منظور عالمي قصص إنسانية

حوار المستشار الخاص للأمين العام المعني بالسودان نيكولاس هيسوم

حوار المستشار الخاص للأمين العام المعني بالسودان نيكولاس هيسوم

 

  • "هذه لحظة مثيرة للغاية وربما حاسمة بالنسبة للسودان، فنحن لدينا وضع نرى فيه أن الشعب، إن جاز التعبير – والواقع أنه إذا زرت الخرطوم تكون شديد الوعي بأن الأمر يتعلق فعلا بالشعب، رجالا ونساء وأطفالا – قد قرر استعادة السلطة في محاولة لمعالجة المشكلات التي ابتلي بها السودان لسنوات. ولديهم هذه الفرصة الآن، ليس فقط لاستبدال حكومة البشير والمجلس العسكري الحالي بسلطة مدنية، ولكن أيضا الفرصة لمحاولة حل تلك المشكلات في أطراف السودان، مثل دارفور وجنوب كردفان النيل الأزرق وإيجاد حل شامل لها."
  • يقع السودان في وسط القرن الأفريقي، وهو إقليم متقلب الأوضاع. وإذا ما مضت الأمور بشكل جيد بالنسبة للسودان، فإن ذلك يبشر بالخير بالنسبة لأفريقيا بأكملها.  وإن مضت بشكل سيء، فسيكون لذلك آثار على عدد من الدول الأخرى. وضع في حسبانك أيضا أن لدينا مثلا الصومال من ناحية، ونزاع في سيناء من ناحية أخرى، ولدينا جمهورية أفريقيا الوسطى، وكذلك جنوب السودان، وأثيوبيا التي تمر بمرحلة تحديات هي الأخرى. هي إذا منطقة تعيش على الحافة بصورة ما. فإذا نجحنا في معالجة الأزمة السودانية بشكل "مربح" لو جاز التعبير، فسيكون لذلك دور إيجابي في تحقيق الاستقرار للمنطقة ككل.
  • يجب أن نذكر أنفسنا بأن الاتحاد الأفريقي قد وضع منذ البداية بعض الحدود الراسخة، فهو سيقوم بتعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي وفي هياكله إذا لم يعيد السودان السلطة إلى حكومة بقيادة مدنية. وأعتقد أن الأمين العام قد أحيط علما بذلك، وطلب مني على وجه التحديد دعم مبادرة الاتحاد الأفريقي. بعبارة أخرى، ألا أشرع في عملية للأمم المتحدة موازية، بل أن دعم عملية الاتحاد الأفريقي، وأعتقد أن ذلك يؤسس نموذجا جديدا للتعاون في مثل هذه القضايا.
  • أود أن أصف الإنجاز الحالي بأنه اختراق بقيادة السودان. إنه تقدم كبير كان للمجتمع الدولي يدا فيه، إذ قام بالضغط على الأطراف. وأريد أن أقول أن هناك درجة كبيرة من التدويل للصراع السوداني، وبشكل أكثر تحديدا، كان هناك الكثير من الملاحظات على تدخل دول الخليج، دعما لهذا الجانب أو ذاك من أطراف النزاع في السودان. لكن الوضع في صميمه، قد أصبح مواجهة بين الشعب، كما كان يمثله المتظاهرون، أي ما يصل إلى مليون شخص ممن شاركوا في الاعتصام، وبين المجلس العسكري الذي أطاح بالبشير ومن ثم تولى هو نفسه استلام زمام السلطة.
  • في الأسبوع الماضي تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين جول الكيفية الفعالة لتشركهما في بناء حكومة تدير العملية الانتقالية. ولا تزال هناك بعض المفاوضات الجارية حول تفسير بنود ذلك الاتفاق، والقضايا المتنازع حول هذه التفسيرات هي حاسمة في صياغة العلاقة بين الجيش والمدنيين حول هياكل الحكم. لذلك نتوقع استمرار المساومات الصعبة، لكن أكثر من ذلك، سيبدأ الاهتمام الآن بالتركيز على ما هو المطلوب لتنفيذ الاتفاقية، وسيكون هذا التنفيذ صعبا وسيحتاج إلى دعم دولي.
  • كخلفية ضرورية، اسمحوا لي أن أضيف أن ما يحدث الآن هو أن السودان يعيش في خضم أزمة اقتصادية عميقة. لذا فإن أي حكومة جديدة ستضطر مباشرة إلى مواجهة مشاكل اقتصادية خطيرة للغاية، والتي ستحتاج بالطبع إلى دعم دولي، لكن سيتعين على هذه الحكومة نفسها اتخاذ بعض القرارات الصعبة.
  • واسمحوا لي أن أقول إنه، وفي تقريبا جميع حالات النزاعات التي كان لدي بعض الخبرة في العمل عليها، نشهد دائما نوعا من التقدم والتراجع في حظوظ الوصول إلى أي حلول طويلة الأجل. وفي الحالة السودانية، كان ذلك الأمر أكثر وضوحا بشكل خاص، وقد ميز ذلك بالفعل ما شهدناه هناك في الشهرين أو الثلاثة أشهر الأخيرة. لكني أعتقد أننا بدأنا نرى المسار البطيء التصاعدي يحدث.
تنزيل

قال المستشار الخاص للأمين العام نيكولاس هيسوم إن السودان يعيش "لحظة مثيرة وربما حاسمة للغاية" بالنسبة لمستقبل انتقاله إلى الحكم المدني، وإنه إذا ما مضت الأمور بشكل جيد بخصوص الاتفاق بين أطراف المفاوضات الحالية فإن ذلك "يبشر بالخير بالنسبة لأفريقيا بأكملها".   

وأضاف السيد هيسوم في مقابلة خاصة لأخبار الأمم المتحدة أن لدى الشعب السوداني الفرصة "ليس فقط لاستبدال حكومة البشير والمجلس العسكري الحالي بسلطة مدنية" ولكن أيضا الفرصة لمحاولة حل تلك المشكلات طويلة الأمد في أطراف السودان– مثل دارفور وجنوب كردفان النيل الأزرق " – وإيجاد حل شامل لها.

غير أن المسؤول الأممي الرفيع حذر من أنه في حال ضاعت هذه الفرصة فمن المحتمل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية، مؤكدا أن المخاطر كبيرة، لكن "الجائزة" قريبة لمتناول اليد بشكل مغرٍ، حسب تعبيره. وأشار السيد هيسوم إلى أن دولة السودان تتشارك حدودا جغرافية مع العديد من الدول الأفريقية، إضافة إلى موقعها في وسط القرن الأفريقي، وهو إقليم متقلب الأوضاع. ويقول السيد هيسوم إنه "إذا ما مضت الأمور بشكل جيد بالنسبة للسودان، فإن ذلك يبشر بالخير بالنسبة لأفريقيا بأكملها". وأضاف المستشار الأممي الخاص: "ضعوا في حسبانكم أيضا أن لدينا مثلا الصومال من ناحية، ونزاعا في سيناء من ناحية أخرى، ولدينا جمهورية أفريقيا الوسطى، وكذلك جنوب السودان، وإثيوبيا التي تمر بمرحلة تحديات هي الأخرى. هي إذا منطقة تعيش على الحافة بصورة ما. فإذا نجحنا في معالجة الأزمة السودانية بشكل "مربح" لو جاز التعبير، فسيكون لذلك دور إيجابي في تحقيق الاستقرار للمنطقة ككل."

وفي إشارة إلى الاتفاق بين الطرفين حول بناء حكومة تدير العملية الانتقالية، قال السيد هيسوم إنه ما زالت هناك اختلافات حول تفسير بنود الاتفاق، وأضاف أن "القضايا المتنازع عليها حول  تفسيرات بنود الاتفاق تظل حاسمة في صياغة العلاقة بين الجيش والمدنيين حول هياكل الحكم". كما أكد ضرورة التركيز على ما هو المطلوب لتنفيذ الاتفاقية، وسيكون هذا التنفيذ صعبا وسيحتاج إلى دعم دولي، حسب قوله.

ولفت المسؤول الأممي الانتباه أيضا إلى ما يعانيه السودان من أزمة اقتصادية عميقة، وقال إن "أي حكومة جديدة ستضطر مباشرة إلى مواجهة مشاكل اقتصادية خطيرة للغاية، وتحتاج بالطبع إلى دعم دولي".

وأعرب المستشار الخاص للأمين العام حول السودان نيكولاس هيسوم في نهاية اللقاء عن تفاؤل حذر مشيرا إلى خبرته في النزاعات السابقة التي عادة ما تشهد "نوعا من التقدم والتراجع في حظوظ الوصول إلى أي حلول طويلة الأجل". وهو ما شهده في حالة السودان خلال الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، حسب المستشار الأممي، الذي أضاف بأننا "نرى المسار التصاعدي البطيء يتحقق".

 
مدة الملف
5'2"
مصدر الصورة
UN Photo/Mark Garten