هي قادرة على توفير الطعام لهذه الطفلة. وقد حاولت أن أتكلم معها وأن أشرح لها أن هذه الطفلة هي مستقبل جنوب السودان، ومن الممكن أن تكون قائدة وسببا في تحقيق السلام، وأن الصعاب ستزول. وقلت لها إن كل شخص يمكن أن يواجه صعابا في حياته. ومن الأولى أن تكون الطفلة بين أهلها في بلدها جنوب السودان، وألا تتربى بعيدا عن أهلها. وأن لها حق أن تكبر في بلدها وتعيش في أمان وسلام. هذه إحدى المواقف التي أتذكرها.     

 

  • شرطية حفظ السلام رندا الشوبكي، الملازم ثاني من الأردن، شكرا جزيلا لك.

         

  •      شكرا لك 

 

تنزيل

 أخبار الأمم المتحدة التقت بشرطية حفظ السلام الأردنية الملازم ثاني رندا الشوبكي، التي تعمل في المجال الشرطي منذ تسع سنوات بدأتها في بلدها الأردن، حيث تخصصت في مجالات عديدة منها العلاقات العامة، والشرطة المجتمعية، وشرطة السير كما التحقت أيضا بمعهد حفظ السلام بالأردن.

وبعد ابتعاثها من بلدها للخدمة في الشرطة الأممية، تقول الملازم ثاني رندا إنها عملت أولا في بعثة الأمم المتحدة لجنوب السودان لمدة خمس أشهر في مدينة بانتيو، داخل مخيم للاجئين. وكان عملها في دوريات حفظ السلام للمحافظة على المدنيين، وأيضا تقديم الدعم اللاجئين داخل المخيم.

بالإضافة إلى تمكن النساء من التحدث باللغة العربية مع الملازم ثاني أردنية الجنسية، خصوصا في شرح مشاكلهن ذات الخصوصية، تقول رندا الشوبكي إن النساء يكون لديهن شعور بالراحة والسهولة كي يعبروا عن احتياجاتهم او يشرحوا المشكلة بشكل أوضح لامرأة مثلهن.

ورغم تداخل اللهجات المحلية مع العربية في جنوب السودان إلا أن التحدي كان سهلا بالنسبة للشرطية الأممية، إذ أنها عاشت في توريت لمدة سنة ونصف واكتسبت بعضا من اللغات المحلية.

وحسبما ما قالت الشوبكي فإن الأمم فإن الفتيات اللاتي يضطررن للتعامل مع الشرطة "ينظرن إلى شرطيات الأمم المتحدة كمثال لهن. بعض الفتيات يسألن الشرطية "كيف أصبحت شرطية في حفظ السلام؟ أو كيف تركت بلدك وقطعت كل هذه المسافة ووصلت إلى جنوب السودان؟". وبهذا يقدم وجود المرأة مثالا لكثير من الفتيات ودعما كبيرا لعملية حفظ السلام في جميع المناطق، ليس فقط في جنوب السودان.

وتقوم الأمم المتحدة أيضا بتدريب الناشطات والشرطيات المتدربات من مجتمع نساء جنوب السودان أنفسهن، وإعدادهن للقيام بعمل مهم في قوة الشرطة الوطنية لهذا البلد في المستقبل.

وتشارك الملازم ثاني الشوبكي مع زملائها في عقد ورشات عمل للشرطة المحلية من الجانب النسائي أو الرجال، حيث شهدت أن "العزيمة والقوة لدى الشرطة النسائية في الحضور إلى ورشات العمل عظيمة" حسب تعبيرها.  "هذا يثبت انهن قادرات على الإنجاز والانضمام الى كوكبة الشرطة النسائية في الدول المجاورة" حسب ما قالت ضابطة حفظ السلام الأردنية. الشوبكي تتطلع لأن ترى هؤلاء المتدربات "شرطيات حفظ سلام في مناطق أخرى" من العالم بعد إحلال السلام في جنوب السودان

استمع
7'53"
مصدر الصورة
UNMISS/Samira Y Salifu