منظور عالمي قصص إنسانية

صندوق التضامن الإسلامي: الاستمرار بمعدل النمو الحالي لن يمكن من تحقيق هدف إعادة الأطفال إلى المدارس الذي يحتاج إلى 130 مليار دولار

صندوق التضامن الإسلامي: الاستمرار بمعدل النمو الحالي لن يمكن من تحقيق هدف إعادة الأطفال إلى المدارس الذي يحتاج إلى 130 مليار دولار

الدكتور وليد الوهيب: صندوق التضامن الإسلامي للتنمية هو صندوق قام بتأسيسه الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في عام 2007، وتم إطلاق عملياته بنفس العام. ويصل رأسمال الصندوق الحالي إلى مليارين وثمانمائة مليون دولار، وهذا الرأس المال هذا هو وقف، أي بمعنى أن رأس المال محفوظ ويتم استخدام عوائده من أجل الصرف على برامج التمويل.

ولكي نعظم الأثر لتمويل برامج مكافحة الفقر يقوم الصندوق ببناء شراكات، حيث يكون التمويل المقدم من الصندوق جزءا من مجموعة تمويلات من مؤسسات تنموية مختلفة وشركاء وذلك من أجل إحداث أثر أكبر في الدول.

ويوجد لدى الصندوق برامج عديدة في مجالات التعليم والصحة بالتعاون مع مؤسسات كبرى، ويرتب الصندوق الآن لإنهاء الكوليرا مع الفيدرالية في الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين. كما نقوم بالترتيب مع مجموعة شركاء في الأمم المتحدة منها منظمة "الشراكة العالمية من أجل التعليم" وكذلك مع منظمات مختلفة في أوروبا وتركيا، وكذلك مع المنظمات الإقليمية كمنظمة "التعليم فوق الجميع" ومنظمة "صلتك" من أجل خلق فرص عمل للشباب، إلى جانب صناديق التنمية كصندوق قطر للتنمية والأوبك والصندوق السعودي والكويتي وأبو ظبي ومؤسسات كمؤسسة غيتس. 

كما نقوم أيضا بترتيب برامج مختلفة في عدة مجالات سواء في خلق فرص العمل أو الصحة أو التنمية الريفية، وهذه هي طريقة عمل الصندوق.

أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم خطة لدعم أهداف التنمية المستدامة وبالأخص هدف التعليم؟

الدكتور وليد الوهيب: إن اتفاق العالم على أهداف التنمية المستدامة في عام 2015 هو اتفاق تاريخي، وقد شعرنا به نحن في صندوق التنمية لأنه يعمل بطريقة جيدة. وقد أصبح المصطلح يقود أعمال منظمات التنمية كلها، حيث أوجد أرضية مشتركة بين الجميع كمؤسسات تنمية وكمؤسسات مانحة وحكومات، وهذا ما سهل العمل. فعندما نتكلم عن التعليم نتكلم عن الهدف الرابع والجميع يتكلم عن الهدف الرابع.

وأود أن انتهز هذه المناسبة بأن أوضح أنه من خلال عملي وملاحظاتي أرغب بتوجيه رسالة إلى الأمم المتحدة والجمعية العامة ولكل المؤسسات القيادية في العالم والقمم الاقتصادية محتواها أن الأهداف التي تمت الموافقة عليها عالميا وتشكل إجماع عالمي تحتاج إلى جهود بشرية وأموال، وهذه الجهود البشرية تحاول أن تلتقي حاليا وكذلك المنظمات. في رأيي أنه حتى الآن لم تصل هذه الجهود إلى المستوى الذي يؤهلها للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فما زالت الجهود متبعثرة، وتحتاج إلى مزيد من الربط، وهناك دور مهم يقع على المؤسسات القيادية سواء في الأمم المتحدة والبنك الدولي وعندنا في البنك الإسلامي حيث يتوجب ربط جميع الأطراف بدءا من المؤسسات الحكومية إلى المنظمات غير الحكومية، بحيث يترابط الجميع مع بعضه البعض من أجل توحيد الجهود. فعندما نتكلم عن الحرب على الفقر فإن ذلك يعني أنها ستكون حرب يشارك فيها العالم بأجمعه، فيجب أن يكون هناك ترابط لوجيستي جيد. ومن ناحية أخرى التمويل، فما زال التمويل دون المستوى وهذا يعني أن اهداف التنمية المستدامة خارج المسار بالنسبة لأفريقيا.

فلا أظن أننا إذا استمرينا بجهودنا الحالية، بالرغم من التمويل والأموال التي يتم ضخها، حيث خصصنا مئة مليون وقمنا بتمويل برنامج آخر بأربعمائة مليون وبرنامج "التعليم لا ينتظر" حصد الآن مئة مليار دولار، والبنك الدولي شارك بمائتين وخمسين مليون، فإذا جمعنا كل هذه المبالغ فهي لا تصل إلى ثلاثة مليارات. إن هدف إعادة الأطفال إلى المدارس لوحده على مستوى العالم سيحتاج على الأقل مئة وثلاثين مليار دولار، وبالتالي إذا استمرينا بمعدل النمو الحالي والجهود المبذولة فإنه من المؤكد أننا لن نصل إلى تحقيق هذا الهدف خلال عشر سنوات. وهذا إذا ما تجاوزنا الحروب والصعوبات التي قد تظهر، حتى أن الجاهل سيبقى جاهل، فهذه قضية يجب أن يرتفع مستوى الاهتمام بها.

 
تنزيل

على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أقيم حدث بعنوان تمويل مبتكر لمعالجة المشاكل المستعصية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. شارك في هذا الحدث ممثلين عن صندوق التضامن الإسلامي للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع (القطرية)، والبنك الدولي، وصندوق قطر للتنمية .. إضافة إلى شركاء آخرين.

وقد تم مناقشة إيجاد حلول تمويل مبتكرة من أجل إسراع وتيرة تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالتعليم ومعالجة المشاكل المستعصية والتحديات التي تواجهه.

أخبار الأمم المتحدة التقت بالمدير العام لصندوق التضامن الإسلامي للتنمية الدكتور وليد الوهيب الذي تحدث أولا عن الصندوق ونشأته:

استمع
5'5"
مصدر الصورة
UN News/Meena Elmidany