منظور عالمي قصص إنسانية

هبة زيان: النساء لسن ضحايا

هبة زيان: النساء لسن ضحايا

  • الأستاذة هبة زيان مديرة مكتب برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، فلسطين، مرحبا بك من إذاعة أخبار الأمم المتحدة...

 

  • مرحبا بك أستاذ حافظ وشكرا على الاستضافة

 

  • نحن نتصل اليوم والعالم يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني، وأنتم تقابلون هذه الذكرى بانتباه خاص لدور المرأة تحديدا في العمل الإنساني. حدثينا عن الفعالية التي تنظمونها بهذه المناسبة في قطاع غزة...

 

  • نعم سوف يتم تنظيم فعالية في 19 أغسطس/آب في قطاع غزة بعنوان النساء في العمل الإنساني وهذه الفعالية يتم تنفيذها من قبل الفريق القطري للعمل الإنساني، وتحديدا من قبل مجموعة الدعم والمناصرة وبمشاركة عدد من مؤسسات الأمم المتحدة بما فيها هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وغيرها من المؤسسات. وأيضا بشراكة عدد من مؤسسات المجتمع المدني والنساء الفاعلات في الميدان اللاتي يشاركن في تقديم العون والدعم الإنساني بكافة الطرق، للنساء والرجال والفتيان والفتيات وللمجتمع بصورة عامة في قطاع غزة. وسوف يتم إلقاء الضوء من خلال هذه الفعالية على دور النساء في العمل الإنساني، سواء كان يضطلع بدور العاملات في الميدان في المنظمات المختلفة والمنظمات القاعدية ومؤسسات المجتمع المدني أو الأممية والدولية، وأيضا النساء اللائي يستفدن من الدعم الإنساني، خاصة في وقت الطوارئ والأزمات. طبعا نعرف عدة مناطق في فلسطين بمثل هذه الأزمات، مثل قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية وتحديدا في الخليل في المنطقة (ج).  وسوف يتم قدر الإمكان ضرب أمثلة على نجاح النساء في تقديم الخدمات مباشرة للأسر المختلفة، وفي رسم السياسات وفي وضع أولويات البرامج، وأيضا على نجاح النساء اللاتي يتلقين الدعم الإنساني في مد يد العون لنساء أخريات، ومساعدة المجتمع بأكمله، والاضطلاع بأدوار أكثر فاعلية واستجابة لحاجات المجتمع. هي إذن بالأساس قضية توضيح الدور الإيجابي للنساء في العمل الإنساني وأنه لا يقوم فقط على تقديم مساعدات أولية للضحايا وإنما أيضا يقوم على رفع صوت الناس المتأثرة من النزاع إلى صانعي السياسات لتغيير برامج العمل الإنساني لتكون أكثر استجابة المجتمع، وتحديدا لحاجات النساء.

 

  • هناك طبعا تحديات يواجهها جميع العاملين من نساء ورجال في العمل الإنساني، في منطقتكم تحديدا... حدثينا عن هذه التحديات، ربما من منظور النساء تحديدا...
  • يعني، صراحة من الضرورة بمكان أن يكون للنساء دور واضح، لقرب النساء بشكل أساسي من كافة فئات المجتمع، ولقرب "النساء من النساء" خاصة في وقت الأزمة، ممن هجرن أو فقدن المنازل أو الأحبة أو وضعن في ملاجئ وتعرضن أيضا لأزمات أثرت على وضعهن الصحي والنفسي والجسماني. وبالتالي نجد أن العاملات في المؤسسات النسوية يواجهن تحديا مزدوجا. التحدي الأول هو الحاجة الكبيرة للنساء في الميدان، وخاصة وأن النساء في وقت الأزمة يضطلعن بأدوار أكثر، مثل العناية بالأطفال، وبالأسرة، فتصبح المرأة كما هي دائما العمود الفقري لحماية الأسرة من الهشاشة ومن ديناميكيات الأزمة. والتحدي الثاني هو محدودية المصادر، لأن المؤسسات النسوية بطبيعة تكونيها العملي وبطبيعة مناهج عملها أيضا لا تملك الكثير من المصادر لمساعدة الأسر مساعدة طارئة وعاجلة: وجود الدواء، على سبيل المثال، ووجود المساعدات المرتبطة بالمسكن أو الغذاء، وغير ذلك. لذلك يجد النساء العاملات في المجال الإنساني أحيانا صعوبة في تزويد الخدمة. لذلك فإن إعطاء دور كبير للمؤسسات والمنظمات النسوية – والتي لديها طواقم نسائية مدربة على قضايا الحماية وقضايا توفير الخدمات عبر القطاعات وقضايا الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني – هو من الأهمية الكبيرة بمكان. هذا لأن ذلك يغير من طبيعة العمل الإنساني في حد ذاته، وفي طبيعة العون الطارئ بحيث يصبح أكثر استجابة لحاجات النساء. وهناك العديد من الأمثلة من برامجنا ومن برامج المؤسسات الأخرى التي أعطتنا الدليل على أنه عندما تكون النساء في الميدان، كمستجيبات طارئات أو عاجلات فإن الاستجابة تكون مصممة بطريقة أفضل. ويكون صوت النساء المتأثرات بالأزمة مسموعا بشكل أفضل، وبالتالي يتم تصميم البرامج بطريقة تلبي هذه الحاجات وتلبي تطلعات النساء والفتيات وتحميهن من الانزلاق نحو هشاشة وحاجة أكبر وتوفر لهم على الأقل الحماية من المزيد من الحاجة والمزيد من الانكشاف.  

 

  • هل من رسالة أخيرة تبعثينها من غزة لزميلات وزملاء العمل الإنساني في المحيط الإقليمي، وحول العالم في هذه المناسبة؟

 

  • على الأكيد، كعاملة في هذا المجال وعلى تنظيم النساء والمساواة بين الجنسين لفترة طويلة من عمري تتجاوز الخمسة عشر عاما، أنا أتمنى أن يتم قدر الإمكان تصميم وتنفيذ وتخطيط العمل الإنساني ومتابعته وتقديمه من منظور النوع الاجتماعي ومن منظور يخدم ويحمي مصالح النساء والفتيات ويعمل على تمكين النساء والفتيات، وحمايتهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي وأن يكن ممثلين. ولكي يصبح العمل الإنساني أكثر استجابة لحاجات النساء والفتيات لابد من دمج منظور النوع الاجتماع، وإشراك النساء والفتيات بشكل متساو وفاعل، وقائم على الكرامة الإنسانية وعلى مبدأ المساواة بين الجنسين حتى تتم الاستجابة العادلة لحاجة الجنسين وحتى يصبح العمل الإنساني ليس فقط حامٍ للمتضررين من النزاع ولكن أن يمهد لفترة ما بعد تقديم العون الإنساني لفترة إعادة الاعمار وإعادة التأهيل وبناء المجتمع الذي تسوده علاقات قائمة على المساواة والعدالة بين النساء والرجال، ومجتمع يراعي قدر الإمكان حاجات الجنسين. أنا أتمنى أن نضع دائما النساء والفتيات نصب أعيننا وندرك أنهن لسنا ضحايا، بل هن قادرات على صنع التغيير وقادرات على قيادة التدخلات وعلى جعل المجتمع أكثر أمنا وسلاما وحفظا لكرامتهن وحقوقهن الأساسية.  

 

  • الأستاذة هبة زيان شكرا لكل ما تقدمونه من خلال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، وشكرا لك.  

 

  •  شكرا لك. شكرا جدا.  

 

 

تنزيل

في حوار خاص مع مديرة برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، تحدثنا الأستاذة هبة زيان عن الفعالية التي ينظمها الفريق القطري للعمل الإنساني، مجموعة الدعم والمناصرة وبمشاركة عدد من مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والنساء الفاعلات في الميدان اللاتي يشاركن في تقديم العون والدعم الإنساني بكافة الطرق، للنساء.  

وتقول الأستاذة هبة زيان إن هذه المناسبة تسلط الضوء بشكل خاص على دور النساء في العمل الإنساني، واللاتي يضطلعن بدور العاملات في الميدان، وكذلك "على النساء اللاتي يستفدن من الدعم الإنساني، خاصة في وقت الطوارئ والأزمات".  وتضيف السيدة إن "الفعالية هي لتوضيح الدور الإيجابي للنساء في العمل الإنساني الذي لا يقوم فقط على تقديم مساعدات أولية للضحايا وإنما أيضا يقوم على رفع صوت الناس المتأثرين من النزاع إلى صانعي السياسات، لتغيير برامج العمل الإنساني لتكون أكثر استجابة المجتمع، وتحديدا لحاجات النساء".

بينما تمثل محدودية المصادر تحديا آخر له تأثير أكبر، فحسب مديرة مكتب برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، نجد أن "المؤسسات النسوية بطبيعة تكونيها العملي ومناهج عملها لا تملك الكثير من المصادر لمساعدة الأسر مساعدة طارئة وعاجلة" في توفير الدواء، على سبيل المثال، أو المساعدات المرتبطة بالمسكن أو الغذاء وغير ذلك من المساعدات العاجلة.  وتشرح السيدة زيان:

"تجد النساء العاملات في المجال الإنساني أحيانا صعوبة في تزويد الخدمة. لذلك فإن إعطاء دور كبير للمؤسسات والمنظمات النسوية – والتي لديها طواقم نسائية مدربة على قضايا الحماية وقضايا توفير الخدمات عبر القطاعات وقضايا الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني – هو من الأهمية الكبيرة بمكان".

لكي يصبح العمل الإنساني أكثر استجابة لحاجات النساء والفتيات، تقول الأستاذة هبة زيان "لابد أن يتم دمج منظور النوع الاجتماعي، وإشراك النساء والفتيات بشكل متساو وفاعل، وقائم على الكرامة الإنسانية وعلى مبدأ المساواة بين الجنسين".  وترى مديرة برامج هيئة الأمم المتحدة بقطاع غزة أن ذلك ضروري جدا "حتى تتم الاستجابة العادلة لحاجة الجنسين وحتى يصبح العمل الإنساني ليس فقط حامٍ للمتضررين من النزاع ولكن ليمهد لفترة ما بعد تقديم العون الإنساني" أي فترة إعادة الاعمار وإعادة التأهيل وبناء المجتمع الذي تسوده علاقات قائمة على المساواة والعدالة بين النساء والرجال".  

تقول زيان في ختام الحوار "أنا أتمنى أن نضع دائما النساء والفتيات نصب أعيننا وندرك أنهن لسن ضحايا، بل هن قادرات على صنع التغيير". وتؤكد أنهن قادرات على قيادة التدخلات وعلى جعل المجتمع أكثر أمنا وسلاما وحفظا لكرامتهن وحقوقهن الأساسية".

الصوت
حافظ خير
استمع
7'39"
مصدر الصورة
OHCHR